"بطولة الخليج، ميلاد النجوم"، كانت هذه العبارة هي السائدة طيلة النسخ الماضية، ففي كل نسخة يتم إعادة تداولها على أوسع نطاق، لشحذ همم اللاعبين الشبان ليقدموا أفضل ما لديهم، إنها البطولة التي ولد من رحمها هداف بقيمة جاسم يعقوب، ثم أعقبته البطولة بمولد ماجد عبدالله فوق الملاعب العراقية في "خليجي 5"، و"خليجي 16" الميعاد لولادة حارس بإمكانيات علي الحبسي الذي ارتدى قميص بلاده لأول مرة في تلك البطولة، وآخر أبرز المواليد الذي أنجبتهم كؤوس الخليج، نجم الإمارات عمر عبدالرحمن. في النسخة الحالية، توارى النجوم عن الأنظار، فلم يولد اسماً بارزاً يستحق القول: إن هذه النسخة، هي ميلاد نجوميته في عالم كرة القدم الخليجية، لكن ذلك لا يعني أن كأس الخليج أصبحت بطولة عقيمة، وأنها ستخرج من دون أن تهدي الخليج نجماً جديداً لرياضتها. فخارج المستطيل الأخضر، يستحوذ نواف التمياط على الأضواء، إذ تطارده عدسة المصورين، ويبحث عنه مراسلي القنوات الفضائية، بعدما ترأس بعثة "الأخضر" في أول مهمة له، منذ أن تقلد منصب نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهو منصبه الأول إدارياً في الكرة السعودية. استطاع التمياط منذ أن قرر خلع حذائه، وفسخ قميص الهلال عام 2008، أن يشكل له نجومية جديدة، من خلال ظهوره محللاً تلفزيونياً في الاستوديوهات الفضائية، اكتسب شعبية جديدة بفضل حضوره المميز، وظل في كل ظهور يصنع سؤالاً لدى الرياضيين: لماذا لا يعمل مدرباً في الهلال أو أي فريق آخر؟ يتولد هذا السؤال من الثقافة السائدة، أن اللاعب المعتزل لا مكان يستقبله بعد التوقف عن الركض، إلا مقاعد البدلاء المركونة على جوانب الملاعب، إما مدرباً أو إدارياً للفريق. كان الفرنسي ميشيل بلاتيني، نجماً فذاً يقود وسط فرنسا، وحين اعتزل الملاعب خاض تجربة سريعة في عالم التدريب، لم تكن محفزة بالقدر الكافي ليستمر في عالم التدريب، غادر المشهد وظنّ الكثيرون ألا عودة لنجم الوسط السابق إلى عالم الكرة مجدداً، لكن ذلك انتهى عام 1998 حين ترأس اللجنة التنظيمية ل"مونديال 98" في فرنسا، وبعد نجاحه في عملية التنظيم، التحق بركب "الفيفا" مستشاراً لدى جوزيف بلاتر، حتى تقلّد في عام 2007 رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. قبل انطلاقة كأس الخليج بشهر، لم يكن يسبق اسم التمياط أي مسمى إداري، لكن مقطع فيديو جمعه برئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ، تم تداوله على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي"تويتر"، كان النواة الأولى لبزوغ نجوميته إدارياً، حين طلب منه آل الشيخ العمل على تطوير نفسه ليصل إلى العمل الإداري في اتحاد كرة القدم الآسيوي، بعدها بمدة زمنية قصيرة، انضم التمياط لعضوية مجلس إدارة الاتحاد السعودي، ثم تقلد منصب نائب الرئيس. رئاسة الوفد السعودي المغادر إلى الكويت، كانت المهمة الأولى التي تنتظر التمياط، وبفضل سمته ولغته الإعلامية الراقية، اكتسب شعبية كبيرة في الوسط الرياضي، وبات محل ثناء ومديح في كل مرة يظهر في تصريح تلفزيوني يتحدث فيه عن المنتخب، إذ تمتزج لغته الإعلامية بالثقافة والواقعية والهدوء، استطاع من خلالها النجاح في مهمته الأولى إدارياً، على الرغم من أن البطولة لم تنتهِ بعد، لكن التمياط اجتاز هذه الخطوة بنجاح. لم يعد وصوله لمنصب آسيوي، أقرب للخيال منه للواقع، بل الأمر معاكس تماماً، فتقلد منصب آسيوي لا يحتاج إلا لمرور عقارب الساعة، ومضي الأيام نحو الأمام، فمواصفات الإداري الناجح تتوافر فيه، ويدعم وصوله للمنصب الآسيوي تاريخه المشرف كلاعب كرة قدم، فالأمر ليس صعباً بل هو اليوم أبرز المرشحين العرب للمنافسة على مقعد إداري آسيوي، وليس مبالغة القول بأنه مؤهل لرئاسة الاتحاد الآسيوي في المستقبل. Your browser does not support the video tag.