تعيش الساحة الغنائية هذه الأيام أجواء مشكلة بين الفنان القطري فهد الكبيسي والفنانة اللبنانية نانسي عجرم تتعلق بالحقوق الفكرية لأغنية قدمها الكبيسي عام 2012 بعنوان "بعيد الشر" من كلمات وألحان عبدالعزيز العبكل، والتي أعادت نانسي تحويرها من جديد وطرحتها مؤخراً في قالب خليجي بعنوان "خراب بيوت" من كلمات وألحان زياد برجي. وبسبب التشابه الكبير بين كلمات الأغنيتين فقد هدد الكبيسي برفع قضية لاسترداد حقه المادي والأدبي، ورغم أن الجدل كان متوقعاً أن ينحصر بين الكبيسي ونانسي، أو بين كاتبي الكلمات العبكل وبرجي، إلا أنه وبشكل غير متوقع وصل لنجم الكرة السعودية ياسر القحطاني. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استنساخ كامل للأغنية الخليجية بشكل عام والسعودية بشكل خاص، فقد جرت العادة أن حقوق هذه الأغنية مهدرة منذ سنوات بعيدة. عبدالحليم حافظ عندما سمع أغنية "سافروا ما ودعوني" من الفنانة عتاب، طلب من بليغ حمدي ومحمد حمزة أن يحولا إيقاعها على الوحدة الكبيرة وإضافتها لعمله الجديد «حاول تفتكرني» بكوبليه"سافر من غير وداع" الذي يحمل نفس المعنى ونفس الحروف اللحنية، حتى عمرو دياب عندما قدم "حمد الله عالسلامة" هي ذاتها التي قدمها علي عبدالكريم "هلا هلا باللي لفانا وجانا"، وأغنية "الأرض أرض الله والشارع ممر" التي استولت عليها ليلى عبدالعزيز في متوسط الثمانينيات وهي من قديم عبدالله السلوم، وهكذا هم الفنانون العرب يأخذون أعمال الخليج ويغيرون أرتامها ويعيدونها من جديد بقوالب جديدة. هروب نانسي عجرم عن تحمل قضيتها مع الكبيسي، ورميها على كاتب وملحن العمل زياد برجي، فتح قضية أخرى، حيث قال برجي: "نانسي لديها خبر وهي التي نسقت عملية الإنتاج بشكل كامل ومدير أعمالها جي جي لمارا يعرف هذا الأمر وهو الذي تكلم مع صاحب فكرة أغنية "خراب بيوت" اللاعب ياسر القحطاني الذي كتب مطلع الأغنية، حسب حديث نانسي وجي جي لي، وكان بإمكانهما حمايتي أفضل من إلقاء المسؤولية علي، وبأنني صنعت الأغنية دون علم منهما". زياد برجي أكد على أن صديقه "روبيرت خوري" أعطاه مذهب أغنية يقول إن هذا الكلام كان قد كتبه اللاعب ياسر القحطاني، ويريد منه تلحينها وكتابة نص عليها "وأنا بدوري أبلغت نانسي عن القصة، وبعد فترة قالوا إنهم تفاهموا مع صاحب المذهب وأنت أكمل الأغنية، وبعد هذا اكتشفت أن المذهب مأخوذ من أغنية الفنان فهد الكبسي "بعيد الشر". هذه الحادثة تكررت مع كثير من الأصوات العربية التي تقدم العمل الخليجي كيفما اتفق، وبشكل أقل جودة، بسبب قلة ثقافة المغني العربي للألوان الغنائية الخليجية، اعتقاداً منهم أن المستمع الخليجي لا يسترجع ثقافته وذاكرته الفنية ولا يستطيع البحث. هذا الاستنساخ العلني وقعت فيه اللبنانية نانسي عجرم وملحن وكاتب أغنية "خراب بيوت"، وأقحموا ياسر القحطاني دون مبرر للتنصل من مسؤوليتهما وإيهام الشارع العام بأن استنساخ من كلمات أغنية "بعيد الشر" للفنان القطري فهد الكبيسي مصدره سعودي!. إن ما يواجهه التراث السعودي بشكل خاص والخليجي بشكل عام من عبث المغنين العرب، يعتبر تعدياً لا يمكن أن السكوت عليه. غالب الفنانين العرب يعتبرون فنوننا "هامشية" ولا فن حقيقي لدينا، بل لا يعترفون به ولا يقبلون غناءه إلا بمقابل مادي، بدليل امتناع الفنانة نجوى كرم عن الغناء باللهجة السعودية. وتعدياتهم المستمرة على الأغاني الخليجية لا تدل إلا على أن هؤلاء يرون الجمهور الخليجي غير مثقف وساذج ويمكن التحايل عليه. كم عدد الأغاني التي استنسخوها وغيروا طابعها وسجلت بأسمائهم؟. لو كان كل الفنانين الخليجيين يمتلكون نفس جرأة الكبيسي لما ضاعت حقوق الفنانين السابقين ولما ضاع تاريخنا الفني في الخارج. زياد برجي نانسي عجرم