استهل المؤتمر العالمي الثاني لحلول القيادة والسيطرة، الذي ينعقد تحت شعار "التحالف ضد الإرهاب.. الإستراتيجيات والقدرات"، والذي تنظمه جامعة الملك سعود بالتعاون مع وزارة الدفاع ومركز القيادة والسيطرة للدراسات المتقدمة أعمال اليوم الأول عبر جلستي عمل. وبدأت الجلسة الأولى بكلمة رئيسية لرئيس مركز "يورودفنرز ألمانيا" العقيد المتقاعد رالف ثايل والذي تحدث عن خبرات الناتو في بناء أنظمة القيادة والسيطرة للتحالفات الموسعة، إذ تطرق إلى التجارب التي خاضها الحلف في بعض الدول، وما خرج به من استنتاجات مهمة في مجال حلول القيادة والسيطرة وكذلك الأمن السيبراني، لجهة تعزيز قدرات الخبراء في جمع البيانات ورصد الأهداف، وكذلك تعاون الحلف مع بعض الدول على وجه التحديد كما هو الحال مع الولاياتالمتحدة الأميركية للاستفادة من خبراتها في مجال الأمن السيبراني، مشيراً إلى أهمية تبادل الخبرات بين أجهزة الاستخبارات وانتهاز الفرصة لاتخاذ القرارات الصحيحة. كما تطرق إلى أهمية بناء تحالفات ذكية بين الدول وتأسيس مراكز بيانات لربط الأنظمة وتبادل المعلومات. ثم كانت كلمة رئيسية ثانية للمستشار التقني وخبير البيانات المهندس عائض الشهراني والذي تناول التكامل بين أنظمة البيانات الضخمة وأنظمة القيادة والسيطرة لدعم التحالف ضد الإرهاب، إذ شدد بشكل خاص أهمية الربط بين البيانات مع التركيز على شريحة البيانات الكبرى، وإدارة رسوم البيانات (Management Graph)، بما يمكن الأجهزة المعنية من اتخاذ القرارات الصحيحة، ضمن التحالفات التي تبنيها في مواجهة الإرهاب. بعد ذلك، كانت هناك جلسة نقاش عامة، بعنوان "أنظمة القيادة والسيطرة في دعم التحالفات ضد الإرهاب"، وأدارها نائب الرئيس في قسم أنظمة الحماية والدفاع الصاروخي في شركة نورثروب جرومان جاك دورست، حيث شدد المدير التنفيذي في شركة جنرال داينامكس مالكوم غرين على أهمية إفراغ البيانات التي يجري تبادلها بين الأجهزة المختصة في أنظمة ذكية بما يساعد الأجهزة على اتخاذ قرارات سريعة ودقيقة. بدوره لفت عضو مجموعة الدعم لبرنامج افانتي كورفت 2200، شركة نافنتيا الفارو دي اوغستين على أهمية التركيز على الخدمات والاستفادة منها في الحصول على المعلومات مع ضرورة إيلائها أهمية خاصة جنباً إلى جنب كما هو مع الخصوصية التي تحظى بها البنية التحتية. أما مدير مركز التميز في القيادة والتحكم والاتصالات والحوسبة والاستخبارات والأمن السيبراني من جامعة جورج مايسون د. جون مارك بولن فتطرق إلى أهمية إضفاء مزيد من الديناميكية على العلاقات بين الدول بما يسهل نقل البيانات. وخلصت الجلسة إلى ضرورة إبقاء حلول القيادة والسيطرة بعيدة وكذلك الأمن السيبراني بعيدة عن قرارات التقشف التي تتخذها بعض الحكومات في حالات الركود الاقتصادي. بعد ذلك استكمل المؤتمر العالمي الثاني لحلول القيادة والسيطرة أعماله من خلال الجلسة الثانية تحت أنظمة القيادة والسيطرة وانترنت الأشياء في البنية التحتية الحيوية، حيث كان هناك كلمة رئيسية تحدث فيها رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في منتدى التحديات العالمية د. والتر كريستمان تحت عنوان "الصمود ضد هجمات السايبر" والذي شدد على أهمية دعم جهود البحث العلمي المتصل بحلول القيادة والسيطرة والأمن السيبراني مع وضع خارطة طريق لمعالجة التحديات، وكذلك العمل على رفع كفاءة الكوادر البشرية المتخصصة عبر ورش وبرامج تدريب تحاكي الواقع مشدداً في الوقت نفسه على أهمية تحقيق التكامل بين جهود مختلف المؤسسات المعنية وتنفيذ أبحاث سيبرانية مشتركة. كما كانت هناك كلمة رئيسية للرئيس التنفيذي لأمن المعلومات في شركة نورثروب جرومان د.مايكل باباي، إذ تطرق إلى كيفية إفادة الأمن السيبراني وأنظمة القيادة والسيطرة من الحلول المتوفرة في قطاع الاعمال لا سيما لجهة تعزيز البنية التحتية. ثم كان هناك جلسة عامة بعنوان "الصمود ضد الهجمات السيبرانية، وحماية البنية التحتية الحيوية"، وقد أدارها اللواء المتقاعد وخبير أنظمة القيادة والسيطرة سعيد الحزنوي، وتحدثت فيها رئيسة إستراتيجية وسياسة الامن السيبراني، شركة أرامكو العنود الشهري تحت عنوان "توجهات التصدي للهجمات السيبرانية"، إذ لفتت إلى أهمية توفر القدرة على الاستعداد والتكيف والوقوف في مواجهة الهجمات السيبرانية مع التشديد على ضرورة الوعي بأهمية الصمود السيبراني عبر عدة ركائز من بينها القدرة على المواجهة، سرعة الاستجابة ووضع الحلول. بعدها تحدث الرئيس التنفيذي في شركة بيغاسوس التابعة لمجموعة شركات دارك ماتر بانغ كزياو عن دور الذكاء الاصطناعي في مكافحة الإرهاب وكيفية الاستفادة من الحلول المطبقة والخدمات في تعزيز حلول القيادة والسيطرة لا سيما في ظل وجود تحد أساسي يكمن في وجود تدفق كم هائل من المعلومات والبيانات، ما يفرض تحديات كبيرة في التعامل معها معتبراً بأن استخدام الذكاء الاصطناعي يساهم في فعالية استخدام البيانات، واختتمت الجلسة مع مدير الهندسة والتكنولوجيا (E & T) لأنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات والكمبيوتر والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (C4ISR) في شركة لوكهيد مارتن، بلايك دايفس، الذي اعتبر بأن تعزيز ثقافة الصمود السيبراني يوفر حماية للأمن الوطني والمؤسسات المعنية لا سيما وأن الأمن السيبراني لا يتعلق فقط بالأنظمة العسكرية بل في البنية التحية أيضاً.