بدأت جهود وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تؤتي ثمارها فيما يخص قصر العمل في بعض القطاعات على السعوديين، ومن أهمها قصر العمل في منافذ تأجير السيارات على السعوديين، ويأتي ذلك استمراراً لجهودها في إحلال القوى الوطنية بدلاً من العمالة الوافدة، وتوفير وظائف ذات مردود مادي مناسب للباحثين عن عمل، والقضاء على الظواهر السلبية، والتستر التجاري. ولكن هناك قطاع آخر لايقل أهمية عن هذا القطاع ألا وهو قطاع "مركبات نقل السيارات "السطحات"، حيث إن أغلب من يعملون عليها هم من العمالة الوافدة. "الرياض" تفتح هذا الملف أملا في أن تقوم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بإكمال ما قامت عدد من المناطق والمحافظات بفرض السعودة في هذا القطاع، حيث قامت بعض إمارات المناطق ومحافظات المحافظات بإقرار سعودته، ما سمح لعدد كبير من الشباب بإيجاد فرص عمل. السطحات والسعودة وقطاع سطحات نقل السيارات لا يقل أهمية عن "توطين مكاتب تأجير السيارات" حيث إن هذين القطاعين يجب أن يندرجا تحت برنامج التوطين والتنمية الاجتماعية الموجه، الذي ترى الوزارة أنه يستهدف توطين الأنشطة ذات المردود المادي المناسب والاستقرار الوظيفي، بما يسهم في خفض معدلات البطالة، ورفع نسب التوطين، وتقليص الانكشاف المهني "سيطرة العمالة الوافدة على المهن الحرجة" في الأنشطة والقطاعات، من خلال الاعتماد على ممكنات منظومة العمل والتنمية الاجتماعية، والجهات الحكومية، والقطاع الخاص. وقطاع السطحات ينتظر قرار وزارة العمل لسعودته بالكامل، وقصر هذا النشاط على السعوديين فقط لإيجاد فرص عمل للشباب العاطلين وبعض المتقاعدين ليستطيعوا من خلاله إيجاد سبل للعيش الكريم. ملصقاتهم والتشويه وفي تحقيق صحفي سابق قامت به الرياض كان بعنوان: "سطحات نقل السيارات.. «فوضى عيني عينك»! كشف كيف أن أغلب العاملين في السطحات هم من الوافدين الذين يجوبون شوارعنا ليل نهار وبشكل لافت وينشرون الملصقات التي تروج لهم في كل مكان، وبشكل مشوه، ما يوحي أن هذا القطاع يعمل بشكل عشوائي يفتقر إلى أبسط أبجديات التنظيم، وقد يكون من يعمل على هذه السطحات معذوراً بمزاولة عمله بهذه الطريقة؛ بسبب غياب التنظيم من الجهات المعنية. وأبرز التحقيق سؤالا مهما وهو: ما دور الجهات المعنية في ترتيب أعمال تلك المركبات وفق تنظيم محدد، إلى جانب سعودتها وتحديد أماكن تواجدها؟ ومن خلال جولة "الرياض" تم الكشف عن أن أغلب من يعمل على هذه المركبات هم من الوافدين، إضافةً إلى أن بعضهم لا يحمل إثباتات تخوله للعمل في هذه المهنة، الأمر الذي يدعو الجهات المعنية للتفاعل، وسرعة الكشف عن خططها التنظيمية لهذا النشاط الهام. السيارات المسروقة وللأسف قد تستغل تلك السطحات لنقل وترويج السيارات المسروقة أو التي تستخدم في عمليات إرهابية، وقد اكتشفت العديد من التقارير الأمنية أن الإرهابيين استخدموا السطحات لنقل السيارات المفخخة وغيرها، كما أن عصابات سرقة السيارات يستغلون من يعملون على هذه السطحات لنقل السيارات المسروقة لأماكن تفكيكها أو بيعها في التشليح، والسبب أن هذا القطاع يفتقر إلى أبسط أبجديات التنظيم، ولأن أغلب قائديها وافدون، وقد لا يملكون تصاريح بالعمل بها، لأن بعض هؤلاء الوافدين الذين يعملون على السطحات أساساً يُعَدون مخالفين لنظام الإقامة، حيث إنهم إما بدون رخص وإقامات أو عادة تكون مهنهم إما سائقاً خاصاً أو راعياً أو غير ذلك من المهن التي لا علاقة لها بقيادة السطحات، وللأسف قد يتم ذلك بتساهل بعض المواطنين بتأجيرها للوافدين وبمباركة من الجهات المسؤولة.