أحسنت وزارة التعليم صنعاً عندما بدأت بتفعيل الأمر السامي، الصادر باعتماد تطبيق أحكام المرور ولائحته التنفيذية، بما فيها إصدار رخص القيادة للذكور والإناث على حد سواء، والذي سيبدأ تنفيذه في 1439 /10 /10 فقامت بتدشين مشروع "قيادة آمنة" لتعليم المرأة الأصول والواجبات والحقوق للقيادة الآمنة قبل بدء تطبيقه، وعقدت لأجل ذلك الورش التدريبية، لتعريف منسوباتها على الخطوات الأولى في القيادة، وسلم التعلم، ومراحل تعلم القيادة، والوسائل المساعدة لتعلم القيادة، والسلوك النموذجي لقيادة آمنة، والسلوكيات الخاطئة والظروف الطارئة أثناء القيادة، والممارسات الخاطئة في قيادة المركبة، إضافة إلى التعرف على العلامات المرورية وإرشادات الطريق، والعلامات والإرشادات المرورية الشائعة. وسوف ينطلق المشروع بثلاث مراحل هي: الإعداد، التدريب، التقويم، تنفذ المشروع وكالة التعليم بنات ممثلة بالإدارة العامة للتدريب والابتعاث، بالشراكة مع وزارة الداخلية لتثقيف منسوبات التعليم بأدبيات قيادة المركبة وتعريفها باللوائح والأنظمة. "قودي بأمان" ويهدف المشروع في مرحلته الأولى تدريب مئات الآلاف من منسوبات التعليم، وتدريب المدربات على حقيبة "قودي بأمان" وتتضمن خطة المشروع إقامة محاضرات توعوية لنسبة 20 % من شاغلات الوظائف التعليمية في المناطق والمحافظات، وحقيبة تدريبية مصممة بنظام( imas) وأخرى إلكترونية تفاعلية، وسيمر المشروع بثلاث مراحل: الإعداد، التدريب، التقويم. هذا ما أكدته وكيل التعليم لتعليم البنات الدكتورة هيا العواد، مشيرة إلى أن هذا المشروع يعد مسؤولية وزارة التعليم تجاه منسوباتها والعمل على تهيئتهن بما يتماشى مع القرار السامي الذي سوف ينطلق في 10-10-1439 وينسجم مع توجهات وسياسات المملكة، التي ترسّخ أهمية هذا المشروع بالتعاون مع وزارة الداخلية (الإدارة العامة للمرور) بهدف تزويد منسوبات التعليم بأدبيات القيادة الآمنة، والتوجيهات الخاصة بالقواعد المرورية وتعليمات كيفية الحصول على الرخصة وما يتعلق بذلك من شروط وضوابط وغيرها. وأضافت "العواد" أن مشروع "قيادة آمنة" سينفذ على عدة مراحل بدءًا من عقد لقاء تعريفي مرورًا بإعداد حقائب تدريبية، وتنفيذ برامج متعددة تترجم من خلال ورش عمل تستهدف منسوبات التعليم في المناطق والمحافظات، وهكذا تسير الخطة في تسلسل مدروس لتعم الفائدة، ويتحقق الهدف المأمول من هذا المشروع بإذن الله. "مبادرة رائدة" وعن أهمية قيام وزارة التعليم في مثل هذه الخطوة الاستباقية قبل تفعيل قيادة المرأة، قالت: إن مشروع "قيادة آمنة" يأتي كانطلاقة إيجابية نحو تنفيذ قرار المملكة بالسماح للمرأة بالقيادة وفق أطر وضوابط واضحة، كما يأتي ضمن الخطوات التوعوية الهادفة التي يجب أن نعمل على البدء بتنفيذها إيمانًا بأهمية الأهداف التي ستُسهم هذه المبادرة في تحقيقها. مضيفة: نستبشر خيرًا بهذه الخطوة المباركة، ونقدر لولاة أمرنا -حفظهم الله- هذه المبادرة الرائدة، ونأمل بإذن الله أن تكون بداية خير وبركة، وأن تعم فائدتها، وتحقق أهدافها، وتكون خطوة إيجابية في مسار إنجاز المرأة السعودية وأن تصبح أقدر على المساهمة في دفع عجلة التطور والتنمية لمملكتنا الغالية. "مشاركة المرور" ومع انطلاقة مشروع "قيادة آمنة" يتطلع المجتمع بدور مهم للمرور، وأن تكون مشاركته فاعلة، كما أكد ذلك مدير عام المرور، العميد محمد البسامي، عندما حضر التدشين، حيث شدد على أهمية الشراكة مع وزارة التعليم لرفع مستوى التهيئة والوعي بالسلامة المرورية ضمن مشروع (قيادة آمنة). وأضاف البسامي: إن الإدارة العامة للمرور تعمل على مجموعة كبيرة من المسارات، أحدها التوعية وتثقيف المجتمع. وبيَّن أن الإدارة العامة للمرور لن تقف خلف مكاتبها، وستذهب للمستفيد وتذهب لمشاركة المجتمع بكل أطيافه، والعمل على التوعية بالقيادة الآمنة وأهميتها في الحد من الحوادث، مؤكدًا أن الحاضن الرئيس للتوعية والبرامج والمناهج التي تهم المجتمع هي وزارة التعليم؛ ولذلك نتطلع إلى أن يكون البرنامج هذا جزءًا من منهج سلوكي يدرس في مدارس التعليم العام في المراحل القادمة إن شاء الله. "التدريب أولاً" من جهتها قالت مدير عام التدريب والابتعاث الجوهرة الشثري: إن إطلاق (مشروع قيادة آمنة) سيسهم في نشر الوعي