تشهد الجولة السادسة من الدوري السعودي الممتاز، مساء الجمعة المقبل، أول تطبيق لقرار الاتحاد السعودي لكرة القدم، بالتنسيق مع الهيئة العامة للرياضة، بمنع رؤساء الأندية من الجلوس على مقاعد البدلاء، وهو القرار الذي وجد ترحيباً واسعاً في الأوساط الرياضية المحلية، على الرغم من تأخر هذا القرار المفصلي لأعوام مضت، كانت المطالبات خلالها تسير في هذا الاتجاه، دون مجيب رسمي في اتحاد الكرة. ظاهرة جلوس رؤساء الأندية على دكة البدلاء برزت سابقاً كظاهرة في الملاعب المحلية وبعض الملاعب العربية، في تصرف يتنافى مع الأدوار المهمة لرؤساء الأندية، المفترضة والمنوطة بعملهم في التخطيط والإشراف والمتابعة لشؤون النادي جميعها، دون التركيز على كرة القدم، بصورة تطغى على كل المهام الأخرى، فالقرار الجريء وضع حداً لانصراف رؤساء الأندية نحو مهمة ليست من صلب عملهم الرئيس، في التواجد على دكة البدلاء، إذ يرى الكثير من النقاد أن ذلك كان يمثل عبئًا على لاعبي الفريق، وزيادة في الضغط على مردودهم الفني خلال المباراة، إضافةً إلى تدخل بعض رؤساء الأندية بصورة مباشرة وغير مباشرة في عمل المدرب، والتأثير على الحكام بشكل واضح من خلال الاعتراضات المتكررة، وهنا يذهب البعض إلى أن انخفاض مستوى الحكام السعوديين يخضع إلى عوامل عدة من بينها الضغوطات عليهم في جلوس رؤساء الأندية على مقاعد البدلاء، ما يتسبب في حرج يحدث أحياناً في تطبيق العقوبات عليهم، مثل الطرد بعد أي تجاوزات في هذا الصدد. تواجد رؤساء الأندية في منصة الملعب الرئيسية، أو بين الشوطين مع فرقهم، أو في غرف التبديل بعد نهاية المواجهة، سيحفظ لرئيس النادي مكانته لدى اللاعبين، ويعزز الثقة المطلوبة في مشرفي الكرة والإداريين، وحتى الجهاز الفني، لأداء مهامهم خلال المباريات دون ضرورة لتواجد رئيس النادي على مقاعد البدلاء، كما سيساهم في تخفيف الاحتقان الذي يظهر في ثنايا تصريحات بعض رؤساء الأندية الإعلامية بعد المباريات، خصوصاً بعد خسارة فرقهم، ما يولد ردود فعل جماهيرية وجدالات لا تنتهي بعد المباراة. اتحاد الكرة بقراره الشجاع وضع الكرة في مرمى الحكام، وهم أول المستفيدين من أصداء القرار، إذ سيخفف عليهم الضغوط والإحراجات المعتادة، أمام سخط رؤساء الأندية في دكة البدلاء، ما سيعزز افتراضاً حضور الحكام الذهني ويرفع معدل تركيزهم في المباريات، دون أخطاء مؤثرة تضعف شخصية بعض الحكام، وتضعهم في واجهة المسؤولية، بينما لن ينتقص القرار بأي حال من الأحوال من جهود وأدوار رؤساء الأندية، وسيضعهم مكرمين معززين في المكان المناسب يوم المباراة، دون تدخلات مباشرة أو غير مباشرة في سيرها، ما سيواكب حتماً المشاهد الحضارية في شتى ملاعب العالم، التي تكتفي بدخول اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية المختصة والمتخصصة، دون مجاملات ترصد في هذا الإطار.