صرح معالي الدكتور خالد بن عبدالله السبتي رئيس هيئة تقويم التعليم أن المركز الوطني للتقويم والاعتماد الأكاديمي التابع للهيئة قد منح في دورته الخامسة للاعتماد مجموعة من مؤسسات التعليم العالي والبرامج الأكاديمية شهادة الاعتماد المؤسسي والبرامجي، والتي يتم منحها بعد التأكد من استيفاء معايير ضمان الجودة والاعتماد الخاصة بالمركز. كما أوضح معاليه أن القيادة الرشيدة -وفقها الله- قد أعطت الأولوية الكبرى لجودة التعليم والتدريب إدراكاً منها لأهمية التعليم الذي يعد أحد المنطلقات الكبيرة لرؤية المملكة 2030 مؤكداً أن هيئة تقويم التعليم هي إحدى الجهات الأساسية المحققة لجودة التعليم والتدريب بالمملكة حيث تعد الجهة المختصة في المملكة عن التقويم والاعتماد والقياس في المملكة في مجالات التعليم والتدريب لرفع جودتها وكفاءتها بما يخدم الاقتصاد والتنمية الوطنية؛ التقويم، القياس، والاعتماد. كما أكد معاليه على أهمية المركز الوطني للتقويم والاعتماد الأكاديمي التابع لهيئة تقويم التعليم في هذه المرحلة التاريخية المهمة التي شهدت عدداً كبيراً من المتغيرات وفي مقدمتها التوسع الكبير في التعليم الجامعي الحكومي، والأهلي، وتنوع البرامج المقدمة، وتزايد تخصصاتها، والتنافسية الوطنية والإقليمية والدولية المتزايدة، مع توجه الأنظار نحو التعليم باعتباره المحرك الأساسي للتنمية الشاملة، وإعداد الموارد البشرية المؤهلة تأهيلاً متميزاً قادراً على تحقيق الخطط الوطنية، وخطط التحول، وبناء اقتصاد المعرفة، وبناء غد أفضل. كما أوضح رئيس الهيئة أن شهادات الاعتماد قد تم توزيعها خلال احتفالية تضمنت حصول بعض الجامعات على الاعتماد المؤسسي للمرة الأولى وهي جامعة الملك خالد، والجامعة الإسلامية، وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، وجامعة الملك فيصل، وتم تجديد الاعتماد المؤسسي لبعض المؤسسات التي سبق لها أن حصلت عليه للمرة الثانية حيث تم تجديد الاعتماد لجامعة الملك سعود، ولجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ولجامعة الأمير سلطان، ولجامعة عفت، ولكليات الرياض لطب الأسنان والصيدلة. كما تم منح الاعتماد البرامجي لعشرة برامج أكاديمية، حيث حصل على الاعتماد الكامل للمرة الأولى برنامج الطب والجراحة في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، كما حصل على الاعتماد المشروط للمرة الأولى كل من برنامج المحاسبة وبرنامج نظم المعلومات الإدارية في جامعة الملك سعود، وبرنامج الصحة العامة في جامعة القصيم. وحصلت بعض البرامج على الاعتماد الكامل للمرة الثانية، وهي أربعة برامج في جامعة عفت شملت برنامج علوم الحاسب الآلي، وبرنامج اللغة الإنجليزية والترجمة، وبرنامج علم النفس وبرنامج العمارة، وحصل برنامجان على إعادة الاعتماد المشروط في كليات الرياض لطب الأسنان والصيدلة وهما: برنامج جراحة الفم الأسنان وبرنامج العلوم الصيدلانية. وبيّن معالي الدكتور السبتي أن مجموع ما منحه المركز من شهادات اعتماد بشقيه البرامجي والمؤسسي في دورات الاعتماد الخمس قد بلغ 119 شهادة اعتماد، ويدرس المركز حالياً مجموعة كبيرة من طلبات الاعتماد التي تقدمت بها عدة جامعات وبرامج علمية، وقد تحقق المركز من استكمالها لمتطلبات