الأوردة العنكبوتية تُشكل الدوالي أوردة وعروقاً منتفخة وملتوية يمكن رؤيتها على سطح الجلد بلون أزرق أو أرجواني. وهي حالة غير طبيعية حيث تصبح الأوعية الدموية متوسعة نتيجة لضعف جدران الأوعية الدموية أو ضعف الصمامات المسؤولة عن انتظام تدفق الدم في الوعاء الدموي. وتظهر في أي مكان من الجسم لاسيما الساقين ومنطقة الحوض. الأوردة العنكبوتية هي شكل أبسط من الدوالي. وتصيب الشعيرات الدموية -أصغر أوعية دموية في الجسم- وتبدو زرقاء أو حمراء اللون ومتفرعة في شكلها كشبكة العنكبوت أو فروع الشجر، وتظهر عادة في الوجه أو الساقين. وعلى الرغم من أن الدوالي والأوردة العنكبوتية تعتبر من الحالات الشائعة إلا أن كثير من المصابين بها يبدون استياءهم حيال مظهرها، إلى جانب ما يصاحبها من الأعراض المزعجة مثل التعب، والحكة، والخفقان، والوخز أو الحرقان، والثقل، والوجع، وتورم الساقين. في بعض الأحيان، يمكن لتغيير نمط الحياة أن يحسن من الأعراض. على سبيل المثال: تجنب الوقوف أو الجلوس لوقت طويل دون أخذ فترة من الراحة. التخلص من الوزن الزائد لتحسين تدفق الدم وتخفيف الضغط على الأوردة. تجنب ارتداء الملابس الضيقة خاصة في مناطق الخصر والفخذين والساقين، حيث تتفاقم الدوالي مع الملابس الضيقة . عدم ارتداء الكعب العالي لفترات طويلة واستبدالها بالكعب القصير لكونها مريحة لعضلات الساق كما أنها تحسن من تدفق الدم عبر الأوردة. رفع الساقين أثناء الجلوس، والاسترخاء، والنوم بحيث تكون أعلى من مستوى القلب قدر المستطاع. تجنب الجلوس بوضع ساق فوق ساق قدر الإمكان. ممارسة الأنشطة البدنية التي تتضمن تحريك الساقين والتي من شأنها زيادة قوة عضلات الساق. لبس الجوارب الضاغطة إذا أوصى الطبيب بارتدائها. تعمل هذه الجوارب على ضغط الساقين مما ينظم تدفق الدم في الأوردة كما أنها تقلل من تورم الساقين. وتتوفر الجوارب الضاغطة عادة في الصيدليات أو محلات اللوازم الطبية. عادة لا تسبب الدوالي مشاكل طبية إلا أن البعض قد يعاني من الألم أثناء المشي أو الوقوف. بالإضافة إلى ما قد تسببه من التجلطات الدموية، والقرحة الجلدية، والالتهابات وغيرها. إذا لم تساعد النصائح السابقة في تحسين الحالة، أو زادت الدوالي سوءاً فالأفضل استشارة الطبيب حول الخيارات العلاجية الممكنة. مع العلم أن طرق العلاج تساعد في التخلص من الدوالي أو الأوردة العنكبوتية الموجودة مسبقاً ولكنها لا تمنع تكوّن الجديد منها. العلاج الطبية المعالجة بالحقن (التصليب) لتوسيع الشعيرات الدموية Sclerotherapy غالباً ما تتم المعالجة بالحقن للشعيرات الدموية الصغيرة والأوردة العنكبوتية. ويقلل هذا الإجراء من الألم والانزعاج الناتج عن الدوالي، كما أنها تحد من مضاعفات الدوالي مثل القرحة أو نزيف الوريد. ويستخدم الحقن لغاية تجميلية أيضاً لتحسين مظهر الشعيرات الدموية على سطح الجلد ويتم عادة إجراؤها على نحو متكرر. وفي هذا الإجراء يقوم الطبيب بحقن مادة كيميائية سائلة مباشرة في الأوردة لإغلاقها. حيث تتهيج المادة الكيميائية داخل الوريد وتتصلب ما يؤدي إلى تحلل الوريد. ويختفي الوريد على مدى ستة أشهر بعد الحقن. وقد يحتاج الوريد إلى عدة جلسات من الحقن لإغلاقه تماماً. وتتم المعالجة بالحقن كل 4 إلى 6 أسابيع. رغوة التصليب هي خليط من مادة رغوية تضاف في الحقنة إلى مادة التصليب الكيميائية. وتعمل الرغوة على إزاحة الدم عن الوريد مما يسمح لمادة التصليب بأن تلامس جدران الوريد بشكل أفضل. أثناء عملية حقن الوريد قد يشعر المريض بنوع من الوخز. وبعد ذلك يتعين على المريض ارتداء الجوارب الضاغطة لبضعة أسابيع. قد يحدث بعد الحقن بعض الأعراض المؤقتة كانتفاخ الساق أو القدم بصورة طفيفة أو حدوث كدمات أو ألم أو حكة أو احمرار. ونادراً ما يتسبب حقن الدوالي في تكون مجموعات من الأوعية الدموية الصغيرة وتصبغات بنية اللون وتقرحات جلدية حول الوريد الذي تمت معالجته. الليزر والعلاج بالضوء Laser and light therapy تؤدي حرارة الليزر وطاقة الضوء إلى تسخين الأوعية الدموية مما يعمل على تقلصها وانكماشها. حيث يطلق الليزر طاقة ضوئية تصيب الشعيرات الدموية لجعلها تتقلص حتى تتلاشى. ولمعالجة أوردة الدوالي بنجاح يتطلب الأمر عدة جلسات على فترات تمتد إلى 6 أسابيع. يعمل