كنز من كنوز الدنيا للإنسان الطبيعي.. ومن يمتلك هذه الصفة العظيمة سينسى الدنيا خلفه وينزاح همه ويتواضع في نفسه وفي بيته ومركبه.. نعم يوجد في البشر من هو أكبر منصباً وأكثر مالاً وهذه هي حال الحياة.. فإن رأيت من تجتمع به هذه الصفات فلا تحسده على ما أعطاه الله وادع له بالصلاح فيما يملكه لنصرة المظلوم وإقامة العدل والصلاح، وأن ينفق لخدمة الإسلام والمسلمين ونصرة ضعيفهم وكسوة جائعهم، واحمد الله على نعمه العظيمة التي لا يراها الإنسان إلا بعد فقدانها من صحة وأمن وأمان وغيرها.. قال الله تعالى: "وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا"، وجاء في الحديث الشريف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها".. وتقول الشاعرة ميسون: لبيت تخفق الأرياح فيه أحب إليّ من قصر منيف ولبس عباءة وتقر عيني أحب إليّ من لبس الشفوف وأكل كسيرة من كسر بيتي أحب إليّ من أكل الرغيف فالقناعة يجب أن يقتدي بها الجميع ولا يحمل نفسه فوق طاقتها من نفاق اجتماعي لكي يقال عنه كذا وكذا، وهو في الواقع الحقيقي يعرفه الجميع ويعيه، ويحمل لنفسه هماً في الارتفاع فوق بعض البشر من التصنع لشخصيته غير الطبيعية، والتصنع في المركب والبيت ويحمل نفسه ديناً فوق ظهره وكأن نفسه تقول إن الجميع يلتفت إلي وإنني أصبحت من سادات القوم وكبارهم.. لا يا أخي الكريم ليس كذا ما تفعله، أتمنى أن تقتنع، وأن تأخذ القناعة في الحسبان وتضعها أمام عينيك وفي قلبك وعقلك، وستعيش أطيب وأكثر محبة للناس، لأن طريقك هو الطريق الصحيح ليس بالتصنع والتكابر في العيش والطبيعة.. Your browser does not support the video tag.