المبدعة هيلة المحيسن ولدت بلا يدين يشعر الزائر بالذهول عندما يقف أمام أعمال هيلة المحيسن ذات 19 ربيعاً، التي لم تُرسم باليدين وإنما بأنامل قدميها وبأنواع الفن التشكيلي في لوحات فنية لا تقدر بثمن كونها لا تملك أطرافاً علوية. تقول هيلة إنها ولدت بلا يدين وعاشت مع أسرتها بشكل طبيعي وتغلّبت على الكثير من العقبات بقوة الإرادة وبمعية والدتها التي وضعت هيلة بين عينيها خوفاً على الفتاة الصغيرة من الوقوع في أي خطر، ومرت بها أوقات مختلفة عاشتها منذ أن أدركت وضعها إلى أن دخلت في عالم الفن التشكيلي الذي انكبت عليه فترات طويلة لتنغمس في عالم لا تكاد تخرج منه إلا وهي تكمل اللوحة التي بدأتها. يلفت ركن هيلة نظر زوار مهرجان "حكايا مسك" الذي يقام في مركز معارض الظهران بالمنطقة الشرقية، وذلك بكثرة من يقفون ليروا ما تصنعه بأصابع قدميها معجبين بمهارتها الخارقة التي يستحيل أن يتقنها إنسان كامل الأطراف بيديه إلا أن يكون ذو مهارة عالية. وتعرض الفنانة التشكيلية هيلة اللوحات التي رسمتها في ركنها خلال فعاليات مهرجان "حكايا مسك"، وتشير إلى أن كل اللوحات المعروضة هي للبيع إلا لوحةً رفضت المساومة عليها، وهي عبارة عن جسم لحوت وكأنه تحول إلى جزيرة حيث يمكن لمن يشاهدها أن يراها لوحة إبداعية ومعبرة، وكأن هيلة قذفت في تلك اللوحة كل معاني الحنان والحب والصبر ومشاعر الخوف والفرح، وبسؤالها عن سبب عدم عرضها للبيع قالت: "اللوحة لأمي".