الليزر بفعالية في معالجة الدوالي الصغيرة والأوردة العنكبوتية، كما أن أشعة الليزر أيضا تدخل في عمليه إزالة الدوالي الكبيرة في الساقين عن طريق قسطرة الدوالي بالليزر endovenous ablation therapy حيث تعتبر أحدث الطرق. ويتخذ بعض الأطباء العلاج بالليزر كإجراء إضافي بعد معالجة الدوالي بالطرق الأخرى كالحقن أو القسطرة أو الجراحة. ومن الخيارات الأخرى العلاج الضوئي النابض حيث يعتمد على نبضات ضوئية ذات كثافة عالية لتقليص أحجام معينة من الدوالي والأوردة العنكبوتية الصغيرة. ويختلف هذا الإجراء عن العلاج بالليزر أو بالضوء لأنه يطلق طيفاً من الموجات الضوئية أثناء العلاج بدلاً من موجة ضوئية منفردة. ويساعد العلاج الضوئي في معالجة الأوردة بفعالية خاصة عندما يفشل الحقن والليزر في ذلك. عملية قسطرة الدوالي Endovenous ablation therapy في هذا الإجراء، يتم إغلاق الدوالي باستخدام طاقة الليزر أو طاقة موجات الراديو عالية التردد داخل الوريد لخلق الحرارة الشديدة. يتم عمل فتحة صغيرة بالقرب من الوريد وإدخال قسطرة دقيقة. ويوجد جهاز صغير مثبت في طرف القسطرة يولد حرارة تساعد على إغلاق الوريد. ترسل هذه القسطرة طاقة من أشعة الليزر أو من موجات الراديو تؤدي إلى تقلص الوريد ثم إغلاقه مخلفة الحدّ الأدنى من النزيف والكدمات مقارنة بالعمليات الجراحية القديمة لدوالي الساقين والمتمثلة في التجريد والربط vein stripping and ligation أي إزالة أوردة الساقين بعد إحداث شق فيهما أثناء التخدير العام. هذا العلاج يوفر نتائج مشابهة من حيث تحسن مظهر الدوالي وأعراضها، ويشعر المرضى بألم أقل مع القدرة على العودة إلى الأنشطة العادية في غضون فترة زمنية تقل عن تلك التي تتبع النمط القديم من جراحة الدوالي بالتجريد وربط الوريد. على الرغم من أن علاج الوريد داخلياً بالقسطرة يعتبر من عمليات التدخل الجراحي الضئيل الأكثر أماناً وأقل خطراً إلا أنه لا يخلو من مخاطر قد تشمل الالتهاب، وإصابة الأوعية الدموية والتهاب الوريد وإصابة الأعصاب بفعل الحرارة والتي تتحسن عادة في وقت لاحق، وفي حالات نادرة جداً قد تنتقل التجلطات الدموية التي تتكون في أوردة الساق إلى الرئتين مما يسبب مشكلة في التنفس. جراحة الدوالي بالمنظار Endoscopic vein surgery عادة ما يتم اختيار جراحة المنظار لحالات الدوالي الشديدة المصحوبة بتقرحات جلدية. يقوم الطبيب بعمل فتحة جراحية صغيرة بالقرب من الوريد وإدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا صغيرة وتحريكها عبر الوريد، ويتم إغلاق الوريد بواسطة أداة جراحية مثبتة في طرف المنظار. جراحة قطع الوريد Ambulatory phlebectomy يمكن إجراء قطع الوريد في العيادات الخارجية تحت تخدير موضعي مع بقاء المريض مستيقضاً أثناء العملية. ويتم فيها إزالة الدوالي الأقرب إلى سطح الجلد من خلال فتحات تشبه الشقوق. حيث يحدد الطبيب أولاً الوريد المراد إزالته ثم يحقن الجلد بالمخدر الموضعي. يقوم الطبيب بعد ذلك بعمل شق جراحي ويستخدم أداة جراحية أو إبرة كبيرة لربط الوريد من خلال الفتحة. ثم يبدأ بإزالة أجزاء الوريد. بعد العملية يُطلب من المريض ارتداء الجوارب الضاغطة لمدة أسبوع أو أكثر. وقد تطورت جراحات قطع الوريد بشكل يضمن التقليل من عدد الشقوق، فضلاً عن الحدّ من النزيف والندبات. حيث يتم إدخال ضوء تحت الجلد بالاعتماد على تقنية الألياف البصرية في الوقت الذي يتم فيه حقن محلول الماء الملحي والمخدر الموضعي. ويسهل هذا عملية تتبع الوريد وموقعه بواسطة الأداة الخاصة بقطع الوريد إلى أجزاء صغيرة وبالتالي سحبها إلى الخارج. تجريد الوريد وربطه Vein stripping and ligation تنطوي هذه العملية على ربط الوريد وإغلاقه ومن ثم إزالته عبر فتحات صغيرة في الجلد. وتستخدم عادة في علاج الحالات الشديدة من الدوالي. تستغرق عملية تجريد الوريد وربطه ساعتين إلى ثلاثة. وعادة ما تتم في العيادات الخارجية. وتمتد فترة التعافي التام من أسبوع إلى أسبوعين بعد العملية. وعلى الرغم من أن العملية تعدّ أمنة بشكل عام إلا أن المخاطر التي يمكن ذكرها تشمل التهاب الجروح أو الكدمات أو تهيج العصب الذي يمر من خلال الأوردة التي تم تجريدها. تُشكل الدوالي أوردة وعروقاً منتفخة وملتوية يمكن رؤيتها على سطح الجلد