لقد تطور الطب في جميع المجالات وخاصة التوليد. هناك قوانين كثيرة تنظم وتحكم عمل الأطباء من عقوبات وغيرها حفاظاً على حقوق المريض. فهل هي موجودة أو مطبقة في بلادنا؟!. كثير من الأطفال الرضع بعد الولادة يتعرضون لإصابات يكون إهمال الطبيب أو بالأحرى عدم المعرفة أحياناً اخرى سبب رئيسي في حدوث تلك الإصابات، وللأسف لا يتم محاسبة هؤلاء الأطباء نتيجة لجهل الآباء تارة والطيبة التي يتحلى بها هذا الشعب تارة اخرى، كما ان العقوبة التي لو طبقت ربما تكون تشجيعاً للطبيب لعدم شدتها وأثرها عليه، أما في الدول الأخرى يحسب الطبيب الف حساب عند علاج أو توليد اي مريض أو مريضة وهل تعلم اخي القارىء ان امريكا تعاني من نقص في بعض الاطباء في الاقسام الخطيرة مثل الولادة وذلك لان الطبيب يعاقب في حالة الخطأ بعقوبة كبيرة جداً حتى ان شركات التأمين لا تستطيع تغطية تكاليف العقوبة، وأدى ذلك الى افلاس وطرد كثير من الاطباء فهل يطبق لدينا ولو 1٪ من تلك الانظمة لكي نحافظ على حقوق مرضانا وخاصة أطفالنا فلذات اكبادنا. فيا ترى من المسؤول؟.نواجه يومياً أطفالاً رضعاً يعانون من إصابات من جراء عسر ولادي ناتج عن عدم تقدير ودراية اطباء التوليد بأهمية كيفية توليد ذلك الرضيع. من الإصابات الخطيرة التي قد تحدث للطفل أثناء الولادة الشلل التام أو الجزئي أو النزيف المخي أو تمزق الاحشاء. وسنتحدث اليوم فقط عن إصابات العمود الفقري وأذيات الاعصاب المحيطة نتيجة للولادة الطبيعية العنيفة غير المقصودة ان شاء الله والتي قد تحدث في جميع المستشفيات الخاصة والعامة. وأوكد على القراء ان ينتبهوا الى اهمية اختيار مكان توليد زوجاتهم والتي يجب ان تكون في اماكن متخصصة حفاظاً على عدم حدوث حوادث أو إصابات للطفل أو الأم. ونشكر وزارة الصحة على قرارها بمنع الولادات في المستوصفات او المستشفيات الغير مؤهلة. اولاً: إصابات العمود الفقري والحبل الشوكي:قد يحدث كسر وافتراق في الفقرات عندما يكون هناك سحباً قوياً والعمود الفقري متمدداً أو عندما يكون سحب الجذع جانبياً أو طولانياً في حالة الولادة عن طريق المقعدة ويكون الرأس الأخير فينحشر في الحوض ويختنق وخوفاً من ذلك لاختناق يقوم الطبيب الذي يقوم بالتوليد بجر الطفل وبقوة شديدة مما قد يؤدي اذية من كسر أو افتراق في الفقرات والتي قد لا تكتشف بعد الولادة مباشرة. كذلك في حالة الولادة الطبيعية عن طريق رأس الطفل فربما يحدث أثناء الولادة صعوبة في خروج الرأس كاملاً مما يضطر الطبيب أو الطبيبة بسحب الرأس وبقوة شديدة خوفاً ايضاً من اختناق الطفل عندما يتوقف الطلق. ان اختناق الطفل اخطر من اثار جر الطفل والذي قد يحدث بعض المشاكل في الفقرات خاصة الرقبية خاصة الرابعة.كذلك قد يحدث انقطاع الحبل الشوكي مع أو بدون كسور فقرية الا ان النزف والوذمه (التورم) قد يحدث علامات عصبية لا يمكن تمييزها عن الانقطاع في الحبل الشوكي وهذا يبين ان حدوث اثار وعلامات عصبية لا يمكن الجزم بسببها فقد تكون بسيطة ويتحسن الطفل بعد ذلك وربما غير ذلك. وكما ذكرنا قد يكون سير آثار الإصابة بطيئاً مع اعراض وعلامات تظهر عند الولادة أو فيما بعد خلال الأسبوع الأول. فقد لا تكون الرخاوة وانعدام الحركة وأذيات الضفيرة المرافقة واضحة لبضعة ايام. ان احدى الاعراض التي قد تكون موجودة من جراء إصابة العمود الفقري هو الامساك.