لم تكن تصريحات لاعب الوسط البارغوياني فيكتور أيالا في الصحافة الأرجنتينية غريبة أو جديدة، فهو مثل لاعبين لاتينيين كثر أتوا إلى الملاعب السعودية من بيئات فقيرة وبتعليم متدن وبعد أن يقبضوا مقدمات العقود أو بعد أن يفشلوا في تقديم ما يوازي المقابل المادي الكبير في عقودهم يعلقون الأسباب على البلد والمجتمع وعدم تأقلمهم أو قدرتهم على العيش. ربما أتفهم التصريحات لو صدرت من لاعب أتى من أوروبا الغربية حيث يتوفر الأمن والتعليم والقانون والتقدم، لذا نقول إنه لم يتأقلم مع مجتمعنا أو مع الأجواء الحارة، لكن ما لا نقبله هو أن يأتي لاعب أو مدرب من بيونس آيرس أو ريو دي جانيرو وهو لا يستطيع أن ينزل هناك في الشارع لابسا ساعة اليد، بل يرى ويتابع مشاهد السطو والنشل بعينيه يوميا ثم يقول إنه لم يتأقلم في السعودية، وشتان بين أهمية الأمان وأهمية سهرة في ناد ليلي! ما يحز في نفسي عندما يتردد إعلاميا أن اللاعب أو المدرب فضل عرضا خليجيا على عرض سعودي، ولا أعتقد أن وراء هذا إلا مثل هذه الأحاديث الإعلامية كتصريحات أيالا أو ما يردده الأجانب الذين لم يحصلوا على مستحقاتهم أو لم يجدوا تعاملا جيدا في أنديتهم أو فشلوا في إثبات وجودهم، لذا تكونت الصورة الذهنية عند كثير من الرياضيين الأجانب عن البلد. ولكي نكون موضوعيين فإن الإشكالية في الأمر لا تقتصر على عقلية اللاعب الأجنبي فقط أو عدم صدق إدعاءاته بل إن المسؤولين في أنديتنا وفي اتحاد القدم يتحملون جزءا من هذه المسؤولية، فمسؤولو الأندية يتعاقدون مع لاعبين ومدربين ثم لا يوفون بحقوقهم المادية، وهذا يعكس صورة غير جيدة عنا كشعب عربي وإسلامي، أما اتحاد القدم فلم يوجد الآلية التي يضمن بها الأجنبي الحصول على حقوقه دون الذهاب إلى "الفيفا"، بل إنه استثنى الأجانب من قائمة مسيرات الرواتب التي بناء عليها يسمح للنادي بالتسجيل من عدمه. أن يساء لبلدنا من أيالا وأمثاله كثيرين، يجب ألا يمر علينا مرور الكرام، ولو كنت مسؤولا في نادي النصر لرديت في نفس الوسيلة الإعلامية التي صرح بها ووضحت كم يحصل عليه ماديا مقارنة في بلده وماذا قدم للفريق ولأرسلت مقطعا مصورا عن مكان سكنه الفاخر والسيارة التي يقودها وعن المدينة التي يعيش فيها، أعتقد أن الرد سيكون مذهلا، لأن لا أحد هناك يتخيل الرياض على حقيقتها.