شهد مؤتمر الحوار السوري الذي تنظمه موسكو انطلاقة متعثرة، الثلاثاء، بعدما رفض ممثلون عن فصائل المعارضة المشاركة، إثر رؤيتهم شعار المؤتمر الذي يتضمن صورة العلم السوري، لدى وصولهم إلى مطار سوتشي. وقال ممثل أحد الفصائل: «كنا قد تلقينا وعوداً من روسيا بإزالة الشعار الذي يتضمن علم النظام أو بإضافة علم الثورة إليه.. حين وصلنا إلى المطار فوجئنا أن شيئاً لم يتحقق». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية إن المؤتمر الذي كان يفترض أن يبدأ عند الساعة العاشرة (7:00 ت.غ)، تأخر بسبب مشكلات مع فصائل معارضة مسلحة قادمة من تركيا، ثم بدأ الساعة 12,30 بالتوقيت المحلي من دون حضور الفصائل. وحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السوريين على الاتحاد وصياغة رؤية مشتركة لمستقبلهم، من أجل التغلب على الأزمة التي تمر بها بلادهم. وفي افتتاح مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية، تلا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف رسالة بعث بها بوتين للمؤتمر، جاء فيها: «الظروف مهيأة لإغلاق صفحة مأساوية في التاريخ السوري.. السوريون وحدهم هم من يمكنهم تحديد مستقبل بلدهم». وأشار لافروف إلى مشاركة ممثلين عن مختلف الجماعات العرقية والاجتماعية والسياسية في المؤتمر. ووقف بعض المشاركين في المؤتمر وقاطعوا الوزير بالصياح أثناء إدلائه بكلمته متهمين موسكو بقتل مدنيين في ضربات جوية في سورية. وحدثت المقاطعة أثناء بث وقائع المؤتمر على الهواء مباشرة في التلفزيون الروسي، حيث اقترب حارسا أمن من رجل في الحضور وأشارا له بالجلوس والتزام الصمت. في غضون ذلك، أكد دبلوماسيون وعلماء ل»رويترز» أن اختبارات معملية ربطت للمرة الأولى بين مخزون النظام السوري من الأسلحة الكيميائية وأكبر هجوم بغاز الأعصاب السارين في الحرب مما يدعم الاتهامات الغربية بأن القوات التابعة لنظام بشار الأسد كانت وراء الهجوم. وأجرت معامل تعمل لحساب منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مقارنة بين عينات أخذتها بعثة تابعة للأمم المتحدة في منطقة الغوطة في دمشق بعد الهجوم الذي وقع في 21 أغسطس 2013 وسقط فيه مئات القتلى من المدنيين جراء التسمم بغاز السارين، وبين الكيماويات التي سلمتها دمشق لتدميرها 2014. وذكر مصدران كان لهما دور في تلك العملية أن الاختبارات توصلت إلى علامات متطابقة في عينات مأخوذة من الغوطة وموقعين آخرين شهدا هجومين بغاز الأعصاب في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب في الرابع من إبريل 2017 وفي خان العسل بحلب في مارس 2013. وقال مصدر طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية نتائج الاختبارات: «قارنا خان شيخون وخان العسل والغوطة.. ثمة علامات تطابقت في ثلاثتهم جميعاً». وكانت نتائج تلك الاختبارات هي أساس تقرير أعدته آلية التحقيق المشتركة التابعة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في أكتوبر، وجاء فيه أن النظام السوري مسؤول عن هجوم خان شيخون الذي سقط فيه عشرات القتلى. ولم تُنشر النتائج المتعلقة بهجوم الغوطة، التي تأكدت «رويترز» من تفاصيلها من مصدرين دبلوماسيين منفصلين، في تقرير أكتوبر الذي رفع إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لأنها لم تكن ضمن التفويض الممنوح للفريق. لكنها ستعزز مع ذلك الاتهامات التي توجهها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وقوى غربية أخرى لنظام الأسد أنها لا تزال تمتلك ذخائر محظورة وتستخدمها انتهاكاً لعدد من قرارات مجلس الأمن واتفاقية الأسلحة الكيميائية. وامتنعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن التعقيب. Your browser does not support the video tag.