شدد صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، أمير منطقة نجران، على تعزيز اللحمة وصون الوحدة الوطنية، ونشر ثقافة التسامح والتكاتف، والضرب بيد من حديد على كل من يحاول التفرقة، أو بث الكراهية داخل المجتمع السعودي المتماسك والمتآخي، بلا تهاون ولا مجاملة ولا تعاطف. جاء ذلك في حديثه بمكتبه بديوان الإمارة الأحد، أثناء مباركته تكليف راشد بن محمد آل منجم، مشرفًا على مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالمنطقة، وتكريم سلفه عبدالله بن حمود القرني، على ما قدمه في الفترة الماضية. وقال سموه: "نحن كلنا قبيلة واحدة، شيخ شملها سلمان بن عبدالعزيز، ونائبه محمد بن سلمان حفظهما الله ، وما دمنا أبناء وطن واحد، فإننا لا نتوانى عن خدمته بالدم والعرق، ونضحي بكل ما لدينا في سبيل صون مقدراته ومكتسباته". وأكد الأمير جلوي أن الشعب السعودي ضرب أعظم الأمثلة، في التلاحم مع بعضه، والتفافه حول ولي أمره، وكلما تلقى دعوة للخروج على ولاة الأمر حفظهم الله واجهها بالإخلاص والوفاء، وحوّل شعارات تلك الدعوات المغرضة إلى استفتاء بنتيجة واحدة، يقول فيه الشعب "كلا.. ولن نخون". وحذّر الأمير جلوي بن عبدالعزيز من الانجراف وراء مثيري الفتن والمحرضين، قائلا: "نحن جميعًا مواطنون، ومعيارنا هو المواطَنة الصالحة، لا بالقبيلة، ولا بالمذهب، ولا بالأصل ولا الفصل. فيجب علينا أن ننظر لأسس تلاحمنا ونحافظ عليها، ونبتعد عن التدقيق في أوجه الاختلافات، فأعداؤنا لا يريدون بنا خيًرا، ويتربصون بما نحن فيه من نعم، فلا نلتفت إليهم مهما بلغ عداؤهم وتعددت محاولاتهم". وأضاف، إن وقفنا على أية محاولة للتفرقة بين مواطن وأخيه، فإما أن نقف متفرجين، أو نؤجج الموقف، أو نخمد الفتنة. وهنا يأتي دور الحكمة والبحث عن الخير والوئام، بإجهاض كل محاولات التفرقة، وعدم السماح بإشعالها أو حتى الصمت أمامها. ولفت سموه إلى أهمية تضافر الجهود، لمواجهة الأفكار المنحرفة بكل مصادرها، وقال: في نجران مثلا، جميعنا، والعالم الإسلامي أجمع، تألم من تفجير مسجد المشهد فهذا الإرهابي الهالك الذي حاول زعزعة لحمتنا، أين دخل؟ أليس في بيت من بيوت الله؟ وقتل مَن؟ ألم يقتل مصلين موجّهين وجوههم إلى الكعبة المشرفة؟ وماذا كانوا يفعلون؟ ألم يكونوا متعبدين في انتظار صلاة العشاء؟ وما الكتاب الذي كان بين أيديهم؟ ألم يكن القرآن الكريم المنزل من رب السماوات؟ فلماذا نترك هؤلاء المارقين وإن كانوا نوادر ليؤثروا في شبابنا وبناتنا؟ داعيًا سموه إلى تكثيف البرامج الفاعلة، بالتنسيق مع المؤسسات الأكاديمية والتعليمية والرياضية والاجتماعية. من جهته؛ أكد المشرف على مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالمنطقة، عزم الجميع على نشر الثقافة المعتدلة، وصناعة برامج تحقق الأهداف السامية التي توثّق عرى التلاحم، وغلق السبل أمام الحساد.. فالوطن أعطى الكثير وصان الشرف والكرامة، فوجب الوفاء له والإخلاص من أجله. من جانب آخر نوّه سموه بحرص القيادة الرشيدة أيدها الله على تأمين مستقبل الموظفين، بالقطاعات كافة، بما يضمن لهم عيشًا كريمًا مستقرًا بعد تقاعدهم. جاء ذلك أثناء اطلاعه، على تقرير المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، عرضه محافظ المؤسسة، سليمان بن عبدالرحمن القويز، حيث تضمن تفاصيل الخدمات التي تقدمها المؤسسة، وإحصاءات بعدد المنشآت والمشتركين. وأكد القويز مواصلة تطوير العمل بالمؤسسة لتقديم أرقى الخدمات للمشتركين، وفق تطلعات القيادة الرشيدة. حضر اللقاء مدير مكتب التأمينات الاجتماعية بالمنطقة، علي بن حمد آل غانم. ومستعرضاً تقرير التأمينات الاجتماعية