هولندا أو ما تسمى بدولة الأزهار هي واحدة من وجهات الابتعاث التي تعتمدها المملكة كدول ابتعاث بالإضافة لبجيكا وعدد من الدول المنتشرة حول العالم. تنطلق أهمية هولندا كدولة ابتعاث من عدة محاور، أهمها أن جامعاتها البحثية الخمسة عشر تتميز في كونها ضمن الخمسمئة جامعة المصنفة عالمياً، كما تتميز في عدد من التخصصات كالطب وهندسة الطاقة المتجددة والدراسات المائية وتخصصات التقنية والدراسات المالية والاقتصادية بالإضافة إلى ذلك، جميع برامجها للدراسات العليا تقدم باللغة الإنجليزية، وبعض برامج البكالوريوس تقدم أيضاً باللغة الإنجليزية، وهناك اتفاقيات مع جامعتين لتقديم مقاعد للمتميزين من المرشحين لدراسة الطب والذي يقدم على مرحلتين الأولى باللغة الإنجليزية ويدخل ضمن ذلك السنة التحضيرية وبكالوريوس علوم الحياة واللغة الهولندية، والآخر يسمى ماجستير الطب (الجانب التطبيقي) والذي يقدم باللغة الهولندية ويحق لحامل هذه الدرجة ممارسة المهنة في أوروبا في المقام الأول وفي بلدانهم التي قدموا منها؛ وكذلك الجامعات في بلجيكا ينطبق عليها ذلك من حيث التميز ولغة الدراسة عدا أن هناك جامعات باللغة الهولندية وأخرى باللغة الفرنسية. وبحسب الملحق الثقافي السعودي في هولنداوبلجيكا الدكتور منير العتيبي في تصريحة ل"الرياض" فإن عدد الأندية الطلابية في هولندا ثلاثة هي النادي السعودي بجامعة خروننجن والنادي السعودي بجامعة ماسترخت وتمت موافقة معالي الوزير على نادي للطلبة السعوديين الدارسين في بلجيكا وتقوم بأدوار مهمة جداً منها على سبيل المثال لا الحصر استقبال زملائهم الطلبة السعوديين الملتحقين حديثاً ببرنامج الابتعاث عند وصولهم ومساعدتهم في البحث عن سكن والتعريف بمرافق الجامعة، وإقامة أنشطة وطنية مثل اليوم الوطني للمملكة والتعريف ببلادهم دينياً وثقافياً واجتماعياً وعلمياً.كذلك المشاركة بالأعمال التطوعية بهولندا بالجامعة والأحياء السكنية بمدينتهم ومع الجيران وكل ما يتعلق بالخدمة الاجتماعية، وإقامة دورات تنشيطية وتعريفية عن الاختبارات المهنية الطبية على مستوى الدولة بحيث تساعد زملائهم في الاستعداد لتجاوز هذه الاختبارات المصيرية، وتنظيم أنشطة ترفيهية مختلفة كالرحلات النهرية والألعاب الرياضية. وأضاف الدكتور العتيبي قائلاً رؤية الملحقية لتطوير هذه الأندية تتفق مع الرؤية الاستراتيجية للمملكة 2030 بحيث تعمل الأندية على إبراز دور الطالب السعودي كممثل وسفير وواجهة مشرقة لوطنه ومجتمعه،وكذلك تعمل الملحقية على أن تكون الهيئة الإدارية للنادي المنتخبة فاعلة وتمثل أطياف المجتمع السعودي المختلفة، مما يعني مشاركة أكثر حضوراً وفاعلية من جميع الطلبة السعوديين في الجامعة وأن تستقطب لأنشطتها الطلبة الهولنديين والأجانب الآخرين. ويؤكد الملحق الثقافي السعودي لدى هولنداوبلجيكا أن الملحقية الثقافية تدعم التوجه إلى استخدم وسائط ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة من قبل النادي لكي تصل للجميع ويؤمل من ذلك أن يتخرج الطالب السعودي مزوداً ليس فقط بالمعرفة في تخصصه الأكاديمي وإنما بالخبرات المتنوعة من حيث المهارات الاجتماعية والعلاقات الإنسانية وإدارة الوقت بحيث يكون هذا المتخرج قادراً على الإسهام في تنمية وطنه بما يتفق مع أهداف وطموحات استراتيجية الدولة 2030م. والملحقية تشارك الطلبة معظم الفعاليات والتي نتوقع في عام 2017 كما هو مخطط لها أن تشتمل على أنشطة ثقافية واجتماعية عن المملكة، وكذلك أنشطة علمية تتعلق بجوائز التفوق الأكاديمي والبحثي والعمل التطوعي، واحتفالات الأعياد ونحو ذلك بمشيئة الله تعالى. وعن المشاكل والمعوقات التي تواجه المبتعثين في هولندا يعلق العتيبي قائلاً لا توجد مشاكل عامة وإنما مشاكل خاصة تتمحور في المقام الأول حول المحرم المرافق، فالقانون الهولندي لا يمنح تأشيرة إقامة للمرافق سوى للزوج، وما عدا ذلك يمنح تأشيرة زيارة وعليه مغادرة البلد بعد ثلاثة أشهر. وهذه أبرز مشكلة، وهناك اتصالات مع الجهات النظامية في البلد (إدارة الهجرة) لدراسة الحلول الممكنة والتي تتطلب تشريعاً في آخر المطاف. وعن إيجابيات المبتعثين التي تصل للملحقية من الجامعات يؤكد الدكتور منير العتيبي أنه لا يمكن أن تعتبر أن هناك تميزاً للطالب السعودي عن غيره من الأجانب فمن يصل للدراسة في هولندا عليه أن يتصف بصفات منها الجدية والانضباطية وإلا سيطلب منه مغادرة البلد، ويمكن أن تقول إن الطالب السعودي يتحمس بالإضافة إلى قيامه بواجبه كدارس مبتعث، لإظهار ثقافته وتفعيل اندماجه في المجتمع، لدرجة أنه تم اختيار أحد الطلبة السعوديين ليكون سفيراً وممثلاً لجميع الطلبة الأجانب في جامعته. د.منير العتيبي أثناء رعايته حفلاً تكريمياً