يمثل الاستعداد لبداية عام دراسي جديد، الشغل الشاغل لمعظم فئات المجتمع، كالطلبة وأولياء أمورهم ومنسوبي الهيئة التعليمية والإدارية في المؤسسات التعليمية والتربوية. وكل هذه الأطراف مطالبة للقيام بدورها على أكمل وجه، لأنها تعد أطرافا تكاملية لانطلاق عام دراسي يحقق الآمال والتطلعات التي يطمح لها الجميع لبناء مجتمع معرفي. وهذا الأمر يتطلب مسؤولية مشتركة بين إدارات التعليم بالمناطق والمحافظات لتستكمل كافة استعداداتها قبل بدء العام الدراسي الجديد، وبين الأسرة التي تلعب دوراً مهما في تهيئة أبنائها، سواء كانوا طلابا جددا أو قدامى، وتكريس التهيئة المعنوية فيهم لبث الحماس وحب المثابرة والاجتهاد، وهذا كفيل بالتهيئة النفسية الإيجابية ليعود الجميع عقب إجازة امتدت شهورا، وكلهم حماس وحيوية، وهذا سيعمل على تكوين اتجاهات نفسية إيجابية نحو المدرسة، من كافة الأطراف سالفة الذكر. المدرسة والأسرة وللأسرة والمدرسة دور كبير ومهم في الاستعداد لبدء عام دراسي جديد مملوء بالتفاؤل والنجاح، لتحقيق الشراكة الفاعلة، فالأسرة من أعظم مهامها تهيئة الأبناء نفسيا، ومساعدتهم على تنظيم وقت النوم والاستيقاظ، وحثهم على ترك التأخر في النوم. والعديد من الدراسات تؤكد أهمية تكاتف جهود الأسرة مع الإدارة المدرسية، لتهيئة الجو المناسب لتجنيب الطلبة الكثير من المصاعب النفسية التي قد يواجهونها مع بدء العام الدراسي، وخصوصا مع دخول الطلبة المستجدين للمدرسة لأول مره أو مع انتقالهم لمراحل دراسية جديدة. ومما يحتم ضرورة العمل على الشراكة فيما بين المدرسة والأسرة وجود أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة ومليونين ونصف ولي أمر تقريبا حسب المسجل في سجلات الوزارة، ما يعني أن نسبة الأسر التي لديها أبناء وبنات في مدارس التعليم العام تقدر ب 83% من مجموع الأسر الكلي في المملكة. تكاتف للتحفيز وقبيل بدء العام الدراسي الجديد يجب أن تتكاتف الوزارة والتربويون عبر كافة الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي للبدء معا للتحفيز على الاستعداد المبكر لبدء عام دراسي جديد بكل جد ونشاط، ومكافحة المثبطات من رسائل سلبية وغيرها، والتي يتم تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي قبيل بداية العام الدراسي من كل عام والتي تسهم للأسف في بث إشارات سلبية ومحبطة للطلبة، فتؤثر سلبا على نفسياتهم، لذا يجب على الطلبة عدم الاكتراث لها، لأن مثل هذه الرسائل تعد ظاهرة خطيرة انتشرت عبر مواقع التواصل وجدت ترحيبًا واسعَ النطاق، ويجب على الجاهات ذات العلاقة وعلى رأسها المؤسسات التعليمية والأسر محاربتها وملاحقة من يتبناها، لأن الطلبة يحتاجون مع بداية العام الدراسي الجديد، رفع معنوياتهم، وشحذ هممهم، ليقبِلوا على دراستهم، بكل أمل وعزيمة لتحقيق الطموحات. التعليم تستعد وقبل بدء العام الدراسي الجديد بوقت كاف تتابع وزارة التعليم تقارير إدارات التعليم حول استعداداتها وجاهزيتها لاستقباله. وقد أكد الأمين العام لإدارات التعليم الدكتور راشد الغياض في تعميم لإدارات التعليم ضرورة تدوين ومتابعة مؤشرات أداء الاستعداد للعام الدراسي المقبل من قبل إدارات التعليم في كل منطقة ومحافظة، وأهمية علاج القصور وإيجاد الحلول من قطاعات الوزارة كل فيما يخصه. موضحا: د. الغياض تأكيد وزير التعليم على الدور التكاملي بين اللجنة المركزية للاستعداد وبين قطاعات الوزارة وإدارات التعليم في البداية الجادة والفعالة للعام الدراسي الجديد، مؤكدا الغياض: أهمية الانتهاء من تسجيل الطلاب المستجدين في الصف الأول الابتدائي عبر نظام نور، إضافة إلى أبرز المستجدات في مجالات المباني المدرسية والشؤون المدرسية، والأمن والسلامة، وكافة الأمور المتعلقة بالاستعداد للعام المقبل. الكتب الدراسية واستكمالا للاستعدادات للعام الدراسي المقبل، فقد التقى وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى - في وقت سابق - بمسؤولي المطابع الذين يتولون طباعة الكتب الدراسية، وحثهم على العمل بما يضمن وصول الكتب الدراسية إلى المدارس في الوقت المحدد. وإضافة إلى توفير الكتب الورقية ووصولها في الوقت المحدد للمدارس، فقد سعت وزارة التعليم حسب حديث لوكيل الوزارة للمناهج د. محمد بن عطية الحارثي إلى توفير كافة الكتب الدراسية إلكترونيا ليسهل الوصول الى الكتاب في اَي وقت ومن أي مكان. وأوضح الحارثي أن مشروع التحول نحو التعليم الرقمي للمناهج يهدف إلى مواكبة التطور في مجال التقنية، والاستفادة من إمكاناتها الهائلة في دعم عملية التعليم والتعلم، وذلك بما يخدم توجّهات المملكة التطويرية في ظلّ برنامج التحوّل الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030 وقال الحارثي أن وزارة التعليم بإطلاقها برنامج التحوّل نحو التعليم الرقمي، اتخذت من الطالب الذي يعد (نواة العملية التعليمية) محوراً أساسياً في سعيها إلى خلق بيئة تعليمية جديدة تعتمد على التقنية في إيصال المعرفة إلى الطالب، وزيادة الحصيلة العلمية له، كما أنها تدعم تطوير قدرات المعلمين العلمية والتربوية. توفير المعلمين وعن أهمية توفر المعلمين بالمدارس وسد الاحتياج فقد قامت العديد من إدارات التعليم عبر لجنة الاستعداد للعام الدراسي القادم 1438- 1439ه بإجراء وتحديث المسح الإلكتروني لأعداد المعلمين والمعلمات ومطابقته مع الواقع، لتسديد العجز في حال وجوده من رواد النشاط وأمناء المصادر، وفق التعاميم والتنظيمات الصادرة بهذا الخصوص. ووجّه مديري التعليم الإدارات المعنية برفع الجاهزية للدرجات القصوى، لتحقيق أعلى درجات الاستعداد لتهيئة البيئة التعليمية بكافة عناصرها المختلفة، كما قامت بعض إدارات التعليم بعقد البرامج التدريبية الصباحية لشاغلي الوظائف التعليمية، والخاصة بإدارة التدريب والابتعاث؛ وذلك للأسبوع الأول قبل انطلاقة العام الدراسي القادم، ودعي شاغلي الوظائف التعليمية إلى الالتحاق بهذه الدورات لتطوير مهاراتهم من خلالها. د. راشد الغياض د. محمد الحارثي