وقف قائد المليشيات الحوثية الانقلابية عبدالملك بدرالدين الحوثي معتمدا على لغة الخطابات بلغة عنجهية وذاتية مفرطة عندما وصف في خطابه الأخير جريمة قتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بأنها إسقاط لمؤامرة شكلت تهديدا لشعب اليمن واستقرار بلاده، مستندا خلال خطابه ذلك على الكثير من العبارات التي حملت التضليل الواضح والكذب والتناقض في الوصف ومفردات كشفت عن ارتباطه من المخطط الإيراني الإرهابي وقربه من محتوى الخطاب الطائفي وكلمات التوجيه المؤدلج عندما دعا إلى الحروب في المنطقة. واشتمل الخطاب الحوثي على العديد من المقارنات والتقاربات التي صعنت ووظفت التشابه الكبير في الأسلوب وحركات الايدي الإيمائية وملامح الوجه وتعابير اللفظ بين الحوثي وحسن نصر الله التي وظفاها لتعزيز خطاباتهم وهذا ما يؤكد قربه منهم وتأثره بهم، فضلا عن الإيحاءات والتناقضات المبالغ فيها التي أظهرت ضعفه كمتحدث وهزيمته الطاغية كقائد. كما حمل الخطاب مدى تخوفه الذي وصل إلى الذعر من النهاية المحتومة والمنتظرة له ولجماعته من أبناء اليمن والقبائل الذين حاول استعطافهم وتهدئتهم ووصفهم بالحكمة والتصرف الصحيح تجاه هذا الموقف، ومن دول التحالف، وأعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام الذين وصفهم بالشرفاء في محاولات منه لتفادي غضبهم. وقال الباحث سياسي وخبير بالجماعات المتطرفة ومكافحة الارهاب عبدالله البراق ل"الرياض": لم يتغير الخطاب الارهابي في مضمونه، ولم يتغير أيضاً في كيفية إلقائه وإيحاءاته التي تزخرف القول غرورا، فقد خرج بالأمس الزعيم الحوثي في خطاب إرهابي بائس يدعو فيه إلى العنف ويقلب فيه الحقائق محاولا بذلك التلاعب بعواطف الناس ومشاعرهم من جهة، والتلاعب بعقولهم من جهة أخرى، وهي إحدى مراحل صياغة الخطاب الإرهابي في مرحلة ما، بين مراحل صياغة خطاب الإرهاب المتعددة. وقال البراق: تضمن الخطاب عدة أوجه ومحاور تبين الوضع الحالي لمليشيا الحوثي الإرهابية، وتشير أيضاً إلى بعثرة أوراق المخطط الإرهابي الذي يحاك للمنطقة بتزعم الحرس الثوري الإيراني، فالوجه الأخطر في الخطاب هو غرس وتثبيت مفهوم الجيل الرابع من الحروب: وهو تمزيق الأوطان على أسس طائفية وعرقية وعنصرية، وبمعنى آخر هو أن يقتل الوطن نفسه، وخوضه في هذا الوجه من الخطاب ليس بجديد، وهو مطابق لكل خطاب مليشي إرهابي يسير على نفس المخطط الإيراني، الذي يحاول ضرب أطنابه في اليمن كما حاول ضرب أطنابه قبل ذلك في العراق وسوريا ولبنان والبحرين، ويعد هذا الوجه من الخطاب هو المدخل للحروب الأهلية وتفكيك المجتمعات وإضعاف قواها، والتمسك به لأكثر من مرحلتين من مراحل هذه الحرب يدل على تخبط وإفلاس هذه المليشيا في أدائها الوظيفي التخريبي في الميدان، وأهم سبب لخبط هذا الخطاب وجعله يتأخر عن تمدده الميداني هو التبيين العلمي والثقافي والسياسي على جميع الأصعدة، ومراعاة جميع الشرائح الاجتماعية في ذلك، في تبيين خطورة مدخلات التفرقة وتمزيقها للدول كالمذهبية والطائفية والعنصرية. وتابع: وحاول أيضاً في محاور خطابه قلب الحقائق وتزويرها، وكل ما ذكر من عنف وتخريب ودمار وإنعدام تام للأمن والإستقرار اليمني فميليشيا الحوثي هي مصدره الأول وهي من ابتدئت به، فخطاب الحوثي الأخير يرد به على نفسه منذ قيام حركته، والشعب اليمني لم يعد تنطوي عليه هذه الالاعيب التي تزخرف القول غرورا. وأكد البراق بأن الحرب على الحوثي في اليمن تعد حلقة من ضمن حلقات الحرب على الإرهاب حيث كشف المخطط