قدم الهلال في الأحساء أمام 7924 مشجعاً والأهلي في المدينةالمنورة أمام 10225 مشجعاً أسوأ مباراتين لهما في الموسم، وفشلا في استثمار الفرص والخبرة والهيبة ووجودهما في مقدمة الدوري من الفوز على الفتح الناقص بعد طرد الحكم الروماني اوفيديو هاتسيغان للمهاجم بيدرو سانتوس، وأحد أصحاب الخبرة القليلة والظروف الصعبة لتنتهي المواجهتان بالتعادل بنتيجة صفر-صفر للأولى و2-2 للثانية، وعلى الرغم من أن خبرة الارجنيتني رامون دياز والأوكراني سيرغي ربيروف تتفوق على خبرة التونسي فتحي الجبال والجزائري نبيل نغير، فضلا عن وجود عناصر أفضل إلا أن الفشل في استثمار الامكانات كافة كان حليفهما، وحتى تغييراتهما لم يكن لها أي لمسات اضافية على الهلال الذي متصدرًا ب27 نقطة والأهلي الذي استمر وصيفاً ب25 نقطة، وكان اشراك الأول للمهاجم مختار فلاتة مضحكًا، واثبتا اخفاقهما في ايجاد الحلول للتكتل الفتحاوي الأحدي والاعتماد على الهجمات المرتدة، وبقي هجوم الهلال طوال ال90 دقيقة في إجازة خصوصا الفنزويلي غليمن ريفاس الذي اثبتت أنه صفقة من دون المستوى المأمول، فيما خانت الخبرة العائد بعد الاصابة مجاهد المنيع، ولم يكن الوسط بقيادة سلمان الفرج صاحب العك والاختراقات وتفضيل اللعب في مساحة ضيقة إلى أن يرتكب الاخطاء وتنقطع منه الكرة وتتحول لصالح المنافس حاضرا ومنظماً لأداء فريقه وضاربا بتمريراته المتقنة لتكتل الفتح. لافرق بين ريفاس وماتياس.. و«تخبيص» دياز مستمر عاصفة تعاونية تسقط الاتفاق.. وريبروف يسير إلى المجهول وظلت محاولات الظهيرين محمد البريك وياسر الشهراني كمن ينفخ في قربة مثقوبة لضياع الهجوم بقيادة ريفاس، وبقي الحارس عبدالله المعيوف مرتاحاً، ولكن أداء فريقه في وسط ملعب الخصم وبالقرب من منطقة الجزاء استمر تقليدياً وسلبياً وبقي متبعاً لأفراده، ومريحا للفريق المقابل، وبمستواه الذي قدمه في الأحساء حتى لو بقي الهلال يلعب تسعة أيام وليس 90 دقيقة وزاد عليها الحكم خمس دقائق وقت بدل ضائع فلن يهز مرمى الخصم، في المقابل كان هدف الفتح بالدرجة الأولى خصوصاً بعد تعرض صفوفه للنقص الخروج بالتعادل وقد تحقق له المراد، وتمكن مدربه من رسم هدفه وفق الامكانات المتاحة ومحاولة خطف هدف عن طريق المرتدات. وبالنسبة للأهلي فكوكبة النجوم المحليين والأجانب لم يعوضوا غياب المهاجم السوري عمر السومة وبقيت العناصر الأخرى غير السعودية وكأنها تلعب بتعال وتسرع وفقدان الكرة منها بسهولة ويشعر المتابع أن هناك سوء تفاهم بين مختلف الخطوط، فيما غابت لمسات المدرب وضرورة التدخل في الوقت المناسب لتعديل المسار واستثمار الأخطاء الأحدية خصوصاً التي ترتكب بالمناطق الخطرة، أما أحد فلعب مباراة ممتازة عطفاً على امكاناته وأحرج الأهلي في بعض المواقف ولو فاز لكان جديرًا، ومن خلال الأداء التقليدي فحتماً لو لدى الهلال والأهلي مدربان يجيدان قراءة المباراة ويعرفان متى يتحركان ويرميان بالأوراق المفيدة لما خرجا بالتعادل الذي كان أشبه بالخسارة لكل منهما خصوصاً الفريق الأزرق الذي كان انصاره يمنون النفس بالابتعاد بالصدارة، ويبدو أن ريفاس لا يختلف عن ماتياس. لاعب وسط أحد رائد الغامدي هز شباكه فريقه السابق بهدف أول "12"، وفي الشوط الثاني تمكن الأهلي من تسجيل التعادل عن طريق لاعب الوسط حسين المقهوي "50"، وقلب لاعب الوسط البرازيلي كلاوديمير دي سوزا الطاولة على اصحاب الأرض بتسجيله الهدف الثاني "70"، لكن زميله المدافع محمد ال فتيل كان له رأي آخر عندما تكفل بهز شباك فريقه بالخطأ "77" لسوء التفاهم بينه الحارس محمد العويس. وبهذا التعادل ارتفع رصيد الفتح إلى 16 نقطة في المركز التاسع، وأحد إلى 13 نقطة في المركز ال12. رسم التعاون بعد أربع جولات من التعثر وإهدار النقاط، الفرحة على وجوه جماهيره بفوزه الكبير على الاتفاق 4-صفر على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية ببريدة امام 2648 مشجعاً، وكانت رغبة صاحب الأرض في مصالحة جماهيره حاضرة منذ انطلاقة المواجهة التي شهدت أفضليته المطلقة، إذ ظهر بصورة أفضل من خصمه مكنته من تحقيق الانتصار الرابع في الدوري والوصول للنقطة 16 في المركز السابع، ومن بين المكاسب والمغانم تسجيل المهاجم نايف هزازي هدفه الأول بالشعار "الأصفر"، وتسجيل الحارس المصري عصام الحضري أحد الأهداف وهو أول حارس غير سعودي يسجل في الملاعب السعودية، كما انه ثاني حارس يسجل فيها بعد حارس الاتحاد السابق مبروك زايد في شباك الرائد أول هدف عام 2011، اما الاتفاق فأضحى في موقف لا يحسد عليه عقب تلقيه الخسارة السابعة دورياً والرابعة على التوالي، نتيجة المستوى الفني المتدهور.