لن تتوانى قطر عن تقديم التنازلات، مقابل ألا يفلت كأس العالم من أراضيها، فمنذ أن شخصت أبصار الحاضرون في قاعة الاقتراع بمدينة زيورخ السويسرية عام 2010، نتيجة الدهشة التي نزلت على الحضور وأوجدت مشهد صمت كئيب على ملامحهم، بعد إعلان فوز قطر باستضافة مونديال2022، ووسائل الإعلام العالمية تكشف يوماً بعد آخر عن حجم الفساد والدمار الذي سلكته أنظمة قطر لتنظيم المونديال. اليوم وعلى مسافة خمسة أعوام من إطلاق صافرة البداية لمونديال بنيت ملاعبه على أنهار الدم، وهذا ما أكدته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في عددها الصادر اليوم من إن قطر منفتحة لتقديم التنازلات مقابل ألا تجرّد من استضافة المونديال العالمي وقالت:" تعهد مسئولون قطريون بأن يسمحوا للمشجعين المرافقين للمنتخبات المشاركة في مونديال 2022، باحتساء الخمور خروجاً من الإطار المتدين الذي تحاط به المنطقة الخليجية، وشذوذاً عن التقاليد والأعراف الخليجية المحافظة". ووفقاً لتأكيد أمين عام اللجنة العليا للمشاريع والإرث حسن الذوادي، فإن قطر ستسمح للمشجعين أن يتناولوا الخمور في مناطق بعيدة للغاية عن الملاعب التي ستستضيف البطولة على الرغم من أنه أكد على أن ذلك يخالف رأيه الشخصي، ورغبته في عدم السماح بتناول الخمور". رغبة الذوادي المعارضة لتوجه قطر، وفق رؤية الصحيفة البريطانية هو تأكيد على أن قطر مستعدة للتنازل بشكل أكبر عن الكثير من الأمور مقابل أن تطلق صافرة بدء "مونديال 2022" في إستاد حمد الدولي بالدوحة، وقالت الصحيفة: "على الرغم من ذلك فلم تضمن الدوحة حتى الآن رضا المسؤولين عن اتحادات كرة القدم الغربية ولا روابط المشجعين هناك، وتبقى الخطط المطروحة بشأن تقديم الخمور في أماكن بعيدة مثار غضب لدى الشركات الراعية للبطولة، والمسؤولين الكرويين في دول كبريطانيا، وهذا الأمر يثير غضباً عند المشجعين كذلك. ووفقاً لمصدر داخل أروقة اتحاد كرة القدم الإنجليزي فقد أكد لنا صعوبة وجود جماهير بلاده في قطر لمشاهدة مباريات كأس العالم في ظل هذا الوضع" . ولا تبدو أوضاع قطر في المنطقة العربية اليوم، محفزة لاستضافتها لمونديال 2022، ففي ظل مقاطعة العديد من الدول الخليجية والعربية لقطر ، أصبحت استضافتها للمونديال محل شك وفقاً لتعبير إيان بيرنز كاتب أسطر تقرير الصحيفة البريطانية: "مسألة إقامة المونديال في قطر، أصبح أمراً غير مؤكد على الإطلاق، فهناك تحذيرات أطلقتها شركات إنشاءات أن الكثير من المخاطر تحيط بمشاركتها في مشروعات البنية التحتية الخاصة بمونديال قطر، على الرغم من وصول كلفة إنشائها نحو 200 مليار دولار". ولا يبدو الأمر متوقفاً على سوء الإنشاءات، بل يتجاوزه لأكثر من ذلك، فمازالت شبه الفساد المحيطة بالملف القطري مثار للجدل، إضافة للانتهاكات التي يواجهها العمالة المهاجرون للعمل في أعمال الإنشاءات الخاصة بمونديال 2022. الأزمة السياسية التي صنعتها حكومة قطر في المنطقة، أصبحت تشكل ضغطاً هائلاً على استضافتها للحدث الكروي وفق تعبير الصحيفة البريطانية ، والتي قالت:" تتعرض قطر لضغوط هائلة على صعيد استضافتها للمنافسات بسبب الأزمة السياسية الحالية، فقد ظهرت حركة معارضة قطرية، كما أن هناك الكثير من الدبلوماسيين الغربيين أصبحوا يعترفون في لقاءات شخصية بينهم، أن استضافة قطر لمونديال 2022 أصبح محل شك". وفيما لو قرر اتحاد كرة القدم الدولي، تجريد قطر من حق استضافة مونديال 2022، فإن صحيفة "ديلي ميل" ترى أن هناك الكثير من دول العالم، بمقدروها أن تستضيف المونديال، وهذه الدول تبدو أكثر ملائمة من قطر لإقامة هذا الحدث الكروي وأكدت:" من الصعب أن على مشجع كرة القدم أن يقود سيارته لمدة ساعة كاملة، تحت أشعة الشمس الحارقة، وبدرجة حرارة تصل إلى 45 درجة مئوية من أجل إشباع رغبته الشخصية في تناول الخمور أثناء البطولة". ووفقاً لمسؤول اتحاد الكرة الإنجليزي ، فإن ذهاب إنجلترا إلى مونديال 2022 للعب حال التأهل، موطن شك" . واستعرض تقرير الصحيفة البريطانية في ختامه، تقرير نشرته شركة "كورنرستون جلوبال" البريطانية، والمتخصصة بالاستشارات الإدارية والهندسية، قالت من خلاله الشركة:" هناك الكثير من المخاطر التي تواجه من يعملون في مجال تهيئة البنية التحتية الخاصة بإقامة كأس العالم 2022، أو يسعون لأن يحصلوا على عقود في هذا الشأن، هناك خطر أن الدوحة لن تستطيع دفع مستحقات هؤلاء، وأنها لا تملك قدرة من الناحية الفعلية على فرض تنفيذ البنود في العقود القانونية ".