ومن علامات الانذار السيئ والذي يدل على شدة الإصابة حينما ينقطع النفس في اليوم الأول وضعف الشفاء الحركي بعمر 3 اشهر. ومن اهم ادوات التشخيص هو استخدام اشعة الرنين المغناطيسي والتي تبين حالة الفقرات وخاصة والأهم الحبل الشوكي وتفاصيله. لذا قد يصبح الطفل مقعداً ومتأذ بشكل دائم، وربما يتحسن ويعتمد ذلك على درجة الإصابة والتي يحددها الطبيب المختص. ثانياً: اذيات الأعصاب المحيطة: نتيجة لتوليد الأم بطريقة غير صحيحة من قبل الطبيب أو الممرضة الذين تنقصهم الخبرة أحياناً، قد يحدث تمزق في الاعصاب التي تغذي الجسم عامة وخاصة العضلات. ان اي اذية لأي عصب يؤدي الى شلل في المنطقة التي يغذيها ذلك العصب، وأمثلة ذلك: 1 - شلل الضفيرة العضدية: قد يؤدي إصابة الضفيرة العضدية لشلل اعلى الذراع مع أو بدون شلل الساعد أو اليد وبشكل اكثر شيوعاً كامل الطرف العلوي. وسبب هذه الإصابة هي عندما يكون الوليد ضخماً أو عند اجراء جر أو سحب جانبي وبقوة شديدة على الرأس والعنق أثناء ولادة الكتف وعندما تمتد الذراعان فوق الرأس أثناء الولادة بالمقعدة. ويترافق حوالي 45٪ من الحالات مع عسرة ولادة الكتف. وهناك نوعان من الشلل أ - شلل ارب دوشين: وهذا الشلل شائع في الأطفال حيث تنحصر الإصابة في العصبين الرقبين الخامس والسادس. اذ يفقد الوليد الحديث قدرته على تبعيد الذراع عن الكتف وعلى تدوير الذراع للخارج وعلى بسط (استلقاء) الساعد. فيلاحظ على الطفل دائماً تكون ذراعه المصابه ملفوفة للداخل ولا يستطيع بسط ساعده. بالمقارنة مع ساعده الآخر غير المصاب. ويمكن اكتشاف ذلك من قبل الطبيب عندما يفحص منعكس ذات الرأسين ومنعكس مورو حيث لا يستطيع تحريك ذلك الذراع المصاب ورفعه. ب - شلل كلامبكة: هذا النوع من الشلل نادر حيث يؤدي إصابة العصبين الرقبين السابع والثامن والعصب الصدري الى احداث يد مشلوله مع اطراف وتقبض حدقة العين بالجهة المصابة. قد تكون الإصابة ناتجة عن تمزق جذر العصب أو انقطاعه أو نتيجة لوذمة أو نزيف حول الياف العصب والأسباب الأخيرة تكون عاقبتها حسنة بإذن الله اذ يتحسن الطفل خلال بضعة اشهر أما إذا كان نتيجة للقطع أو التهتك والتمزق فتكون الإصابة دائمة. ثانيا: شلل العصب الحجابي: كما ذكرنا من المضاعفات الأخرى شلل العصب الحجابي الذي يشل حركة الحجاب الحاجز الذي يؤدي الى حدوث التنفس العادي للطفل ولحسن الحظ دائماً يحدث شلل نصفي أو بالأحرى وحيد الجانب اي احد جانبي الحجاب الحاجز مما يؤثر على حركة الحجاب الحاجز ويحدث عادة نتيجة مترافق مع شلل صغيرة عضدية علوية في احد الجهات حينما يصاب العصب الحجابي (الأعصاب الرقبية 5,4,3). ونتائج ذلك قد يحدث للطفل ازرقاق مع تنفس غير منتظم وجهدي (اي يتعب الطفل عملية التنفس) وهذا خطير بالنسبة للوليد إذا لم يتم مساعدة الطفل كما انه يصاحبه فيما بعد مشاكل اخرى مثل الجفاف لعدم قدرة الطفل على التغذية بشكل طبيعي والتهابات متكررة في الرئة مما يستدعي علاجات مكثفة ويمكن اكتشاف ذلك بإجراء الاشعة الصوتية أو الاشعة بالتنظير المتألق الذي يبين حركة الحجاب الحاجز. لحسن الحظ ان الشفاء يحدث عفويا عادة خلال 1 - 3 اشهر ونادراً ما يحتاج الى اجراء طبي جراحي للحجاب. ثالثاً: شلل العصب الوجهي: يحدث شلل العصب الوجهي نتيجة للضغط على العصب الوجهي داخل الرحم أو أثناء الولادة المتعسرة أو نتيجة لاستخدام ملقط الجنين أثناء الولادة. ونادراً ما ينجم عند منشأ غير توليدي. يمكن كشف ذلك حينما يبكي الطفل فتكون الحركة محصورة بالجانب السليم من الوجه حيث ينسحب الفم لتلك الجهة السليمة بينما الجهة المصابة تكون رخوه وتكون الجبهة ملساء. ولا يمكن اغلاق العين. والطية الأنفية الشفوية مختفية، وتهبط زاوية الفم.