عبدالله أحمد العولقي تتركز محاور الرؤية على ثلاثة محاور رئيسية هي: المجتمع الحيوي والاقتصاد المزدهر والوطن الطموح، وهذه أعمدة قوية ترتكز عليها رؤية المستقبل المشرق لهذه البلاد المباركة إن شاء الله تعالى. يقول الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله: (إن قصص النجاح دائما ما تبدأ برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة، ونحن نثق ونعرف أن الله سبحانه وتعالى حبانا وطنا مباركا هو أثمن من البترول، ففيه الحرمان الشريفان، أطهر بقاع الأرض، وقبلة أكثر من مليار مسلم، وهذا هو عمقنا العربي والإسلامي، وهو عامل نجاحنا الأول). كما أن بلادنا تمتلك قدرات استثمارية ضخمة، وسنسعى إلى أن تكون محركا لاقتصادنا وموردا إضافيا لبلادنا، وهذا هو عامل نجاحنا الثاني، ولوطننا موقع جغرافي استراتيجي، فالمملكة العربية السعودية هي أهم بوابة للعالم بصفتها مركز ربط للقارات الثلاث، وتحيط بها أكثر المعابر المائية أهمية، وهذا هو عامل نجاحنا الثالث، وهذه العوامل الثلاثة هي مرتكزات رؤيتنا التي نستشرف آفاقها ونرسم ملامحها معا). من أهم أهداف الرؤية زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن المعتمرين من 8 ملايين نسمة إلى 30 مليون معتمر، ورفع عدد المواقع الأثرية المسجلة في اليونسكو إلى الضعف على الأقل، وتهدف الرؤية إلى إنشاء أكبر متحف إسلامي في العالم. كما تهدف الرؤية إلى دعم الثقافة والترفيه لأنهما من مقومات جودة الحياة، بالإضافة إلى العيش بحياة صحية، فالنمط الصحي والمتوازن يعتبر من أهم مقومات جودة الحياة، ولذلك ستتم شراكة مع القطاع الخاص لإقامة المزيد من المرافق والمنشآت الرياضية في بيئة مثالية. كما تركز الرؤية على الاهتمام بالأسرة لأنها نواة المجتمع وهي الحاضنة الأولى للأبناء والحامي للمجتمع من التفكك، ولعل أبرز ما يميز مجتمعنا التزامه بالمبادئ والقيم الإسلامية. رؤية 2030 تساعد الأسرة السعودية على تزويدها بعوامل النجاح اللازمة لتمكنها من رعاية أبنائها وتنمية ملكاتهم وقدراتهم، كما أنها تساعد الأسرة على بناء شخصيات الأطفال وتنمية مواهبهم وقدراتهم وتشجع الأسر على ثقافة التخطيط بما يتناسب مع الإمكانيات المتاحة لهم. كما تدعم الرؤية الاستثمار في التعليم والتدريب وتزويد الأبناء بالمهارات والمعارف اللازمة لوظائف المستقبل، وسيكون التركيز أكبر على مراحل التعليم المبكر وعلى تأهيل المدرسين والقيادات التربوية وتطوير المناهج الدراسية. كما تدعم الرؤية المنشآت الناشئة والصغيرة والمتوسطة وكذلك دعم الأسر المنتجة ولا يخفى على أحد ما تمثله هذه الرؤية من دعم كبير للاقتصاد الوطني، كما ستسعى الرؤية إلى خلق فرص توظيف مناسبة للمواطنين في جميع أنحاء المملكة عن طريق دعم ريادة الأعمال وبرامج الخصخصة والاستثمار في الصناعات الجديدة. ومن أهداف الرؤية تخفيض معدل البطالة من (11.6%) إلى (7%) وأيضا تسعى الرؤية إلى رفع مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في إجمالي الناتج المحلي من (20%) إلى (35%) وتسهم أيضا في رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من (22%) إلى (30%). كما أن الرؤية تعالج مسألة في غاية الأهمية وهي الفجوة الكبيرة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل، ولذا ستسعى الرؤية إلى سد هذه الفجوة بتوجيه الطلاب نحو الخيارات الوظيفية والمهنية المناسبة، وإتاحة الفرص لإعادة تأهيلهم والمرونة في التنقل بين مختلف المسارات التعليمية، ولهذا فإن الرؤية تهدف إلى أن تصبح خمس جامعات سعودية على الأقل من أفضل 200 جامعة في العالم بحلول 2030م. هذا بعض مما جاء في رؤية المملكة عام 2030م والتي يقود منهاجها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، والتي تتلخص عموما في أن تستفيد المملكة من قدراتها الاستثمارية بفاعلية، وأن تزيد من دخل الوطن بالاستثمار في الشركات العالمية الكبرى وشركات التقنية الناشئة في جميع أنحاء العالم، وبذلك تصبح المملكة رائدة في إدارة الأصول والتمويل والاستثمار، ويتطلب هذا الدور بناء سوق مالية متقدمة ومنفتحة على العالم بما يتيح فرص تمويل أكبر.