الأمير محمد بن نايف تسلم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظه الله - جائزة (جورج تينت ) التي تقدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية للعمل الاستخباري المميز، والتي تعد أقوى المؤسسات الدولية في مجال مكافحة التطرف والإرهاب بكافة أشكاله وأطيافة وبكافة ألوانه ومكوناته مهما اختفى أعضاء تلك المنظمات الإرهابية. هذه الجائزة اعتراف صريح وتأكيد من كلا الطرفين الأميركي والسعودي بمتانة العلاقات التاريخية والإستراتيجية المبنية على الاحترام والمصالح الاقتصادية والسياسية عموما والأمنية خصوصاً، وذلك نظرا لما يعانيه المجتمع الدولي من تنامٍ واضحٍ ومتسارع لأنشطة الجماعات الإرهابية المتطرفة - بتنامي وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي في ظل ما يشهده العالم المتحظر من ثورة معلوماتية وأخرى اتصالاتية هائلة تفوق الخيال في تطورها وتناميها. وأعرب سمو ولي العهد - حفظه الله - عقب استلامه الميدالية عن تقديره لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية على تكريمه. مؤكداً سموه: أن هذه الميدالية ثمرة لجهود وتوجيهات قادة المملكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - رعاه الله - وشجاعة رجال الأمن وتعاون المجتمع بكافة أطيافه في محاربة الإرهاب. وأضاف سموه: أن الإرهاب لا يرتبط بدين معين وجميع الأديان السماوية تتبرأ من المعتقدات والأفعال الشيطانية للفئات الإرهابية، مبيناً أن جميع الآراء الدينية والسياسية والاجتماعية السلبية التي تستخدم الدين كأداة على امتداد التاريخ الإنساني لا تُعبّر مطلقاً عن حقيقة الدين الذي تنتسب إليه، أو تنسب أفعالها له، والمملكة ترفض بشدة وتدين وتشجب الإرهاب بكافة صوره وأشكاله أياً كان مصدره وأهدافه، وأكد سمو ولي العهد:أن المملكة مستمرة في مواجهة الإرهاب والتطرف في كل مكان فكرياً وأمنياً، مبيناً أنه بفضل الله ثم بالجهود التي تبذلها المملكة تم اكتشاف الكثير من المخططات الإرهابية التي أُحبطت ولله الحمد قبل وقوعها بما في ذلك عمليات كانت موجهة ضد دول صديقة مما أسهم في الحد من وقوع ضحايا بريئة. وقال سموه: إن محاربة الإرهاب مسؤولية دولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود الدولية على جميع الأصعدة لمواجهته أمنيًا وفكريًا وماليًا وإعلاميًا وعسكريًا. لافتاً الانتباه إلى أن ذلك يتطلب التعاون وفقًا لقواعد القانون الدولي والمبادئ التي قامت عليها الأممالمتحدة، وفي مقدمتها مبدأ المساواة في السيادة، والعمل على المستوى العالمي على جميع الأصعدة. ويمكن القول: إن كلمة سمو ولي العهد قد عبرت وبشكل لا مجال للاجتهاد فيه عن حق شعوب المنطقة والعالم بالعيش بسلام بعيدا عن أثر وتأثير هذه المنظمات الإرهابية. إن المتتبع إلى سيرة سمو ولي العهد يرى بأنه لم يرث عن والده الأمير نايف بن عبد العزيز- يرحمه الله رجل الأمن الأول سوى السيرة العطرة في مكافحة التطرف والمتطرفين والإرهاب والإرهابيين الضالين المضلين الذين صبوا جم حقدهم على أمن المواطن السعودي خاصة فكان سموه عرضة لعمل إجرامي آثم استهدف شخصه الكريم وقد حماه الله من تلك الجريمة النكرة . إن ( الأديان السماوية تتبرأ من المعتقدات والأفعال الشيطانية للفئات الإرهابية ) وهو تأكيد واضح من سمو ولي العهد على عدم ربط الإرهاب بالأديان. فالخطأ والفجور هو في الأشخاص لا من الأديان التي يعتنقون ويعتقدون بها. وأكد سموه: على أن محاربة الإرهاب هو مسؤولية دولية أممية لا مسؤولية دولة بعينها لإن الإرهاب ما هو إلا سرطان سريع الانتشار وخاصة في أواسط الشباب المندفع الذي ظن بأهل السوء خيراً فأوصلوهم إلى المهالك، ومن هنا جاء تصميم سمو ولي العهد على وجوب أن تكون الجهود المبذولة بمكافحة الارهاب والتطرف عالمية. إن توجه المملكة السعودية ممثلا بالجهد الدؤوب التي تبذله وبمتابعة من سمو ولي العهد لم يفرق بين ما هو إسلامي وغير إسلامي من الجماعات المتطرفة والحركات الهدامة حيث كان ولا زال العمل على قدم وساق جارياً في محاربة وتقليم أ ضافر مثل هذه الجماعات وعلى رأسها القاعدة التي اكسبت المملكة خبرة واسعة في كيفية التصدي لمثل هذه الجماعات الإرهابية. بعد أن تم خروج المملكة وبفضل الله وبفضل الجهود المبذولة والتضحيات من قبل حماة الوطن من بوتقة الرعب والإرباك المجتمعي الذي عاشته المملكة لسنين طويلة، لتعد المملكة العدة بعدها لكل الجماعات المتطرفة ولكل تنظيم مخالف للأنطمة والشريعة الإسلامية. إن تسلم الجائزة لسمو ولي العهد لهي رسالة إلى كل من فرح واستبشر خيرا بسوء العلاقات السعودية الأميركية والتي هي أرسخ من أن يعكرها تغريدة حاقد على التويتر أو تصريح ، لتؤكد هذه الجائزة وبشكل لا مجال للبس فيه أنه مهما وصل الخلاف والاختلاف في وجهات النظر بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية يبقى التحالف تاريخي إستراتيجي لا مكان للقطيعة فيه، وخاصة في ظل تمدد الإرهاب الصفوي في المنطقة العربية يوازيه تمدد إرهاب داعش والقاعدة وجماعة الحوثي وخراسان وغيرها من الجماعات المتطرفة والتي تتباهى علنا بإستهداف المصالح الأميركية واستثناء المصالح الإيرانية والروسية لتتباهى إيران وعلى الملأ بأنها أبعد دولة عن الإرهاب وأكثر دول العالم أمنا وذلك على لسان رأس الهرم المتمثل بمرشد الثورة اللإيرانية (علي خامنئي). لقد كان وقع الجائزة صاعقا على كل من شكك بمتانة العلاقات السعودية الأميركية أمنيا وإقتصاديا وما هي إلا رسالة واضحة للمشككين الحاقدين، لتؤكد عالمية المملكة للتصدي ضد الإرهاب والتطرف. *كاتب وإعلامي محمد بن عبد الله السلامه*