طارت من الفرحة ورقصت من السعادة وفقدت توازنها وشعرت أن الدنيا لم تسعها فقد نجحت الفراشة الرقيقة في سحب البساط من كل نجمات العالم المشاركات في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي لتصبح نيللي كريم هي نجمة حفل الختام بحصولها على جائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم (انت عمري) للمخرج خالد يوسف وسيناريو محمد رفعت والذي أدت فيه دور فتاة بالرينا تعاني من مرض السرطان وتحاول تجاوز الألم بعشق الحياة والرقص على أطلال هذا الألم إلى أن تلتقي بشاب يعاني نفس المرض (هاني سلامة) متزوج ويعيش حياة هادئة لكن المرض كان بمثابة ثورة أطاحت بهذا الاستقرار فكان عليه البحث عن حياة أخرى بعيدا عن عائلته فيجد هذه الفتاة في طريقه تحمل نفس الألم ونفس المصير ليجد نفسه مدفوعا في عالمها بحثا عن تفاصيل الحياة التي يقتل بها فكرة انتظار الموت لتحلق به هذه الفراشة وتنجح في تحويل آلامه إلى نغمات إنسانية يرقص معها عشقا للحياة . وتعتبر نيللي كريم من نجوم الصف الأول وقد أخذت فرصتها بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة لكنها ظلت تبحث عن دور يفجر بداخلها تلك الطاقات المختفية وراء وجه جميل وعيون بريئة وجسد نحيف لبالرينا أحبت التمثيل فكان الوسيلة للرقص عبر نسيج درامي ، وعلى الرغم من كونها بالرينا محترفة إلا أنها لم تقدم هذا الدور من قبل إلا في مشهد وحيد في فيلم (يوسف شاهين) الأخير (إسكندرية نيويورك) عندا قدمت باليه (كارمن) أمام الممثل الشاب أحمد يحيى لكن المخرج خالد يوسف كان وقتها يبحث عن بطلة فيلمه الجديد خاصة بعد الاختلاف مع حنان ترك التي كانت مرشحة لنفس الدور ليجد نفسه مدفوعا تجاه الفراشة الرقيقة ويقبل التحدي ويراهن على موهبتها ويخرج منها ما لم يلتفت له الآخرون فكان من الطبيعي أن تهديه الجائزة حرصا منها على رد الجميل وتأكيدا على دوره في توجيهها أثناء أداء الشخصية ، وكانت منة شلبي التي شاركتها البطولة هي أول من عانقتها فرحاً بالجائزة .