التأهل للاعتماد، وهي في طور إجراءات الاعتماد الأكاديمي. من جانبه بيّن المدير التنفيذي للمركز الوطني للتقويم والاعتماد الأكاديمي سعادة الأستاذ الدكتور أحمد بن يحيى الجبيلي أن عمليات الاعتماد لا تعد إجراءات رسمية أو نظامية تهدف للحصول على شهادات الاعتماد؛ فالمركز لا يعد جهة تفتيش أو رقابة بل هو بيت خبرة وطني يشارك في تطوير التعليم ويتحقق من جودته، مؤكداً أن تقارير الاعتماد لا تتوقف عند مستوى الأحكام أو القرارات ولكنها تضع التوجهات المستقبلية لعمل المؤسسات والبرامج التي يتم مراجعتها بناء على واقعها، ويصدر التوصيات بأهم الإجراءات التي يجب أن تقوم بها لتطوير أدائها. وينطبق ذلك على المؤسسات والبرامج المعتمدة التي تمنح الاعتماد الكامل أو المشروط حيث تهدف عمليات الاعتماد إلى التطوير الدائم والمستمر، كما ينطبق على المؤسسات والبرامج التي لم تتمكن بعد من الحصول على الاعتماد بما يؤهلها للتغلب على النقاط التي تحتاج إلى توجيه مزيد من الاهتمام والعناية حتى تستوفي معايير الاعتماد. وأوضح أن اعتماد المؤسسات التعليمية يسهم في تحقيق عديد من المنافع والآثار الإيجابية على المستوى الوطني، وعلى مستوى المؤسسات التعليمية ومنسوبيها وخريجيها، وكافة الجهات المعنية حيث يعتمد على مبدأ الفصل بين مقدم الخدمة والمتمثل في المؤسسات التعليمية ووزارة التعليم، وبين عمليات التقويم المتمثلة بالمركز وهيئة تقويم التعليم بما يضمن تكوين رأي خبير ومستقل ومحايد، وبما يسهم في التركيز على النواتج والأثر، والمستفيد النهائي سواء الطلاب أو جهات العمل. كم أشار سعادته إلى مساهمة الاعتماد الأكاديمي في ضمان كفاءة العمليات الإدارية والأكاديمية بالمؤسسات التعليمية وتحقيق عناصر التميز والكفاءة التشغيلية لها؛ بما يجعل نظام التعليم الوطني قادراً على كسب ثقة المجتمع المحلي والدولي في مخرجات نظام التعليم السعودي، ورفع جودة التعليم ومخرجاته وربطها بسوق العمل بما يحقق الأهداف الوطنية التنموية الشاملة. وأوضح د. الجبيلي أن عمليات الاعتماد تتم من خلال خطوات محددة تضمن الدقة والشمول والوضوح والنزاهة والحيادية حيث تعتمد على التحقق من استيفاء (المؤسسات/البرامج) لمتطلبات المركز للتأهل للاعتماد الأكاديمي، وإعداد تقرير الدراسة الذاتية الذي يعمل على دراسته فرق من خبراء المركز، والخبراء المحليون والأجانب الذين يتم الاستعانة بهم لتكوين رأي جماعي شامل، ويقومون بالمراجعة الميدانية لتلك المؤسسات/البرامج من خلال فحص جميع الوثائق ذات العلاقة بالمؤسسة أو البرنامج المعني، وإجراء زيارات لجميع مرافق المؤسسة التعليمية وبرامجها، والاطلاع على جميع أنشطتها، وإجراء مقابلات مع ذوي العلاقة لتكوين رأي شامل محايد مدعم بالشواهد والأدلة يمكن الاعتماد عليه في إعداد تقرير موضوعي يسهم في تطوير عمل المؤسسة والبرنامج. وبين أن المؤسسات والبرامج اليتي يتم مراجعتها تستفيد من هذا التقرير في إعداد خطة عمل تبين كيفية تنفيذها لتوصيات فريق المراجعين، وعلى ضوء تقرير المراجعين وخطة العمل المقدمة وتقرير لجنة مراجعة الاعتماد يتم اتخاذ قرار حصول المؤسسة أو البرنامج على شهادة الاعتماد الأكاديمي التي تحدد مستوى الاعتماد وفترته. كما تتضمن عمليات المراجعة إتاحة