دشن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية الاثنين، ملتقى ومعرض السلامة المرورية الرابع الذي تقيمه الجمعية السعودية للسلامة المرورية «سلامة «، بالتعاون مع لجنة السلامة المرورية وجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل وأرامكو السعودية وأمانة المنطقة الشرقية والإدارة العامة للمرور ووزارة التعليم، ووزارة النقل تحت شعار «دور التقنيات الذكية في تحسين السلامة المرورية» بفندق شيراتون الدمام والذي يستمر لمدة ثلاثة أيام. كما دشن سموه فعاليات جائزة المنطقة الشرقية للسائق المثالي في نسختها الرابعة لتحقيق السلامة المرورية وتحفيز مستخدمي المركبات على التقيد بأنظمة المرور، وتشهد الجائزة خلال فترة إطلاقها العديد من الفعاليات التوعوية التي تستهدف الأفراد والجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني. وأكد سموه خلال كلمته في حفل افتتاح فعاليات الملتقى الشرقية أن الحوادث المرورية في المملكة لا زالت هاجساً يؤرق الجميع، فبالرغم مما بذلته الدولة من مشروعات، وما أقرته من أنظمة وتشريعات وما وفرته من إمكانيات بشرية ومادية، إلا أنه لا زال مستوى الحوادث المرورية مرتفعاً بحسب الإحصاءات، ولم ينخفض بالصور المرجوة، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود الجميع كل في موقعه، للعمل في منظومةٍ مشتركة، لدفع هذه الجهود والمضي نحو خفض نسب الحوادث المرورية ومسبباتها، وذلك من خلال دراستها، ومعرفة مسبباتها، وتحديد مكامن الخلل، وسبل الوقاية والعلاج، والاستفادة من التطور التقني في تحقيق هذه الغاية. وقال سموه: إن «النفس، والمال، والعقل» ثلاث من الضرورات الخمس التي أوصى ديننا الحنيف بالحفاظ عليها، ووقايتها، لما تمثله من أهمية لحياة الفرد وسلامته، وانعكاس ذلك على المجتمع، مؤكداً أن هذه الدولة -أيدها الله-، قائمة على كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فقد أخذت على عاتقها منذ عهد المؤسس -طيب الله ثراه- وحتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- أن تقف حافظةً لهذه الضرورات، باذلةً ما تملك في سبيل الحفاظ على الفرد والمجتمع من كل ما يؤثر على هذه الضرورات الخمس، مسخرةً الإمكانات، مذللةً للعقبات، مستشعرةً للأخطار، واضعةً لها الحلول.. مع رصد الموازنات التي تكفل تفعيل الحلول والبدائل.. لكل خطرٍ متوقع، كل ذلك وأكثر من أجل أن يعيش المواطن والمقيم في هذه البلاد، متنعمين بالأمن والسلامة والرخاء. وعوّل سموه بأن يكون هذا الملتقى النوعي، الذي يتناول موضوع التقنيات ودورها في تحقيق السلامة المرورية، ركيزةٌ من ركائز الحل لهذا الإشكال المروري بإذن الله، فعندما يجتمع المختصون من مختلف أنحاء العالم ليقدموا ما لديهم من تجارب في الاستفادة المثلى من وسائل التقنية في إدارة الحركة المرورية، والاستجابة للطوارئ، وأنظمة النقل الذكية، وغير ذلك مما وفرته التقنية، لتكون مسانداً للإنسان في تحقيق السلامة المرورية، فلابد لنا أن نستلهم من تجاربهم حلولاً لمجتمعنا، تضعنا بإذن الله على طريق الريادة في خفض الحوادث المرورية. وأضاف سموه «لدينا رصيد ضخم وتجارب مميزة في هذا المجال، بدأنا نقطف ثمارها، ونشهد نتائجها، فقد حققت المنطقة الشرقية ولله الحمد المنَّة خلال تطبيق الخطة الإستراتيجية للسلامة المرورية انخفاضاً بلغ 41 % خلال خمسة أعوام، مبدياً أمله بأن يكون هذا الملتقى بموضوعه المهم، داعماً لمزيدٍ من الانخفاض، ليس ذلك فحسب، بل معززاً لمزيدٍ من الوعي بأهمية السلامة المرورية، وتطور التقنيات التي تسهم في تحقيق هذا الهدف، وهذا ولن يتحقق إلا بعملٍ مشترك، يتناول المشكلة بكافة أبعادها، ويضع الحلول الفاعلة، بناءً على دراسات علمية دقيقة، تقرأ الواقع وتتعمق في فهمه، لنصل لبناء منظومة متكاملة، تغرس الوعي، وتسند العمل البشري بتقنيات الضبط الحديثة، وتبتكر فيها هندسة الطرق الحلول التصميمية، وتكون فيها الاستجابة للحالات الطارئة خياراً أخيراً بإذن الله في مواجهة شبح الحوادث المرورية. وقد شهد سموه على هامش فعاليات الملتقى توقيع عدة اتفاقيات تعنى بالسلامة المرورية والتدريب على قيادة السيارات وتحسين مستوى الطرق ودعم الأبحاث وتبادل الخبرات، حيث وقعت جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام، اتفاقية تعاون مع الإدارة العامة للمرور، تقضي الاتفاقية بإنشاء مدرسة لتعليم القيادة وتقديم خدمات التعليم والتدريب على قيادة المركبات متوافقة مع مبدأ الشراكة، وتحقيق تطلعات ولاة الأمر في التعاون. فيما وقعت الجامعة أيضاً اتفاقية مع أمانة المنطقة الشرقية وتهدف إلى الارتقاء بمستوى شبكة الطرق بحاضرة الدمام، وتحسين مستوى السلامة المرورية، وتبادل الخبرات الفنية والبشرية في تخصصات هندسة النقل والمرور، ودعم الأبحاث والدراسات ذات العلاقة بتخصصات هندسة النقل والمرور، على أن توفر أمانة المنطقة الشرقية فرص عمل لطلبة هندسة النقل والمرور من الجامعة إلى جانب التدريب العملي للطلبة. أما الاتفاقية الثالثة وقعت بين الجمعية السعودية للسلامة المرورية «سلامة» وعمادات شؤون الطلاب بالجامعات السعودية والمرور، بهدف رفع الوعي لدى طلاب الجامعات السعودية للتقليل من أعداد الحوادث وتخفيض الخسائر.