الإيراني الإرهابي في المنطقة، فمليشيا الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان وجهان لعملة إيرانية واحدة، وكيفية صياغة خطابهما واحدة وترتكز على أسس واحدة وأيديولوجيا واحدة في العصمة والقداسة المطلقة والدعوة إلى العنف ورفض الحاضر تماماً واستعادة الماضي في المفهوم الديني المرتبط بالحياة الحديثة، وتأثير التدريب الإيراني واضح وجلي في شخصيتي عبدالملك الحوثي وحسن نصرالله، فتشابههما ليس في مضمون الخطاب فحسب، بل حتى في كيفية إلقائه ومسايرة إيحاءات اليدين لمضمون الخطاب، والتي لأمر يظهر لكل مختص، ويطول الحديث في ذلك لعدة اقسامها، وباختصار سيرفض الشعب اللبناني حسن نصر الله كما رفض الشعب اليمني عبدالملك الحوثي، وكما سيرفض شعوب عربية أخرى رؤوس الارهاب وداعميه ومؤيديه. وقال إن جميع هذه المليشيات والأحزاب والتيارات الفكرية المتطرف سيطويها الزمن وخلال سنين قصيرة بإذن الله تعالى لا تتجاوز الخمس سنين، فقد استطعنا الدخول داخل الخلية الإرهابية وعرفنا كيف تفكر وكيف تعمل وكيف تتحرك، وعرفنا أيضا كيف تفكك المنظومة الإرهابية، وزوال الإرهاب يقتضي زوال أنظمة دولية تدعم الإرهاب وتأويه وغيرها يقتات على مخططاته. من جهته قال المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي والعسكري د. أحمد الشهري: من يستمع لزعيم مليشيا الحوثي الإيرانية وهو يتحدث يحضر في المخيلة صورة شقيقه في العصابه حسن نصر إيران ومعلميهم الصفويين المعممين، فهذا الأسلوب الخطابي ينطلق من عدة مرتكزات منها العزف كثيرا على المعتقد الذي أتخذه فزاعة لتخدير أتباعهم والإمعان في تعميتهم وتجهيلهم وتكريس مبدأ الإتباع الأعمى من الفقيه أو زعيم العصابه أياً كان أمره. وأضاف: كما ينطلق خطابهم من البعد المذهبي الطائفي النتن المقيت الذي يعتقد بصحة ومصداقية مذهبه في نفس الوقت الذي يكفر غيره ويحط منه ويدعوا اتباعه لإعتبار محاربة كل من يخالفهم في المذهب كافراً دمه وماله وعرضه حلالاً وغنيمة، وهذا أمر في غاية الخطوره إذ أنه بهذا الأسلوب استطاعوا جر الاف العوام من الناس وتفخيخهم عقائدياً وفكرياً ثم الزج بهم في مواطن الصراع وفي الدول التي يرغبون زرع الفتن فيها ليتحولوا لقنابل بشرية. وأكد الشهري بأن هذا الخطاب وما حواه من تماهي حركات الوجه واليدين واللبس والظهور بالهدوء وكأنه يتلوا حقائق لا تقبل النقاش، يتضح التشفي بقتل علي صالح، فقد ظهر الحوثي مباركاً ومهنئاً بهذا الانتصار والنجاح كما ظهر حسن نصر إيران ليهنئ اتباعه بالإنتصار المزعوم في الرقه السورية بعد أن تم إبادة سكانها من المكون السني، فهذين العميلين الخائنين للجغرافيا والتاريخ واللغة والدين رمو كل هذه المشتركات التي تجمع كل العرب، واتحدوا على المذهب الفاسد الذي يصدره نظام الملالي الذي يأتمر بأمر حاكم الزمان الذي يقبع في الدهاليز والسراديب التي أو جدوها في عقولهم وعشعش فيها الكهنوت والخرافة والكذب. وتابع: بذلك نرى أن عميل طهران في صنعاء لا يعرف مكانه بل هو متسردب في أحد الكهوف خوفاً وهلعاً من قتل عصابته، كذلك عميل طهران في جنوبلبنان لو بحثت عنه في الضاحية الجنوبية في لبنان لم تجد له أثر، لأن فكرهم يقوم على التقية والتخفي والتمويه والكذب، وعليه فإن الشعب اليمني مطلوب منه أن يهب هبة تاريخية لإجتثاث هذه العصابة ووأد فكرها ومنهجها وإرثها الفاسد، كما هو مطلوب من الشعب اللبناني التخلص من الورم الخبيث الذي ضرب خاصرة لبنان وشكل ورماً خبيثاً يجب استئصاله لسلامة لبنان والوطن العربي.