عمل النظام الإرهابي الحاكم في إيران خلال مايقارب من أربعة عقود مضت على تجنيد عدد من الجماعات والمنظمات والمليشيات الإرهابية لتشن حربا بالوكالة على عدد من دول مجلس التعاون الخليجي وبعضاً من الدول العربية، بعد أن قام هؤلاء الخونة من مرتزقة الإرهاب وفي مقدمتهم حزب الشيطان في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن وسرايا الأشتر في البحرين وجماعة داعش وغيرها من الجماعات والمنظمات والأفراد بعدد من العمليات الإرهابية التخريبية الهادفة إلى ضرب اقتصاد هذه الدول وإخلال في الأمن فيها وتفرقة المجتمع. وبلغ حد الجنون الإرهاب الإيراني مداه خلال الأسبوع الماضي من خلال ما تعرضت له العاصمة الرياض من عمل ارهابي تمثل في اطلاق صاروخ باليستي ايراني من جماعة الحوثي في اليمن، وما تعرضت له مملكة البحرين من تفجير ارهابي ضخم في أحد أنابيب النفط بقرية بوري وصفه الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية البحريني بأنه حادث يعد من الأعمال التخريبية، وقال بأنه عمل إرهابي خطير، الهدف منه الإضرار بالمصالح العليا للبحرين وسلامة الناس، مؤكداً في تصريح له خلال شخوصه على موقع التفجير أن الحادثة من الأعمال الإرهابية الخطيرة التي تشهدها البحرين في الفترة الأخيرة. وقال إن حادثة بوري الإرهابية تمت من خلال اتصالات وتوجيهات مباشرة من إيران، منوها إلى أن أمن وسلامة المواطنين والمقيمين على أرض البحرين أولوية قصوى، وأن وزارة الداخلية لا تألوا جهدا في سبيل حفظ الأمن وحماية السلامة العامة. كما كشف الوزير أن حادثة تفجير أنبوب النفط كانت بفعل فاعل من خلال أعمال المعاينة ورفع الأدلة المادية، موضحا بأن ذلك دليل على أن تلك الجماعات الإرهابية التي تدربت وقبضت ثمن إرهابها من ايران ارادت بهذا العمل الإرهاب الخطير ضرب أنابيب النفط الممتدة من شركة ارامكو السعودية إلى شركة بابكو بالبحرين بقصد ضرب عصب الاقتصاد البحريني بصورة مباشرة، مستهدفة بذلك أمن المواطنين البحرينيين والمقيمين على أرض البحرين والتأثير بصورة كبيرة على حياتهم الاقتصادية. ووصف وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة حادثة تفجير أنبوب النفط السعودي البحريني بالقرب من قرية بوري في المحافظة الشمالية بمملكة البحرين بأنه تصعيد ايراني خطير هدفه ترويع المواطنين البحرينين، والإضرار بصناعة النفط في العالم، واختتم تصريحه في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بقوله إن إيران تستهدفنا جميعاً. وحادثة تفجير أنبوب النفط بقرية بوري التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي أتت امتدادا لتاريخ أسود من العمليات الإرهابية التي تقوم بها الجماعات والخلايا الإرهابية المدعومة من ايران لضرب أمن واقتصاد مملكة البحرين خلال العقود الماضية، بعد أن دربت ايران جماعات من الإرهابيين بهدف قلب الحكم في مملكة البحرين، والتي زادت وتيرتها في العام 2011م قبل أن يفشل ذلك المخطط الخطير ماشهدته البحرين من تكاتف وتعاضد بن القيادة والشعب حتى تجاوزت البحرين بفضل الله أخطر أزمة تمر بها في تاريخها الحديث. ولعل المتتبع لسياسة النظام الإرهابي الحاكم في ايران يجد أن مملكة البحرين من أكثر الدول تضرراً من المخططات الإرهابية الإيرانية الرامية إلى التدخل في الشؤون الداخلية البحرينية مستغلة بذلك جماعات متطرفة أمنت لها إيران المأوى بعد هروبها من العدالة البحرينية، وفتحت لها معسكرات التدريب الإرهابية، وساعدتها في تهريب الأسلحة والمتفجرات، خاصة في العقد الأخير مستهدفة بذلك أمن مملكة البحرين واستقرارها، من أجل زعزعة نظام الحكم في البحرين وضرب مصالحها الاقتصادية والإضرار بمسيرة التنمية فيها. إن تلك الأحدث التي شهدتها العلاقات البحرينيةالإيرانية هو نتاج التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن البحريني والتي لم تتوقف على التصريحات التي يطلقها رموز النظام الإيراني بل تجاوز ذلك إلى العديد من الأعمال التخريبية خاصة في العقد الأخير من عمر الأزمة التي خلقتها السياسات الإرهابية الإيرانية، والذي عمل ذراعه الإرهابي المتمثل في الحرس الثوري على زرع الخلايا الإرهابية في البحرين بعد أن قام بتدريبها في معسكراته في لبنانوالعراق، وتمويلها بهدف ضرب أمن واقتصاد مملكة البحرين. وتأتي خلية جسر الملك فهد التي تم ضبطها في العام 2011، كواحدة من العمليات الإرهابية الأكثر خطورة التي عمل النظام الإيراني على التخطيط لها قبل أن يحبطها رجال الأمن في مملكة البحرين والتي تهدف إلى تفجير جسر الملك فهد الشريان الرئيسي بين المملكتين الشقيقتين، واستهداف السفارة السعودية بالمنامة ومقر الداخلية البحرينية وعدد من المواقفع الأمنية والاقتصادية البحرينية من أجل احداث هزة كبيرة في الأمن والاقتصاد البحريني. كما شهد العام 2015 ضبط الجهات الأمنية البحرينية حافلة ركاب على جسر الملك فهد تحمل معدات لصنع القنابل تم تهريبها من العراق، بهدف استخدامها في هجمات ارهابية في مملكة البحرين، وما تبعه في نهاية العام نفسه من اكتشاف مصنع كبير لصناعة المتفجرات اعترف المتهمون بعد القبض عليهم بأنهم على صلة بالحرس الثوري الإيراني، أعلنت بعده البحرين طرد القائم بالأعمال الإيراني قبل أن تقطع البحرين علاقاتها بالنظام الإيراني بصورة نهائية مطلع العام الماضي 2016م. الجدير بالذكر أن الإرهاب الإيراني في البحرين قد تسبب خلال السنوات القليلة الماضية في استشهاد مجموعة من عناصر الأمن البحريني وصل عددهم إلى 19 شهيداً، وما يزيد على ثلاثة آلاف مصاب بين رجال الأمن ومواطنين ومقيمين على أرض البحرين، خلاف ما تعرضت له المؤسسات التعليمية البحرينية من اعتداءات ارهابية استهدفت أكثر من 200 مؤسسة تعليمية وغيرها من المنشآت الحيوية من محطات للكهرباء والحدائق وأبراج الاتصالات وقطع الشوارع العامة. الحريق أتى على السيارات القريبة من موقع الانفجار منازل تضررت في الموقع جراء الاعتداء الإرهابي الحادثة امتداد لتاريخ إيران الإرهابي الأسود في البحرين