لا أحد يستطيع إحداث شرخ بين القيادة والشعب من خلال استغلال التحديات التي يواجهونها بعد إدخال الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة بما فيها من ضرائب ورفع لأسعار البنزين والكهرباء، الوفاء والولاء لا يرتبطان بثمن لأنهما قائمان على الثقة بأن كل ما يجري هو في مصلحة المواطن دون غيره. كلنا نتذكر عندما بادرت الدولة خلال السنة الماضية إلى إعادة البدلات إلى رواتب الموظفين حينما سمح الوضع الاقتصادي بذلك، والآن جاءت الأوامر الملكية لتأكيد هذه الثقة من خلال هذا الدعم غير المحدود لميزانية المواطن ودخله بما يجعله قادراً على تجاوز هذه المرحلة دون تأثير على حياته اليومية ومصدر معيشته. علاقة متينة، مباشرة، لا تسمح بوجود طرف ثالث يحاول التأثير في متانتها واستقرارها، وعلى الرغم من ذلك كان هناك جهد مكثف للقيام بهذا الدور من خلال إطلاق العديد من الحملات المنظمة التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، وما رافقها أو نتج عنها من أخبار محرفة مدفوعة الثمن عبر المحطات والصحف العالمية القابلة للشراء على حساب المصداقية والأمانة المهنية. اعتدنا خلال الفترة الماضية على هذا النوع من التحريض الرخيص الذي نعرف مصدره والقائمين عليه، لكن ما يدور الآن وما يتم الترويج له يختلف تماماً لأنه مبني على دراسة معمقة لثقافة المجتمع السعودي والوسائل الأكثر تأثيراً فيه، وبالتالي تبدو أي تغريدة أو رسالة واتس آب وكأنها صادرة من مواطن عادي فتحظى بالانتشار والتفاعل المطلوب، حتى إن البعض يتناقلها على سبيل الدعابة دون إدراك مصدرها الحقيقي أو الهدف المشبوه الذي صنعت من أجله بهذه الطريقة البسيطة المفعمة بالمظلومية والمسكنة. هاشتاقات، صور، فيديوهات انتشرت بشكل خطير خلال الأيام الأولى من العام حتى قبل قياس التأثيرات الواقعية لتلك الزيادات، ومع أن هذه المواقف والردود ليست موجهة من الخارج بالكلية إلا أن هناك طرفاً ثالثاً يحرك معظمها ويصوغها بالشكل الذي يخدم أجنداته ويتوافق مع مؤامراته. عندما أعلن حساب المواطن أن الدعم الأدنى للمستحقين سيكون 300 ريال تم التركيز على هذا المبلغ والتسويق له بأنه ما سيناله هذا المستفيد فقط لا غير، في تجاهل متعمد لحقيقة ارتفاع هذا الرقم بعدة أضعاف ليتناسب مع احتياج كل عائلة على حدة. كم هاشتاق بني على هذه المعلومة؟ وكم رسالة واتساب وصلت إلينا كان محورها الرئيسي الاستهانة بدعم الدولة لتخفيف وطأة الوضع الاقتصادي الذي نعيشه كما العالم من حولنا. لا أحد يزاود على حرص الدولة على مواطنيها، وما الأوامر الملكية الأخيرة إلا استشعار من الملك بما قد يترتب على مواطنيه من أعباء حاول أعداء الوطن استغلالها لتأليب الرأي العام على قيادته ففشلوا وخاب مسعاهم لأنهم بكل بساطة في مواجهة شعب سلمان. Your browser does not support the video tag.