جاء رفض الطيار السعودي استهداف أحد قادة مليشيا الانقلاب رغم تحديد الهدف بدقة وسهولة إصابته ليعطي برهاناً واضحاً على الالتزام الصارم الذي عمل عليه التحالف العربي والقيادات فيه بعدم استهداف المدنيين. وكانت مصادر صحفية قد ذكرت أن قائد إحدى المقاتلات السعودية امتنع عن قصف موقع يتحصن به القائد المتمرد عبدالله الرزامي، بعد أن رُصّد أثناء خروجه من الموقع حاملاً حفيده الرضيع بين يديه، حيث لم يتردد الطيار في اتخاذ قرار بعدم قصفه لسبب إنساني، وعاد بطائرته إلى قاعدتها العسكرية وهو الموقف الذي لقي ترحيباً وإشادة من القيادات العسكرية للتحالف وإشادتها بالتزامه بالقواعد المبلغة له في هذا الجانب. وعدت قيادات التحالف تصرف الطيار قاعدة ثابتة تسير عليها قوات التحالف التي لا تتعمد أبداً الإضرار بالأبرياء، رغم استهداف الحوثيين للمدنيين في القرى الحدودية للمملكة. وأوضح المتحدث باسم التحالف العربي لدعم الشرعية اللواء أحمد عسيري خلال ندوة عقدها في باريس مؤخراً أن العمليات العسكرية في اليمن تتم بشكل حذر لحماية المدنيين، مؤكدًا أن الانقلابين في اليمن وضعوا مراكز القيادة والسيطرة بين المدنيين. وقال إن الاهتمام بسلامة المدنيين يبقى أولى مهام التحالف. أما مليشيا الانقلاب وعصاباتها القادمة من كهوف مران فقد رمت بكل الاتفاقات الدولية عرض الحائط وارتكبت صنوف الانتهاكات دون وازع من ضمير أو خوف من عقوبات. وتماهت تلك المليشيا وعصاباتها في الاستهانة بحياة المواطن اليمني وتفننت في قتله بشتى الوسائل وأكثرها دموية حيث قامت مؤخراً بقتل مواطن وزوجته بعبوة ناسفة زرعتها في "ثلاجة شاي" للتمويه وتفجيرها عن بعد في مديرية "حزم العدين" بمحافظة إب - وسط اليمن. وبين مصدر محلي في المحافظة أن المواطن "مهدي مرشد الشعوري" قتل بانفجار عبوة ناسفة زرعتها مليشيات الحوثي في مزرعته بقرية "الطرف" فيما توفيت زوجته بعد ساعات من وفاته بسبب إصابتها البليغة في الانفجار. وأفاد بأن المليشيا الانقلابية قامت بزرع العبوة الناسفة بثلاجة شاي وقاموا بتفجيرها عن بعد أثناء مروره بتهمة الانتماء للمقاومة الشعبية في المديرية. من جانبها أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن مليشيات المخلوع صالح والحوثي الانقلابية استخدمت ألغاماً محظورة في اليمن تسببت بقتل وتشويه مئات المدنيين، وإعاقة عودة نازحين إلى منازلهم. وكشفت المنظمة في تقرير لها أن مليشيا الانقلاب استخدموا ألغاماً أرضية مضادة للأفراد في ست محافظات على الأقل، مشيرة إلى أن اليمن حظر الألغام المضادة للأفراد منذ قرابة عقدين من الزمن بيد أن المتمردين خرقوا هذا الحظر وتسببوا في قتل وتشويه مئات المدنيين، وتعطيل الحياة المدنية في المناطق المتضررة. وقالت المنظمة إن استخدام الحوثيين وقوات صالح للألغام الأرضية المضادة للأفراد ينتهك قوانين الحرب، وأن الأفراد المتورطين يرتكبون جرائم حرب. وفي سياق منفصل، عمدت مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية إلى سرقة المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الدولية وبيعها في السوق السوداء إمعانا في قتل المزيد من المواطنين اليمنيين. وأكدت المصادر وشهود العيان في الداخل اليمني أن المليشيا الانقلابية تقوم بسرقة المساعدات لتذهب إلى جيوب نافذين والمتاجرين بمعاناة الناس. وبين مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي اليمني أن مليشيا الانقلاب أنشأت سوقا سوداء في العاصمة صنعاء وغيرها من المدن الواقعة تحت سيطرتهم لبيع مواد الإغاثة ويشرف على هذه الأسواق مسؤولون في جماعة الحوثي. وقال نازحون يمنيون إن كل المساعدات في المناطق التي تقع تحت سيطرة المليشيات تذهب للأسواق لبيعها والآلاف يموتون جوعا". وأشار المركز إلى أن أطماع مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية وسعيهم للسيطرة على الحكم بالقوة جعلت المدنيين يموتون جوعا وانتشرت الأمراض الفتاكة بين الناس دون أي اهتمام من عصابات الحوثي والمخلوع بحالهم.