«قضيت من عمري خمسة وعشرين عاماً وأنا أدرس من الابتدائية إلى الماجستير، وقضيت بعدها خمسة وعشرين عاماً وأنا أعمل في شركة إن إي سي في قطاع صناعة البرمجيات، وبعدها أمضيت خمسة وعشرين عاماً وأنا أدرّس هنا في جامعة واسيدا. عمري الآن خمسة وسبعون عاماً، والآن أخطط في الخمس والعشرين سنة القادمة لأن استمتع بممارسة هواياتي وجميع الأمور التي لم أجد لها وقتاً كافياً في السنوات الماضية من عمري..». بهذه الكلمات ودع (أزوما موتوئي) طلابه وزملاءه في يوم حفل تقاعده من التدريس في الجامعة. مقالة اليوم بعنوان: ماذا ستفعل عام 2038م؟ الكثير منا يعرف (جيف بيزوس) مؤسس شركة أمازون العملاقة التي غيرت مفاهيم التجارة في العالم. سألوه مرة في فعالية أقيمت في لوس أنجلوس في نوفمبر الماضي عن الآلية التي يتخذ بها القرارات المصيرية في حياته ومن أهمها قراره بالاستقالة من وظيفته المرموقة في وول ستريت وبدء شركة أمازون في منتصف التسعينيات. فاجأ جيف الجميع بقوله: «في مثل هذه القرارات أقوم بتقديم شريط حياتي بسرعة إلى عمر الثمانين، ووقتها أتأمل واتخذ القرار الذي لا أندم عليه عندما أبلغ تلك السن!». وعندما سئل جيف: ماذا لو فشلت وكان قرارك خاطئاً؟ فأجاب قائلا: «لن أندم وقتها فسأشعر وعمري في الثمانين بالفخر أنني حاولت على الأقل!». لعل أهم ما يمكن أن يستفاد من كلمات جيف بيزوس هو التفكير بمنظور مستقبلي والحذر من النظرة القصيرة للأمور، وفي كثير من الأحيان أحب أن أتحدث إلى فريق العمل معي بأن القيمة الحقيقية واللذة الكبيرة بأن تفتخر بعملك وما قدمته من إنجاز بعد عشرين أو ثلاثين سنة من الآن. ومن تجربة شخصية، أنصح بالجلوس أحياناً إلى من هم أكبر منك سناً بعشرين عاماً أو عشرة أعوام، وسؤالهم: ماذا كنتم ستفعلون لو عاد بكم الزمن وأصبحتم في عمري؟ ستجد من بين تلك الإجابات مشاعل نور تهديك وأنت تشق طريقك نحو المستقبل، ومن النصائح الجميلة أيضا: تذكر أنك ستندم على ما لم تفعله أكثر من ندمك على ما فعلته. انتظر 24 ساعة لتتخذ القرار وردة الفعل تجاه ما يغضبك، إذا وجدت نفسك غير غاضب بعد 24 ساعة فاعلم أن الأمر لا يسترعي الانتباه ولا يستحق الغضب. وتعجبني كلمات روائي الخيال العلمي الإنجليزي تيري براتشيت: «إذا لم تجعل من حياتك قصة ممتعة فستكون مجرد جزء من قصة شخص آخر. ماذا إذا لم تنجح قصتك؟ عليك بتغيير القصة حتى تجد تلك التي تناسبك!». وختاماً أدعوك لتغمض عينيك وتتأمل نفسك بعد عشرين سنة من الآن، وكيف سيكون وضعك وصحتك وأسرتك وعملك واستقرارك من كل النواحي، وأحتاجك أن تجيب بكل صدق وصراحة: كيف سيكون حالك في عام 2038م؟ Your browser does not support the video tag.