كثفت السلطة الشرعية اليمنية مؤخراً من تحركاتها في اتجاه استعادة دور مجلس النواب في سياق المعركة التي تخوضها الشرعية مع الانقلاب، حيث يرى مراقبون أن إعادة عقد جلسات المجلس في العاصمة المؤقتة عدن ستشكل ضربة للانقلابيين وتستكمل الشرعية من خلالها تفعيل كامل السلطات. وعقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الخميس، اجتماعاً برؤساء الكتل البرلمانية في مجلس النواب وأشاد بمواقفها في وجه الانقلاب، ولفت إلى الدور الهام لأعضاء البرلمان من خلال رفضهم الدائم لعمليات الانقلاب التي نفذتها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية على الإجماع الوطني وقرارات الشرعية الدولية. كما شدد الرئيس اليمني على ضرورة مواصلة العمل الوطني والريادي لأعضاء مجلس النواب الداعمين للشرعية وضد المشروع الانقلابي القائم على الاستبداد والقتل والدمار وإقلاق الأمن والاستقرار خدمة منه لأطراف خارجية لا تريد لليمن والمنطقة الأمن والاستقرار. وأشار الرئيس هادي إلى أن الحكومة الشرعية ستقدم كل الدعم والمساندة لمجلس النواب وأعضائه من أجل ممارسة مهامهم النيابية بكل حرية لما فيه مصلحة الوطن والمواطن. وخلال الاجتماع، ثمن الرئيس اليمني الدور الإيجابي والمحوري لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من خلال وقوفه إلى جانب الشعب اليمني في مثل هذه المرحلة الاستثنائية، مؤكداً أن مثل هذه المواقف الأخوية ستظل محل تقدير كافة أبناء الشعب اليمني، مشيرً إلى أن زمن وسلامة واستقرار ووحدة اليمن الاتحادي بات هدفاً إستراتيجياً ليس على المستوى الوطني فحسب بل على المستوى الإقليمي والدولي. وتواصل السلطة الشرعية تحركاتها خلال الآونة الأخيرة لجمع أعضاء مجلس النواب اليمني وقد اقتربت من النصاب القانوني لعقد اجتماعات المجلس، تمهيداً لعودتهم إلى العاصمة المؤقتة عدن ومن ثم انتخاب هيئة رئاسة جديدة للمجلس، واستئناف اجتماعاته المجمدة منذ انقلاب الحوثيين والمخلوع في سبتمبر /أيلول 2014. ويقول محللون: إن تحركات السلطة الشرعية الرامية لاستعادة دور البرلمان من العاصمة المؤقتة عدن، يشكل تقدماً مهماً في مسار المعركة الكلية، الأمر الذي يفسر انزعاج المخلوع صالح من تحركات السلطة الشرعية في هذا الصدد، وخرج يطلق دعوات يائسة يهدد من خلالها البرلمانيين الذين حضروا مع الرئيس عبدربه منصور هادي، داعياً إياهم إلى العودة إلى صنعاء قبل أن يضطر إلى إعلان دوائرهم البرلمانية شاغرة، كما لو أن البرلمان مزرعة خاصة يملك عقد ملكيتها . إلى ذلك يستمر مسلسل الاغتيالات التي تستهدف شخصيات معارضة لحلف الحوثي والمخلوع في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، حيث تم اغتيال رئيس فرع التجمع اليمني للاصلاح المساند للشرعية في قبيلة الحدا التابعة لمحافظة ذمار. وأكدت مصادر في الداخل اليمني للرياض أن عملية الاغتيال تمت عبر زرع عبوة ناسفة في باب المسجد الذي كان يصلي فيه رئيس فرع إصلاح قبيلة الحدا، وانفجرت فيه أثناء خروجه من صلاة العصر. ويقول مراقبون: إن مسلسل الاغتيالات التي تستهدف الشخصيات الاجتماعية المناهضة للانقلابيين في المحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرتهم، تحمل إشارات ضعف حلف المخلوع والحوثي، إذ إن سيطرتهم على القبائل غير مضمونة وضعيفة ويتوقعون انتفاضة قبلية حتمية.