الأيام والأحداث المجيدة في حياة الشعوب هي بمثابة منعطف في سجل المملكة العربية السعودية وسوف يسجل التاريخ ذلك اللقاء التاريخي للدول الإسلامية والعربية والخليجية في المملكة العربية السعودية وفي مدينة الرياض إنما هو بمثابة مولد مستقبل جديد للأمة الاسلامية والعربية كقوة عالمية مؤثرة في أعقاب ذلك التدهور والصراع الذي عصف بالمنطقة العربية والأمة الإسلامية على مدى سنوات طويلة. إن هذه النقلة التاريخية التي شهدها ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- من خلال ذلك اللقاء الذي جمع قادة الدول الإسلامية والعربية والخليجية والولاياتالمتحدة الأميركية دليل على عظمة وحنكة الملك سلمان وعبقرية الإنسان والمكان. وتحول في حياة الشعوب ومنعطفاً حاسماً في تاريخ الأمة الإسلامية حيث أرسى الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- من خلال تلك الاجتماعات توافقاً مع أكبر دولة في العالم الولاياتالمتحدة الأميركية وإيجاد الحلول لكل المشاكل التي تعصف بالعلاقات الإسلامية الأميركية وخاصة السعودية الأميركية والخليجية وانسجام في الرؤى ليبقى شيء واحد، وحدة الأمن والاستقرار لهذا الوطن والدول الخليجية، إن الصورة التي أرادها الملك سلمان -يحفظه الله- لهذه المملكة منذ توليه قيادة المملكة هي العبور بسفينة الوطن إلى مصاف الدول الكبرى بعد أن عصفت رياح التيه والضياع والتفكك بشعوب هذه المنطقة فالتفت حوله الدول الإسلامية والعريبة والخليجية في أعظم تلاحم بين القائد المسلم الحكيم والشعوب الإسلامية فكان الرمز والاعزاز لتلك الدول. إن الدور الأكبر والأعظم الذي نادى وينادي به الملك سلمان أمد الله في حياته للم الشمل وجمع الأمة الإسلامية ضد التطرف والعنف والإرهاب ودروب التيه والضياع والتمزق إنما هي استدراك لما وصل إليه حال الأمة الإسلامية والعريبة فكان ذلك التلاحم الدولي والإسلامي والعربي والخليجي الكبير والأول في تاريخ الأمة الإسلامية. ستظل تلك الحياة العظيمة والمبدعة والحافلة لكل مقومات التقدم والرقي والنجاح والعزم والحزم ضياءً تسترشد به الأمة الإسلامية والعربية لخير دينها ودنياها. رجل وقائد صنع تاريخ مسيرته الماجدة؛ ليبقى شيء واحد شيء غال اسمه (المملكة العربية السعودية) إنها مسيرة العطاء والبطولات والأرقام والتاريخ حيث استطاع الملك سلمان أن يرسم لهذه المملكة والدول الإسلامية والعربية والخليجية موقعها الخاص المتميز على خارطة العالم باعتبارها مهد المقدسات ومنبع خاتمة الرسالات السماوية من خلال معطياته النهضوية والتنموية الشاملة والمشاركة الإنسانية الدولية للدول التي ذهب ضحيتها ملايين البشر من أجل نزوات فردية ونزعات مريضة حاقدة لا تعرف الرحمة طريقها إلى قلوبها. إن تميز المملكة العربية السعودية على الخريطة العالمية أثبت للعالم خصوصية هذه المملكة حيث تبقى مسيرة سلمان بن عبدالعزيز ذات خصوصية بكل وضوح وصفاء، هي خصوصية البناء ورفاهية الشعب السعودي وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. نعم لقد استطاع الملك سلمان بناء كيان وحدوي إسلامي وعربي رغم كل الظروف الصعبة التي تواجهها تلك الدول، هي مسيرة تاريخ وعطاء لإعلاء كلمة الإسلام وترسيخ قيم الحق والأمن والرخاء. إن خصوصية المملكة العربية السعودية التي تظل متجانسة ومتوائمة بكل وضوح وصدق وصفاء مع خصوصية الإسلام والمكان الذي أعز الله به هذه المملكة لتكون حامية الحرمين والمقدسات الإسلامية. وأخيراً وليس آخراً فإن خصوصية المملكة العربية السعودية ستظل إن شاء الله ثابتة كما أراد لها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمد الله في حياته...