أجمعت تقارير نشرت في صحف أميركية الاثنين على أن نظام الملالي في إيران فقد السيطرة تماماً على ما يجري على الأرض من أحداث حاليا وبالتالي فقد فرصته في البقاء، مؤكدا أن الثورة الشعبية المشتعلة حاليا ماتزال مستمرة رغم التضيق والتعتيم الذي تفرضه طهران على ما يحدث في الداخل. وتؤكد التقارير عن الواقع الراهن في إيران أن نظام الملالي الذي احكم قبضته على السلطة منذ تسعة وثلاثين عاما تآكل وتصدع تماما واهتز، الامر الذي دفع الكاتب الامريكي ديفيد إغناتيوس للتحذير من أن الحالة الراهنة التي وصل اليها هذا النظام ستجعله يقاتل بلا رحمة. ويضيف في مقال نشرته صحيفة «الواشنطن بوست» «مع الثورة الحالية من الصعب ان يتصور الناس كما كان من قبل أن القضية السائدة في ايران ستستمر لاجل غير مسمى مع مجتمع اتضح اخيرا انه متلهف وجائع للتغيير». وينفى رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية CIA مايك بومبيو بشدة تصريحات قيادات الملالي، التي زعمت أن الولاياتالمتحدة هي من وراء التظاهرات الشعبية العارمة الحالية التي اجتاحت العديد من المدن في البلاد عبر الايام الماضية، مؤكدًا علي أن التعامل المتخلف من جانب النظام مع شعبه هو ما أسهم في اندلاع تلك الاحتجاجات. وقال بومبيو، خلال حديثه بثته شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، إن الظروف الاقتصادية في إيران لا تبدو جيدة، وهذا هو السبب الذي دفع الناس إلى النزول للشوارع». ويري أن نظام الملالي تحوّل إلى آذان صماء لنداءات شعبه، والذي عانى من وطأة تلك الظروف الاقتصادية السيئة. وردًا على مزاعم قيادات نظام ولاية الفقيه بشأن ترتيب الولاياتالمتحدة وعملاء CIA في إيران لتلك التظاهرات، أكد رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية، أن «هذه الاحتجاجات كانت للشعب الإيراني، بدأت به، واستمرت بهم، مطالبين بظروف معيشية أفضل وكسر النظام الثيوقراطي الذي يتبعه الملالي بشكل واسع في البلاد». وعلى الرغم من كون الإدارة الأميركية لم تكشف بعد عن كامل نواياها بشأن تظاهرات إيران، فإن الكونغرس الأميركي يعمل في الوقت الحالي على وضع تشريع يهدف إلى تشديد بنود الاتفاق النووي مع إيران، والذي كان قد تم توقيعه في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما برفقة القوى الدولية في عام 2015، وهو الأمر الذي من شأنه أن يتم بطرق تلبي مطالب الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب. وأعرب رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية، عن تفاؤله الحذر بنجاح جهود واشنطن بشكل رئيسي على المستوى الدبلوماسي لمراجعة كافة بنود الاتفاق وتشديد العقبات الموضوعة في طريق إيران والقيود الخاصة بعملية تخصيب اليورانيوم ومعدلاته، والتي من المفترض ألا تسمح لطهران بالوصول إلى السلاح النووي. وقال بومبيو «يمكن أن يفعلوا الكثير، ويمكن أن يأخذوا بعض النقاط للنقاش، مثل تمديد المواعيد النهائية أو إلغاء العقوبات بعد التأكد الكامل من سلامة نوايا طهران في ذلك». وبالمقابل يقول الكاتب الامريكي ديفيد إغناتيوس أنه زار طهران في العام 2013 وكتب حينها أن العاصمة الايرانية تبدو معلقة في مكان ما بين «بيونغ يانغ» و»لوس انجلوس»، وتابع «لقد رأينا الأسبوع الماضي كيف أن الإيرانيين يريدون بحماس هذا الخيار الأخير». ويمضي قائلا «لقد بدأت بالفعل عملية التغيير في ايران وان النظام سيستخدم مزيدا من ادوات القمع لكن المؤكد أن الاحتجاجات هذه المرة أوسع حيث شملت 80 مدينة وبالتالي سيكون من المستحيل وضع البلد بأكمله مرة أخرى في مربع نظام الملالي. ويشير الى أن القمع في عالم اليوم قد يعمل على المدى القصير ولكن مايجري في ايران حاليا هو لعبة طويلة اكدت ان الملالي ليس لهم جمهور وان نظامهم قد فقط فرصته. وحث إغناتيوس الحكومات الغربية على ضرورة تشجيع المتظاهرين وحثهم في نفس الوقت على أن يكونوا سلميين والخروج من دائرة الصمت الخاطئ تجاه ما يجري هناك. ويتابع بالقول «يجب على الغرب أن يحذر النظام في ايران من أنه سيحاسب على العنف ضد مواطنيه كما ينبغي للغرب أيضا أن يساعد على إبقاء الاتصالات مفتوحة مع إيران. ويقول أن النظام الايراني يقيد حاليا حركة الرسائل الالكترونية على الهواتف الذكية لكنه سيواجه صعوبة في منعها تماما، ويشير الى أن إيران لديها ما يقدر بنحو 48 مليون الهواتف الذكية اليوم، مقارنة مع 1 مليون في عام 2009 ابان اندلاع الثورة الخضراء. ويؤكد إغناتيوس أن الإيرانيون يمكنهم الوصول عبر هواتفهم الذكية رغم انه يبدو أن عدد مقاطع الفيديو المحمولة من إيران قد انخفض بشكل حاد خلال الأسبوع الماضي، ولكن من المحتمل أن يكون هناك تعتيم رقمي كامل من النظام. ويري أن الفكرة القائلة بان الاحتجاجات والتظاهرات الحالية هي نتيجة مؤامرة اجنبية فكرة غبية لأنه من المستحيل فعل ذلك لوجستيا مع الظروف التي تعيش فيها إيران حاليا. Your browser does not support the video tag.