أكد متخصصون عرب في الشأن السياسي أن ترحيب رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي والمسؤولين البريطانيين الكبير بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى المملكة المتحدة، دليل على أن المملكة المتحدة حريصة على لقاء الأمير الشاب، حيث يعد من القادة العرب الذي أثبت قدراته العالية في الإصلاح والتنمية وحوار الأديان ومواجهة الإرهاب والتطرف، والمتمكن من تعزيز وترسيخ العلاقات العربية والإسلامية وفتح آفاق جديدة بما يتلاءم مع رؤية المملكة 2030، وكما يؤكد أهمية الزيارة ما حظي به ولي العهد في زيارته التاريخية من استقبال حافل في قصر باكنغهام أعظم قصور بريطانيا. وقال أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية د. حسن المومني ل"الرياض": إن الزيارة تأتي ضمن سياق يشهد تطورات وتحولات إقليمية ودولية، إضافة إلى جملة تحولات على كافة الصعد في كلا البلدين، فالمملكة تشهد تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية عبر مبادرات وجهود مكثفة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد تهدف إلى نقل المملكة لمصاف الدول المتطورة، أما بالنسبة إلى المملكة المتحدة فحالياً هنالك تحولات جذرية خاصة فيما يتعلق بعلاقة لندن مع الاتحاد الأوروبي وتصميم بريطانيا على إعادة ترتيب علاقاتها الدولية وخاصة مع الكثير من الدول المهمة عالمياً كالمملكة العربية السعودية، وعلى خلفية هذه الأمور تأتي زيارة سمو الأمير الشاب المتمكن سياسياً من أجل تعزيز وترسيخ العلاقة الثنائية على أساس المصالح المشتركة ولفتح أفاق جديدة بما يتلاءم مع الرؤى العميقة لسمو ولي العهد، وخاصة رؤية المملكة 2030، فتعزيز هذه العلاقة الثنائية الراسخة سوف يمكِّن كلا البلدين من لعبهما دوراً أكثر فاعلية على المستويين الإقليمي والدولي، وخاصة أن لندنوالرياض لاعبان رئيسان في كثير من المحافل الدولية مثل الأممالمتحدة ومجموعة العشرين، وأيضاً هذه الزيارة فرصة لتمتين التعاون الثنائي في كافة المجالات وبخاصة الأمنية منها المتعلقة بمكافحة الإرهاب وإحلال السلام، وخاصة أن المملكة العربية السعودية لها من الخبرة والإمكانات التي تحتّم على المجتمع الدولي التعاون الوثيق معها في هذا المجال، وأضاف أن العلاقات السعودية البريطانية تتسم تاريخياً بالرسوخ والاستقرار، فمنذ بدايات القرن العشرين حرص ملوك المملكة العربية السعودية ونظرائهم في المملكة المتحدة على نسج علاقات تاريخية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية بغض النظر عن التباين في بعض المواقف أحياناً نتيجة لاختلاف الظروف والمصالح، وأشار إلى أن الجانب الاقتصادي بين البلدين واحد من أهم الركائز الأساسية في العلاقة السعودية البريطانية، حيث إن كلا البلدين يتمتعان باقتصاد قوي وبينهما تاريخياً تبادل اقتصادي وتجاري على كافة المستويات، وهنا نتحدث عن ميزة نسبية للمملكة في الجانب الاقتصادي في الوقت الحالي تسعى بريطانيا للاستفادة منها خاصة في سياق خروجها من الاتحاد الأوروبي، لذلك لا غرابة في الاهتمام المتزايد من قبل لندن في واحد من كبريات الاقتصاد العالمي كالمملكة. وأكد الأكاديمي العراقي د. فاضل البدراني أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لها أهمية كبيرة للمنطقة بشكل عام، كما أن القيادة في كلا البلدين تصبو لتوطيد العلاقات الاقتصادية والأمنية وتحقيق الشراكة بينهما أكثر فأكثر، سيما وأن البلدين تجمع بينهما قواسم مشتركة في ملفات عدة، ويحظيان بسمعة دولية في القدرات الاقتصادية والتجارية وتبادل السلع في الأسواق، لكن يبقى الأمر الأهم المتمثل بتوجهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في قضايا الإصلاح والبناء والتنمية وفسح المجال لمنح الحريات على الصعيد الداخلي، وكذلك الانفتاح الخارجي على الدول الكبرى ومنها بريطانيا هي الجوانب المشرقة في مسيرة المملكة العربية السعودية، وفي تعضيد توجهات الأمير الشاب نحو التنسيق الأمني مع بريطانيا بالقضاء على الإرهاب والتطرف، والتنسيق في النواحي الفكرية والأمنية لتحييد التطرف والإرهاب، ومعالجة وردم الفجوات الفكرية المنتجة للكراهية، وقال: بحسب المتابعة فإن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عقلية شبابية منفتحة تتسم بالمرونة والنهج السليم في الإدارة والحكم، فإن الزعماء الغربيين يركزون بالوقت الحاضر على شخصية الأمير محمد بن سلمان كونه شخصية واعدة وتخطط إلى النهوض بالدولة، ومن هنا فإن الزيارة ستكون ناجحة لقدرة الأمير الشاب على ذلك - بإذن الله -،وستشكل حدثاً سياسياً بارزاً ستنجم عنها اتفاقيات ثنائية تعكس التحول الكبير للسياسة الخارجية السعودية، والتي تثبت يوماً بعد يوم أن المملكة قائدة عربياً وإسلامياً، وقادرة على التفاهم مع الغرب فيما يخدم مصالح العرب والمسلمين، وزاد البدراني أن المملكة تمتاز بتاريخ مشرق من حيث العلاقات التكاملية مع بلدان الغرب ومنها بريطانيا. وذكر الباحث السياسي المصري عبدالجليل الشرنوبي أن علاقات المملكة العربية والمملكة المتحدة تجاوزت حدود الواقع القريب، كون تجذرها يعود إلى عصر البناء الأول للمملكة العربية السعودية، حيث كانت بريطانيا من أوائل الدول التي اعترفت رسميا بالمملكة 1926م، وتوجت هذا الاعتراف بعلاقات ديبلوماسية مباشرة ويحفظ التاريخ اسم السفير حافظ وهبة كأول سفير للمملكة في لندن مع افتتاح السفارة السعودية عام 1930م، وأشار إلى أن المملكة المتحدة ترى في المملكة شريكاً اقتصادياً رئيساً في المنطقة العربية، ويأتي حضورها على رأس قائمة شركاء بريطانيا، وهو واقع بالتأكيد تعززه الأرقام استثماراً للشركات والمشروعات على أرض الدولتين. Your browser does not support the video tag.