"فانوس رمضان".. هذه الأيقونة الرمضانية التي ربما يمكن الجزم أنها أشهر مظاهر الاحتفاء بالشهر الفضيل، إذ بات مألوفا وبمجرد دخول رمضان أن تراه أمام أبواب المنازل أو في غرفة المعيشة الرئيسة وأحيانا يتدلى بحبل بأحجام صغيرة وبأعداد كبيرة في زوايا البيت. البائع محمد كان يقف إلى جانب بسطته بسوق الشاطئ بجدة، يشرح للمتسوقين أنواع الفوانيس وجودتها وتميزها، بينما بعضهم يطالب بخفض سعر الفانوس الكبير الذي يطلق عليه لقب "أبو الفوانيس"، ويصل سعر الأنواع الجيدة منه إلى نحو ألف ريال، لكنه يقابل كل طلبات التفاوض بالرفض القاطع معللا ذلك بتوفر مجموعات مميزة لا يوجد مثلها في الأسواق. وعلى الطرف الآخر من طابور بسطات بيع الفوانيس كانت تقف "أم عماد" وأبنائها الثلاثة الذين كانوا يتفقدون البضاعة بحثا عن فانوس مميز بألوانه والأهم أن يكون حجمه متوسطا حتى يضعوه في غرف النوم، بينما كان بعضهم يلتقط صوراً مع الفوانيس الضخمة. وتؤكد أم عماد أن العادة جرت على ارتباط استقبال الشهر الكريم بالفوانيس، وتقول: "الفانوس مظهر اجتماعي لاستقبال شهر رمضان، إضافة للكثير من الإكسسوارت التي تتبع الفانوس مثل المخدات المضيئة، وغيرها، وعلى رغم وجود هذه الإكسسوار من العام الماضي إلا أنني حرصت على استقبال رمضان بفانوس جديد، وأهديت الفوانيس القديمة لإحدى الجارات". وتتذكر الخالة فاطمة طفولتها وهي تسير أمام بسطات الفوانيس التي تقول إنها تغيرت معالمها، فأصبحت تضيئ بالبطارية، عكس تلك التي كانت تحملها وهي طفلة، فقد كان فانوسها نحاسي اللون وتشعل داخله شمعة تعيش مع وقت اشتعالها القصير سعادة لا توصف يرافقها في ذلك بنات الحي في ذلك الوقت. يشار إلى عرض الفوانيس يبدأت في أسواق جدة من منتصف شهر شعبان، وتتفاوت أسعاره متفاوتة حسب حجمه أو جودة صناعته أو الجديد المبتكر في شكله، ويجد إقبالا كبيرا من المتسوقين الذين يحرصون على أن يكون أحد أهم مظاهر الاحتفاء بشهر الخير. ومعظم الفوانيس مصنوعة في الصين وجودتها عالية جداً، إلا أن بعضها يتم استيراده من دولة مصر التي تعتبر المصدر الأول للفوانيس الرمضانية. استقبال رمضان بالفوانيس تقليد مهم في بلدان إسلامية كثيرة (عدسة/ محسن سالم)