الأدلاء هم طائفة من أهل المدينةالمنورة امتهنت الدلالة (من دل وأرشد) في خدمة ضيوف الرحمن زوار المسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة منذ عدة قرون؛ حيث إن أقدم وثيقة تقرير للأدلاء تعود إلى عام 1200 ه وتتمحور خدمة الدليل حول إرشاد الزوار والقادمين إلى المسجد النبوي الشريف ومساعدتهم في أمور احتياجاتهم اليومية السكنية والصحية والمعيشية من حين قدومهم للمدينة وحتى مغادرتهم، وكانت الخدمة تقدم بالنظام الفردي حيث إن كل جنسية من الحجاج تخدمها عائلة من الأدلاء وفق تقارير تحملها هذه العوائل، وقد مرت المهنة بعدة مراحل تطويرية إلى أن صدر القرار الوزاري رقم 324/ق/م وتاريخ 5/8/1405ه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- القاضي بإنشاء المؤسسة التجريبية الموحدة للأدلاء الذي حول بموجبه العمل الفردي إلى عمل مؤسسي يواكب النهضة الشاملة التي تعيشها المملكة، وتواصلت بفضل الله وتوفيقه القرارات الحكيمة من الدولة -أعزها الله- حتى صدر قرار مجلس الوزراء رقم (81) بتاريخ 07/03/1428ه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- والقاضي بتثبيت مؤسسات أرباب الطوائف بتقسيماتها الحالية. الهوية الجديدة للأدلاء مرت المؤسسة الأهلية للأدلاء بعدة مراحل تطويرية تبنتها مجالس الإدارة المتعاقبة خلال الدورات السابقة على مدى (32) عاما الى أن أعلن المجلس الحالي عن هوية جديدة للمؤسسة ترتكز على ستة محاور رئيسة وهي (التناغم مع رؤية المملكة 2030 - جودة وتطوير الخدمات - الشراكات الإستراتيجية مع الجهات ذات العلاقة بخدمات الحجاج - تنمية قدرات ومهارات فريق العمل - تعزيز العلاقة مع المساهمين - الشراكات الاستثمارية مع القطاع الخاص) وقد وضع لكل محور إستراتيجيات وآليات تنفيذ ومؤشرات أداء وفق برنامج زمني محدد يحقق الارتقاء بالخدمات التي يقدمها الأدلاء لضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام زوار مسجد نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام. مرافق وقطاعات الأدلاء تؤدي المؤسسة الأهلية للأدلاء مهامها في خدمة ضيف الرحمن من خلال (56) مرفقا تابعا للمؤسسة وهي (17) مكتب خدمة ميداني و(16) مكتبا مساندا و(12) إدارة بالإضافة إلى (8) لجان و(3) مراكز استقبال، ويشرف على هذه المرافق أحد عشر قطاعاً؛ ويتولى مسؤولية كل قطاع عضو من أعضاء مجلس الإدارة. (1,65) مليون ساعة عمل تسجل نجاح الأدلاء في الحج الماضي منذ نهاية موسم حج 1436ه بدأت المؤسسة بالإعداد لموسم حج 1437ه من خلال رصد منجزات موسم الحج الماضي وتعزيز الإيجابيات ووضع الحلول لتلافي السلبيات وذلك بتسجيل مستوى الرضا عن خدمات المؤسسة لدى مكاتب شؤون الحجاج من مختلف الدول وتضمين ملحوظاتهم والإجراءات الكفيلة بتحسين الخدمة بالخطة التشغيلية للمؤسسة هذه الخطة التي كتب الله لها بفضله النجاح وقفت الأرقام شاهداً عليها حيث إن إجمالي الحجاج الذين زاروا المدينةالمنورة وتشرفوا بالصلاة بالمسجد النبوي الشريف والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم خلال حج هذا العام بلغ (1,232,468) حاجاً منهم (716,285) زاروا المدينة خلال الموسم الأول (ما قبل أداء المناسك) فيما بلغ عددهم خلال الموسم الثاني (ما بعد أداء المناسك) (516,183) حاجاً، قدمت لهم كافة قطاعات المؤسسة الأهلية للأدلاء خدماتها من خلال (56) مرفقاً ضمت أكثر من (2700) موظف موسمي فضلاً عن أعضاء مجلس الإدارة والموظفين الدائمين حيث نفذوا أكثر من مليون وست مئة وخمسين ألف ساعة عمل خلال موسم حج 1437ه، كما قامت فرق المتابعة الميدانية بتنفيذ (3790) زيارة للتأكد من جاهزية مساكن الحجاج وتسجيل المخالفات والنواقص ومعالجتها فيما تم التصديق إلكترونياً على (16312) عقداً لخمس مئة وتسعين فندقاً وداراً لإسكان الحجاج، كما تم إرشاد (6845) حاجاً تائهاً، وجاءت الخدمات الأساسية التي قدمتها المؤسسة لضيوف الرحمن شاملة الاستقبال وحفظ الجوازات وإصدار بطاقة لكل حاج وتوجيههم لمقر سكنهم ومتابعة أحوالهم الصحية بالإضافة للإشراف على مساكن الحجاج وإرشادهم وصولاً لإنهاء إجراءات مغادرتهم بسلامة الله وفق منظومة بشرية وتقنية متكاملة تحقق الدقة والتميز في تقديم الخدمة.