بعيدًا عن محاولات البعض لعب دور البطولة المزيفة، أرى أن لاعب الوسط عوض خميس هو من أخذ حقه بدق خشوم من إدارة النصر التي رفضت الأشهر الماضية كل مطالبه لتجديد عقده، ليوقع للهلال بعد دخوله الفترة الحرة، ويجبر الإدارة النصراوية على أن تركض له ركضًا، وأن تلبي كل رغباته وشروطه وفوقها (حبة خشم)، بل واستطاع أن يستحصل منها كل مستحقاته المتأخرة (تالت ومتلت)!. وبعيدًا عن عدم قانونية توقيع إدارة النصر معه بعد دخوله الفترة الحرة وتحوله إلى لاعب نادٍ آخر بموجب عقدٍ رسميٍ موثق، فإن ما يجب ألا يتجاهله الجميع أن الإدارة النصراوية دفعت لعوض مقابل هذا التوقيع أكثر بكثير من المبالغ التي كانت ستدفعها له لو أنها رضخت من البداية لطلباته وشروطه قبل دخوله الفترة الحرة وتوقيعه للهلال، وهذا فشل إداري ومالي واضح وفاضح، خصوصا أن النصر سيواجه مع دفعه لهذه المبالغ الإضافية الكبيرة خطر خسارة اللاعب فترة إيقافه التي ربما تمتد لستة أشهر محسوبة من عقده الجديد، وربما كانت العقوبات أكبر وأكثر إن حضرت العدالة، ولم تنجح المحاولات ومساعي (حب الخشوم) في لملمة الموضوع، وإخراج النصر من ورطته بأقل الخسائر! على الرغم من كل هذا تحاول الآلة الإعلامية الصفراء -باستثناء قلة من المستقلين- أن تصور ما حدث بأنه نجاحٌ باهرٌ لإدارة النصر، وذكاءٌ واحترافيةٌ تستحق التصفيق والفرح، وتسعى لأن تمنح رئيس النصر بطولة وهمية لعله يستعيد بها الشعبية والحاضنة الجماهيرية التي خسر الكثير منها في الفترة الماضية بعد فشله في الحفاظ على العديد من المكتسبات، كانت نتيجتها حصوله على المركز الثامن في الدوري وخروجه خالي الوفاض من بطولات الموسم الماضي، وتسببه بطريقة أو بأخرى في خسارة النصر عددا من الشخصيات الشرفية التي كان لها الدور الأكبر في عودة النصر للبطولات موسمي 2014-2015، وتفريطه بعبدالله العمراني نائب الرئيس الناجح وصاحب الشعبية والقبول الجماهيري، وأخيرًا التفريط بمدرب كبير بقيمة الكرواتي زوران ماميتش الذي استطاع على الرغم من كل الظروف أن يعيد النصر للمنافسة على البطولات الموسم الحالي! ما حدث يؤكد مجددًا أن الأمر لا يتطلب الكثير في وسطنا الرياضي لتحويل أخطاء أحدهم وتخبطاته الإدارية إلى أمجادٍ وبطولات، ولا تحتاج سوى إلى آلة إعلامية مطيعة ومستفيدة ومنتشرة، وجماهير عاطفية وبسيطة الثقافة والفكر، لتتحول من عاجز ومختلف عليك جماهيريًا وإعلاميًا وشرفيًا إلى بطلٍ يجتمعون حوله ويتغزلون به على أنغام (أخذ حقه بدق خشوم)!.