الكامل وتهيئة منسوبات وزارة التعليم. موضحة: إن المشروع يتصف بالاهتمام الكبير بالمرأة السعودية في رؤية 2030، وهو دليل على إيمان القيادة بدورها الفاعل والإيجابي في تنمية المجتمع، وعلى كل الأصعدة. والآن وقد تم تمكينها من قيادة المركبة، فإننا سنسعى جاهدين للقيام بدورنا حيال مجتمعنا وقد تم إطلاق برنامج (قودي بأمان) وهو برنامج توعوي تثقيفي، ينفذ من خلال تقديم محاضرات توعوية من قِبل الإدارة العامة للمرور للمستهدفات بشكل مباشر. وأضافت: ويتم ذلك في كل منطقة ومحافظة تعليمية كل في منطقته، وتحميل الأدلة والإرشادات والتعليمات المرورية من موقع الوزارة، وتكليف المناطق بالمتابعة، وإقامة برنامج تدريبي مركزي في مدينة الرياض للمدربات من كل منطقة ومحافظة، على حقيبة (قودي بأمان)، والمتضمنة ورش عمل تتناول الموضوعات الآتية :(القيم والمواطنة الصالحة - مهارة حل المشكلات وإدارة المخاطر- مهارة تقدير الذات والتمكين)، والأنشطة التي تتضمنها الحقيبة. وقالت الشثري: وستشمل مخرجات المشروع تدريب (46) مدربة مركزية على حقيبة (قودي بأمان)، وتنفذ البرنامج التدريبي إدارات التدريب وأقسامها حتى تنتهي الفئة المستهدفة في كل منطقة ومحافظة تعليمية، شاملاً تنفيذ محاضرات توعوية لنسبة 20 % من شاغلات الوظائف التعليمية في المناطق والمحافظات، وحقيبة تدريبية مصممة بنظام (imas) وأخرى إلكترونية تفاعلية. وسيتناول المشروع تنفيذ ورشة عمل بعنوان "أدبيات قيادة آمنة"، تتضمن محاور التمهيد والتهيئة النفسية والاجتماعية للقيادة، ومقدمة عن القيادة الآمنة، ودور المرأة في المجتمع، وبناء الثقة، وكيف تتحكم في التوتر الأولي لقيادة المركبة، والأفكار العشر للمحافظة على هدوئك وهدوء الآخرين أثناء القيادة. "الخبرات الجاهزة" وبعد هذا التدشين لهذا المشروع الذي قامت به وزارة التعليم، فإننا نكرر نفس المشكلة والتي تكمن عند البدء بأي مشروع جديد يتم إقراره، وهو البدء من الصفر لا من حيث انتهى الآخرون، فلو استفادت وزارة التعليم من خبرات الجهات التي سبقتها في هذا المجال كأرامكو لاختصرت الكثير من الجهد والمال. لأن أرامكو لم تكن قيادة المرأة فيها غريبة على مجتمعها والذي تمارس فيه أكثر من ثلاثة آلاف امرأة سعودية من موظفات أو زوجات العاملين قيادة سياراتهن داخل أرامكو، منهن من يذهبن لأعمالهن ومن يوصلن أبناءهن لمدارسهن دون أدنى مشاكل تذكر. ولكن ساهمت الأنظمة والقوانين الصارمة داخل أرامكو في تحويلها لقيادة آمنة، منذ أكثر من 20 عاماً، كما أن الكثير من دول الخليج سبقتنا في هذا المضمار، ولو قامت وزارة التعليم في الاستعانة بخبرات أرامكو ودول الجوار لبدأت من حيث انتهوا. ولن تحتاج وزارة التعليم للعديد من الورش التدريبية المكلفة جهداً ووقتاً ومالاً لتعليم منسوباتها على القواعد المرورية والتعليمات المهمة للمرور؛ لأن إقامة البرنامج التدريبية مكلفة ولن تأتي بنتائج إلا بامتزاج الخبرة معها والتدريب العملي. ولكن البوادر تبشر بالخير فبعدما دشن نائب وزير التعليم، الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي، قبل أيام مشروع (قيادة آمنة) بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور، فإن هذا مؤشر لنجاح هذا المشروع ولكن قد يكون النجاح بطيئاً عندما يتم الاستفادة من خبرات المرور والجهات التي ذكرنا آنفاً في هذا الشأن. ولكن يبقى السؤال هل سيدرب رجال المرور نساء التعليم؟! أليس من المهم سرعة أخذ المرور بزمام المبادرة للقيام بالتعاقد مع نساء مدربات من الدول التي سبقتنا في هذا المجال لتدريب موظفات التعليم، وتزويدهن بالمعارف والمهارات والأنظمة والإرشادات الخاصة بأدبيات قيادة المركبة، واتباع إرشادات السلامة وقواعد القيادة الآمنة، ومعرفة الأحكام العامة والخاصة بالعلامات والإرشادات التحذيرية والتنظيمية والإرشادية، والتهيئة الاجتماعية والنفسية للقيادة الآمنة. لتعي المرأة قبل القيادة المسؤوليات والواجبات للمشاركة في مسيرة التنمية الوطنية، وتعزيز القيم الاجتماعية، وقواعد السلوك، والمواطنة الصالحة والتمكن من مهارات التعامل مع الآخرين، وحل المشكلات، وإدارة المخاطر تحقيقًا لقيادة آمنة وممارسة دورها المجتمعي بتقدير عالٍ للذات وثقة بالنفس ووعي تام. شعار قيادة آمنة