حذرت ندوة علمية نظمتها جامعة الطائف من خطر الشائعات على المجتمع المسلم، وأثرها السيئ على الفرد، والأسرة، والوطن، والأمة كافة، بعد أن ساعدت شبكات التواصل الاجتماعي في سرعة انتشارها. وأكد مدير ندوة "الشائعات وموقف الإسلام منها" الأستاذ المشارك بقسم القراءات بالكلية الدكتور محمد الجنايني، من خطورة الشائعات ودورها في هدم الأسر، وهدر الأموال. وشدد على خطورة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي من دون تثبت، مؤكداً ضرورة الالتزام بالآية الكريمة في سورة الحجرات (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا). بدوره، تناول أستاذ الثقافة المشارك بقسم الشريعة بالجامعة الدكتور محمود مسعود نصار، بشيء من التفصيل تاريخ الشائعات في التاريخ، مروراً بما لاحق الأنبياء والرسل من شائعات، تهدف للنيل من شخوصهم، وهدم دعوتهم. وأشار الدكتور نصار إلى أن لكل شائعة مرسلاً ومستقبلاً وهدفاً، إذ قد يكون هذا الهدف منها مادياً أو معنوياً أو كليهما معاً، وتظل الشائعة بلا قيمة، إن لم تجد لها مستقبلاً. وأفاض الدكتور حماد في ذكر آثار الشائعات على الأفراد والمجتمعات، مستعرضاً أمثلة لأخطر أنواع الشائعات على المجتمع الإسلامي، كما طرح الحلول لهذه الظاهرة ووسائل مواجهتها والتي دارت جميعها في فلك الالتزام بكتاب الله، واتباع المنهج النبوي القويم (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع). من جانبه، تحدث مسؤول النشر بإدارة العلاقات العامة والإعلام في الجامعة نايف الراجحي، عن دوافع انتشار الشائعة، وأشكال هذا الانتشار، وأهم الوسائل التي تساعد على سرعة انتشار الشائعة. وأكد على خطورة الاستخدام الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي، وهوس البعض بجمع المتابعين، وإطلاق الوسوم "الهاشتاغات"، سواء بهدف أو لمجرد الشهرة. وتناول أيضاً دور وسائل الإعلام المختلفة في توجيه المجتمعات، موضحاً أن الشائعات تنتشر أكثر في أوقات الحروب والأزمات، وفترات التحول السياسي والاجتماعي، حيث تحل الشائعة بديلاً عن الوضوح والشفافية، وتجد لها أذناً مصغية، وعقلاً قابلاً لتصديق كل خبر". كما تعرض الراجحي للجهود التي تبذلها الدولة لمواجهة مد الشائعات، إذ أصبح لكل جهة حكومية متحدث رسمي، من واجبه إصدار البيانات الرسمية التي تدحض الشائعات، وتزيل الغموض وتقدم المعلومة الصحيحة الموثقة. وشدد في المقابل على ضرورة سرعة تفاعل المتحدثين الرسميين مع الأحداث، والتوضيح السريع لما يتداول من شائعات قد يؤدي انتشارها وعدم إيضاح الحقائق حولها إلى آثار سلبية. Your browser does not support the video tag.