نظم النادي الأدبي الثقافي بحائل محاضرة بعنوان «السياحة التراثية.. العقيلات أنموذجاً»، القاها د. نايف المهيلب، أكد في مطلعها أن نشاط عقيلات حائل لم يأخذ نصيبه من البحث سواء من حيث الرصد والمتابعة أو الدلالات والأبعاد، ولقد قابلت أثناء إعداد هذا البحث العديد من أبناء وأحفاد العقيلات، فلمست أبعاداً اقتصادية وسياسية واجتماعية، تحتاج إلى دراسات معمّقة، ومنهج علمي يستقصي تلك الأبعاد، حيث كان لهم دور بارز في تجارة الخيول والإبل وحماية الحجاج وتفويجهم، بالإضافة إلى الاشتراك في الحروب ونقل الرسائل وانطلقت رحلات العقيلات من الأحساء، وكانت آخر رحلة لهم في عام 1370ه».ثم تحدّث المهيلب عن أسباب رحلاتهم، وفئات العقيلات، وعن عقيلات حائل، واختلافهم لكونهم مصدرا لتفويج الحجاج وهذا دور ديني، بالإضافة للأدوار الاقتصادية والتجارية، وتحدّث عن خصائص وقيم العقيلات كالكرم والشجاعة والمروءة، والحيطة والحذر من المفاجآت والاسئلة الغريبة، وشم التراب ك جزء من معرفة الطريق، ومعرفة الأشجار والنباتات للاستدلال على المناطق، وعرض المهيلب لنماذج من شعر العقيلات وقال: من خلال تتبعنا لشعر عقيلات حائل، نلاحظ لوعة الاغتراب، وحالة الاحتراب الداخلي، عند وداع أهلهم وأولادهم، كذلك وصف تلك الرحلات وما يعتريها من مصاعب وتحديات، وإبراز دور رفقاء السفر، وذكر محاسنهم وسماتهم. في بداية المداخلات تساءلت هدى عبدالعزيز عن المراجع وما نشر عن العقيلات من دراسات، فقال المحاضر، «أنه رجع إلى قرابة 16 مرجعاً، وستنشر هذه الورقة في الموسوعة الشاملة التي ستصدرها جامعة حائل، وقال د. عبدالله البطي إن العقيلات قدّموا صورة مشرقة عن منطقة نجد، حيث الصورة غالباً قاتمة من الجوع والفقر والحروب، ولحركتهم الحضارية أبعاد ثقافية وسياسية، وتجمعهم تتجاوز الانتماءات، فهم خليط من اطياف شتى، ونوّه بوجود آثار لتواجد العقيلات في الدول المجاورة في بلبيس في مصر، وفي دمشق وفي معان وعمّان، ووجود امتداد لبعض العوائل في تلك الدول. وطالب نايف الجماح بالتفرقة بين مصطلح «العقيلات» الذي يشيع استخدامه في منطقة القصيم ومصطلح «الحدرات» في حائل، وأشار إلى أن المجتمع البدوي متعوّد على التنقّل، واقترح محمد العبده تقديم أوراق عمل أو فيلم وثائقي عن العقيلات ودعا إلى إقامة هذه الفعاليات في مدينة جبة، وقال المهيلب إن الدافع للعقيلات هو لقمة العيش، والعقيلات مدرسة ذات شواهد، ونأمل إقامة ملتقى للعقيلات، وتمنّى من أحفاد العقيلات المشاركة بما لديهم من قصص وصور لآبائهم، وأكّد أن المجال مفتوح من خلال إقامة ملتقى أو إنشاء متحف أو طباعة كتاب يحوي صوراً جماعية ونبذة عن كل واحد من ال 400 شخص من العقيلات ، وننتظر مساهمة الأبناء والأحفاد ووجود فريق عمل لمشروع متكامل، وأكّد أننا بحاجة إلى ثقافة المشروعات في هذا الجانب. نايف المهيلب خلال محاضرته في أدبي حائل