كشف د. حسين باصي -أستاذ هندسة الطاقة والقوى ومتخصص في الطاقة المتجددة- أن الطلب على الطاقة الكهربائية يتزايد سنويا وبشكل سريع يقدر ب5% حسب دراسة أعدتها هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج بخصوص الشبكة الذكية. مبينا أن هذا التضخم في استهلاك الكهرباء يصحب في العادة عدة مشاكل تُلزم شركات إنتاج الكهرباء والمستهلكين للبحث عن حلول لتفاديها. خاصة تلك المشاكل التي تحدث في أوقات الذروة ويكون فيها الطلب متزايد للطاقة ممايحمّل البنية التحتية لتوليد وتوزيع الكهرباء فوق طاقتها الحالية ويؤدي لحدوث انقطاع كهربائي محتمل والتي بطبيعة الحال تسبب خسائر مادية كبيرة. وأوضح د. حسين أن انتاج الطاقة بوقود أحفوري كالغاز والفحم وغيرها ليس صديقا للبيئة بسبب الانبعاثات الضارة بالبيئة والمسببة للتلوث والاحتباس الحراري. مشيرا إلى أن أحد تلك الحلول التي نالت اهتمام الباحثين والمتخصصين وشركات الكهرباء في العالم هي استخدام الشبكة الذكية. إلا أن الشبكة الحالية الان في المملكة هي شبكة تقليدية كبيرة تقدم الكهرباء للمستهلك حينما يطلبها دون مراعاة الضغط الذي تسببه على الشبكة الكهربائية وايضا لا تساعده على ترشيد الاستهلاك والاعتماد على احتياجه الحقيقي للطاقة. بينما الشبكة الذكية تساعد وبشكل قوي ومباشر في توفير المال ورفع جودة توصيل خدمة الكهرباء للمستهلك. وذكر أن هذه المرحلة تبدأ باستخدام العدادات الكهربائية الذكية للمنازل والمدارس والمستشفيات والمنشآت التجارية. كما أن هذه العدادات تساعد على توفير المعلومات الكاملة عن استهلاك المنازل للكهرباء والتي تساعد على تحديد الطريقة الامثل لترشيد الطاقة. فهي مهمة لتوضيح كمية الطاقة المستهلكة في أوقات مختلفة وبتوزيعات معينة تبين نمط الاستهلاك طوال السنة. بمعرفة هذه المعلومات يحتاج المستهلك التعاون بشكل كبير لترشيد الكهرباء ومعرفة البرامج التي تقدمها شركة الكهرباء لتساعد في توفير فاتورة الكهرباء. و بين د. حسين بأنه من المتوقع استبدال 80% من العدادات التقليدية بالذكية في أوروبا بحلول عام 2020م. وبحسب الدراسة التي أعدتها هيئة تنظيم الكهرباء والانتاج المزدوج فمن المتوقع أن البدء في استبدال العدادات التقليدية في المملكة بالذكية عام 2017م ولمدة خمس سنوات. هنالك عدة برامج فعالة للشبكة الذكية تستخدم لرفع كفاءة استهلاك الطاقة والترشيد وهي موجودة في الكثير من الدول المتقدمة كالولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا. على سبيل المثال تستطيع شركة الكهرباء طرح أسعار أرخص للكهرباء خارج أوقات الذروة لتشجيع المستهلكين على تأجيل استخدام أجهزتهم الكهربائية في خارج أوقات الذروة، وهذه الاسعار مع أوقات الذروة يتم تحديدها بمساعدة العدادات الذكية ويستطيع المستهلك الاطلاع عليها بشكل مستمر طوال اليوم. مضيفا أن العدادات الذكية تتميز بإمكانية التحكم بها عن بعد باستخدام أجهزة الكميبوتر أو الجوالات وبالتالي تتيح الفرصة للمستهلكين بترشيد استهلاك منزله للطاقة كأن يقوم المستهلك بإيقاف بعد الأجهزة الكهربائية كالغسالات والنشافات وغيرها. كما أن الشبكة الذكية بوجه العموم تتمتع بخاصية معرفة خط سير الطاقة عن طريق العدادات الذكية ومجموعة من الحساسات المتوزعة في الشبكة الكهربائية. وهذه الخاصية مهمة جدا لمن يملك الطاقة الشمسية على سطح منزله بحيث أنه يستطيع تغذية شبكة الكهرباء بالطاقة الزائدة التي تنتجها هذه الألواح وبالتالي تسجل كمية مساهمته للطاقة وخصم قيمتها من فاتورته. وحين اعتماد شركة الكهرباء لمثل هذا المقترح تكون الشبكة الذكية جاهزة لتعفيل هذه الخدمة وقد تساعد هذه الفكرة في أهداف رؤية 2030 الاقتصادية للطاقة كتصدير الطاقة الكهربائية الشمسية لدول الجوار وأوروبا. د. حسين باصي