فرط الهلال في لقائه بمنافسه أوراوا ديموندز الياباني في انتصار ثمين كان سيقربه من البطولة الآسيوية كثيرا لو كان لاعبوه أكثر حرصا واستثمارا للفرص التي تحققت لهم، لكن "لو" الآن لا تفيد بعد أن أصبحت المهمة في مباراة الرد صعبة جدا. نعم سيطر الهلال وبشكل كبير على أغلب مجريات اللقاء وبشكل غير مسبوق في نهائيات كرة القدم، إلا أنها سيطرة سلبية لم تحقق المبتغى بل أنها صعَّبت من مهمته في اللقاء المقبل الذي يتطلب من لاعبيه ومن قبلهم المدرب رامون دياز مراجعة الحسابات التي أصبحت معقدة وبشكل كبير فالخصم على ملعبه وبين جماهيره فريق شرس ومخيف ويجيد استثمار مواجهات الذهاب والإياب باحترافية عالية جدا ومسيرته في الأدوار النهائية من البطولة تؤكد ذلك . اللقاء على الرغم من تميز لاعبي الهلال خلاله من ناحيتي السيطرة والاستحواذ كشف عن عدد من الأخطاء الفادحة التي ارتكبها دياز بعد إصراره على استمرار المهاجم الأوروغواياني ماتياس بريتوس مع الفريق على الرغم من ضعف مردوده الفني مما افقده خانة كان بأمس الحاجة لها خلال اللقاء الحلم كما كشف أيضا عن خطأ المدرب الارجنتيني أيضا في عدم معالجته لثغرات الدفاع التي لا يكاد يمر لقاء إلا وتهتز شباك الهلال بهدف عبر هذه الثغرة ، وركنه أيضا للمهاجم الآخر مختار فلاتة والذي لم يقدم المستوى المعهود منه عندما استعان به في اللقاء ولا يلام في ذلك نتيجة إبعاده خلال اللقاءات المحلية مما أفقده الكثير من حساسيته على الكرة. هذه الأخطاء والتي كان لها دور كبير في خروج الهلال بتعادل أشبه بالخسارة لا تعفي لاعبيه من مسؤولية تفريطهم في تحقيق نتيجة ثقيلة على الفريق الياباني خصوصا شوط المباراة الأول ، والذي شهد أهدار هداف البطولة المهاجم عمر خربين بطريقة غريبة لأكثر من ثلاثة أهداف محققة كانت كفيلة بحسم البطولة وليس اللقاء . مواجهة الرد بملعب سايتاما 2002م بمدينة سايتاما اليابانية ليست مستحيلة على نجوم الهلال لكنها صعبة للغاية ومن صعبها هم اللاعبون الذين عليهم استغلال الفوارق الفنية الكبيرة والتي تقف في صفهم ضد خصمهم لترويض البطولة التي تمردت عليهم كثيرا وهم قادرون على ذلك متى ما تجاوزا صدمة اللقاء الأول وأعطوا خصمهم حقه من الاحترام والتقدير كما أنه يجب على دياز العمل بشكل أكبر على كيفية استثمار كوكبة النجوم بفريقه وتحجيم خصمه العنيد بملعبه أفضل استغلال . فالجمهور السعودي عامة والهلالي خصوصا مازالت آماله وثقته كبيرة بلاعبي الهلال وأن لديهم القدرة والإمكانيات والخبرة التي تساعدهم على كيفية التعامل مع هذه اللقاءات لحسمها من أرض الخصم .