الفرصة الكاملة للمؤسسات التعليمية في الموافقة على فرق المراجعة وتشكيلها والكشف عن أي تعارض محتمل للمصالح في تشكيل الفريق، كما يحق لها الاعتراض على أي أحكام تصدر بتقرير المراجعة على أن تكون مدعمة بالشواهد والأدلة المناسبة بما يضمن نزاهة عمليات المراجعة والاستفادة الحقيقة منها في عمليات التطوير. ولخص الدكتور الجبيلي عمليات التقويم والاعتماد الأكاديمي في الخطوات التالية: 1 - التحقق من أهلية المؤسسة/ البرنامج للتقدم للاعتماد. 2 - التحقق من إعداد الدراسة الذاتية. 3 - الزيارة الميدانية للتقويم الخارجي. 4 - دراسة خطة عمل المؤسسة/البرنامج الخاصة بتوصيات فريق الزيارة الخارجي. 5 - عرض التقارير على لجنة الاعتماد الاستشارية. 6 - إعلان قرار الاعتماد. 7 - المتابعة الدورية للجهة المعتمدة. 8 - إعادة التقويم بعد سبع سنوات. ونوه أن المركز يستعد حالياً لإعلان نتائج الدورة السادسة من دورات الاعتماد التي تشمل الاعتماد المؤسسي والبرامجي لعدد من الجامعات والكليات والبرامج الحكومية والأهلية، كما أشار الدكتور الجبيلي أن الفترة الحالية والقادمة ستشهد انطلاقة كبرى لأنشطة المركز تتمثل في عديد من الإنجازات التي تمت بالفعل إضافة إلى عدد من المبادرات المستقبلية التي تعمل على تطويرها ومواءمة ذلك مع الاحتياجات الوطنية المتنوعة في ضوء التوجهات الدولية وآراء المستفيدين من المركز والمتعاملين معه منذ تأسيسه. وأوضح أن أهم الإنجازات التي حققها المركز في الفترة السابقة تضمنت تطوير خطته الاستراتيجية لاعتماد مؤسسات وبرامج المملكة خلال خمس سنوات، وتطوير منظومة جديدة للاعتماد، وتوجيه الاهتمام الكامل نحو أداء المؤسسات التعليمية وبرامجها، وربط مخرجاتها باحتياجات سوق العمل، كما تم تفعيل هيكلة تنظيمية جديدة تضمن تنسيق الأعمال بين وحداته بما يحقق الكفاءة التشغيلية، ورفع قدرات المركز للتعامل مع أعداد كبيرة من المؤسسات التعليمية والبرامج الأكاديمية في آن واحد بما يسمح بتأهيلها، وتقديم الدعم المناسب لها، واعتمادها، إضافة إلى تجديد الاعتمادات الممنوحة سابقاً للمؤسسات الحاصلة على الاعتماد. كما تم استقطاب نخبة من الكوادر البشرية التي تتناسب مع الاحتياجات المستقبلية لجودة التعليم العالي بالمملكة، وتوجهات العمل بالمركز، وبما يسمح بتبادل الخبرات، وتنمية القدرات الوطنية وتأهيلها بصورة متميزة. وفي سبيل تفعيل المركز لمكانته الدولية، بما يسهم في تحقيق التنافسية الدولية لمؤسسات التعليم العالي، وبرامجه، وخريجيه. وفي الختام بارك كل من معالي الدكتور السبتي والدكتور الجبيلي لمعالي وزير التعليم ولأصحاب المعالي والسعادة مديري الجامعات، وعمداء الكليات، ومسؤولي البرامج، ومنسوبي وطلبة تلك المؤسسات والبرامج حصولهم على الاعتماد بشقيه المؤسسي والبرامجي متمنين أن تحذو باقي المؤسسات التعليمية والبرامج العلمية حذو المؤسسات والبرامج المعتمدة؛ لما لذلك من نتائج تؤثر في تحسين نوعية المخرجات التعليمية، وفي مد سوق العمل بخريجين ذوي مهارات عالية وتعليم مميز وفق رؤية المملكة 2030م. وأكدا على الترحيب الكامل للهيئة وللمركز بتقديم كافة أنواع الاستشارات والدعم والتأهيل للمؤسسات التعليمية فيما يتعلق بجودة أدائها، وجودة برامجها. أحمد الجبيلي