وفي هذه الحالة يتأكد الطبيب عدم وجود اسباب اخرى في المخ والتي قد تشبه هذه الأذيه والتي قد يصاحبها مشاكل عصيبة اخرى سنذكرها في حلقات قادمه ان شاء الله. وبمشيئة الله يحدث التحسن خلال بضع اسابيع مع الإنتباه الى العناية بالعين المفتوحة والمكشوفة من خلال ترطيبها مع الاستمرار في العلاج الطبيعي في اماكن مزودة بالامكانيات البشرية والمادية من اجهزة وغيرها. رابعاً: الاحشاء وتمزقها: ايضاً من المضاعفات التي قد تحدث أثناء ولادة الطفل الكبير أو الاختناق داخل الرحم نتيجة لإهمال الأم أو الطبيب أو يكون الطفل خديجاً جداً مما يسهل تهتك الاعضاء الداخلية أو أثناء عملية انقاذ حياة الطفل أثناء الولادة والضغط على الصدر والبطن مما قد يؤدي الى تمزق بعض الاحشاء الداخلية. ومن اهم الاعضاء الداخلية التي تتعرض للتمزق هو الكبد ذلك العضو الكبير الداخلي الوحيد الذي يتعرض لما سبق فقد تؤدي الى نزيف داخلي وشحوب ويرقان والتي قد تظهر بعد 3 ايام من الولادة. خامساً: الكسور: الكسور من الاعراض التي تحدث أثناء الولادة وبعضها يصعب اكتشافها فوراً بعد الولادة ومن اهمها. أ - كسور الترقوة: حيث ينكسر هذا العظم أثناء الولادة اكثر من اي عظم آخر فه مؤهب بشكل خاص عند وجود صعوبة بتوليد الكتف خاصة في الأطفال الذي يولدون برؤوسهم وعندما تكون الذراعان مبسوطتان في الأطفال الذين يولدون بمقعدتهم. ويمكن اكتشاف ذلك حينما لا يستطيع الوليد تحريك ذراعه بحريه أو تغير لون الجلد فوق موقع الكسر، وقد تحس بفرقعه وعدم انتظام عظمى أثناء تحريك العظم. ويعتمد معالجة الكسر على شدته وغالباً يتحسن الطفل بدون تدخل. ب - كسور الأطراف: يحدث الكسر عادة في العظام الطويلة ويكتشف ذلك حينما لا يستطيع الطفل تحريك ذلك الطرف المكسور وخاصة عند اجراء بعض الفحوصات الخاصة من قبل طبيب الأطفال لمنعكس مورد. ويتم علاج الكسور في العادة بتثبيتها لمدة 2 - 4 اسابيع وبعدها يتحسن الطفل. وللمعلومية يحدث للأطفال الخدج كسور كثيرة لقلة التعظم داخل الرحم. ج - كسور في الأنف: ان الاذية الانفية الاكثر شيوعاً هي انخلاع الجزء الغضروفي للحجاب من الأخدود الميكعب والعميد الأنفي. وحينما يحدث ذلك يصعب على الوليد الرضاعة بسهولة وذلك لانسداد مجرى التنفس الانفي. وبالفحص الفيزيائي من قبل الطبيب يبدو المنخران غير متناظرين والأنف يكون مسطحاً، وفي هذه الحالة يجب استشارة طبيب الانف والاذن والحنجزة للتدخل واصلاح مجرى النفس الأنفي كي يستطيع الطفل التنفس والرضاعة. تلافيها فمتى نستطيع تحاشي هذه المضاعفات التي نحن في غنى عنها.ونلحق بالركب المتقدم واتباع طرق تطبيق الطب الحديث أثناء التوليد والعلاج اليدوي والجراحى باستخدام الطرق الحديثة والمتقدمة وعدم ترك ماهب ودب بعلاج اهلنا وتطبيق اقصى العقوبات بالمقصرين. ان معرفة الطبيب أو مساعديه للعقوبة المتوقعة والتي يمكن أن تؤدي لإفلاسه تجعلهم يعملون الف حساب ويبتعدون عن التهور في علاج اي حالة ما لم يكن ملماً وعارفاً 100٪ للعلاج سواءً كان دوائياً أو جراحياً. وبهذا يمكن انقاذ أطفالنا من الوفيات والاعاقات التي تملأ البلد. فمن المسؤول عن ذلك؟ نترك الإجابة لاصحاب القرار والذين سيحاسبون امام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة اولاً. ثم لا ننسى ان على الأمهات جزءاً من المسؤولية بعدم المراجعة المنتظمة لدى متخصص لاكتشاف اي طارئ يمكن علاجه أو الاستعداد لعلاجه. كما يجب عليهن الولادة في اماكن معروفة بتجهيزاتها البشرية الخبيرة وكذلك اجهزتها المتطورة وكذلك عدم التهاون في السؤال عن حدوث اي خلل أو ضرر للجنين داخل الرحم أو خارجه مهما كان صغيراً بالطرق النظامية.