أكد مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية م.صالح الجاسر أن خطط المؤسسة تنطلق أساساً من تطوير الخدمات وزيادة الكفاءة والتدريب وهي التي ستسهم في بناء علاقة مميزة للناقل الوطني مع جميع الجهات والقطاعات في المجتمع، مبيناً أن ضيوف "السعودية" يقبلون عليها اليوم إقبالاً استثنائيا لأنهم يشعرون أنها مؤسستهم التي تعكس هويتهم وثقافتهم , مما يحمّل "السعودية" وكافة منسوبيها مسؤولية أكبر وبالتالي يحمل الإعلام والرأي العام والمواطنين اهتماماً لبروز ونهضة ونجاح أكبر لهذه المؤسسة الوطنية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده المهندس الجاسر بمناسبة استلام الخطوط السعودية لطائرتها الأولى من طراز B777-300ER المزودة بأجنحة الدرجة الأولى مساء أمس في مدينة سياتل بأمريكا بحضور عدد من وسائل الإعلام السعودية موضحاً أن "السعودية" تتواصل مع وسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي بشكل أفضل اليوم عنه في الآونة الاخيرة كما أن أبوابها مشرعة دائماً لتلقي الانتقادات والملاحظات لأنها مؤسسة وطنية الجميع مسؤول عنها . وسلط الضوء على مشروع التحول وخطتها الاستراتيجية للأعوام القادمة التي تسعى من خلالها إلى تغيير ثقافتها المؤسساتية نحو التميز في تقديم الخدمة ، وما يتطلبه ذلك من استكمال منظومة الخدمات في كافة مواقع العمل بالمستوى الذي ينال استحسان ورضى الضيف وذلك وفق مبادرات تضمنها برنامج التحول "SV2020" الذي أطلقته المؤسسة خلال عام 2015م تحت شعار "معاً نصوغ مستقبلنا"، التي تتضمن مضاعفة الأسطول ليصل إلى 200 طائرة ونقل 45 مليون مسافر سنوياً، وتشغيل 1000 رحلة يومياً. وفيما يتعلق بمستوى المطارات الداخلية، المح الجاسر أن صناعة الطيران هي صناعة تكاملية واللاعبين الأساسيين فيها هم المطارات والمشغل والمشرع، إضافة الى الجهات العاملة في المطارات، كما أن النجاح لكل الأطراف هو نجاح للجميع، مشيراً إلى أن هناك توجهات لتطوير صناعة الطيران المدني بالمملكة من خلال استثمارات تم الإعلان عنها تشمل البنية التحتية مثل مطار المدينةالمنورة وافتتاح الصالة الخامسة بمطار الرياض، إضافة إلى ترقب الجميع لافتتاح مطار جدة الجديد والذي يتأمل حال افتتاحه تحقيق نقلة نوعية وجوهرية في مستوى الخدمات، إلى جانت مطار ابها والقصيم وغيرها. وفي سؤال عن تحالف سكاي تيم بين الجاسر أنه من منطلق مكانة "السعودية" كشركة طيران عالمية وما حققته من إنجازات كبيرة، فقد انضمت بكل جدارة إلى واحد من أكبر التحالفات العالمية وهو تحالف ״سكاي تيم״، لافتاً إلى اختيار الانضمام الى التحالفات يعتمد على تكامل الشبكة مع نشاط شركة الطيران، أما فيما يتعلق بآلية جدولة الرحلات والطائرات، أفاد ان تنظيم وتخطيط مسار الطائرة المناسبة للخط المناسبة هي أحد أهم معايير كفاءة التشغيل ولكن ليس هو المعيار الوحيد فهناك محددات أكثر تدخل في الاعتبار، منوهاً بكفاءة كوادر المؤسسة السعوديين العاملين في قطاع الجدولة ذوي الكفاءة والخبر العالية والذين يقومون بعمل جبار ومعقد لجدولة 700 رحلة يومياً في المواسم بكل سلاسة ومرونة. واستطرد يقول : أن نسبة حركة "السعودية" في الترانزيت والحرية السادسة لاتزال قليلة مقارنة بالشركات الإقليمية الأخرى، وعزا ذلك الى عدة عوامل أهمها متطلبات التوسع في هذا الجانب ووجود البنية التحتية المناسبة، مشيراً إلى أن افتتاح مطار جدة الجديد سيوفر البيئة المناسبة لذلك، إضافة إلى التوسع في اسطول "السعودية"، إلى جانب التحسن في الخدمات وجميع هذه العوامل ستصب في إمكانية زيادة حصة الخطوط السعودية في الحركة العابرة وهذا امر يساهم في استغلال الطائرات الخالية خارج المواسم، مفيداً أن صناعة الطيران تعاني بطبيعتها من الموسمية والاتجاهيه. وفي سؤال عن الظواهر السلبية من تعامل بعض الضيوف مع المعدات والتجهيزات على متن الطائرة، قال الجاسر :" زيادة التوعية والمتابعة الدائمة والصيانة المستمرة هو الحل برأيي أمام ظاهرة تعامل بعض الضيوف غير المناسبة مع تجهيزات ومعدات الطائرة، ونحن على ثقة تامة في وعي ضيوفنا وأخذهم ذلك بالحسبان ومساعدتنا في الحد من هذه التصرفات ونتمنى أن يكون تحسين المنتجات والخدمات هو دافع لنشر مزيد من الثقافة والتوعية ، والإعلاميون عليهم دور كبير في هذا الجانب". أما فيما يخص تأخير الرحلات، فأوضح مدير عام الخطوط السعودية أن العمل التشغيلي لا يمكن أن يكون كاملاً 100%، فأفضل الشركات في العالم تصل إلى حوالي 90% في معدل انضباط اقلاع الرحلات ومعنى ذلك ان هناك 10% من الرحلات المتأخرة يومياً، الأمر الذي يؤكد أن التأخير هو جزء من العملية التشغيلية لشركات الطيران فلذلك لابد أن يكون لدينا اجتهاد في تحسين نسبة الانضباط قدر الإمكان مع تطوير إجراءات التعامل مع الضيوف حال حدوث تأخير لرحلاتهم والذين غالباً يتفهمون ان مثل هذه الحالات هي طبيعية في صناعة النقل الجوي. وأفاد الجاسر في رد على سؤال بخصوص استئجار الطائرات قوله:" "الخطوط السعودية في السنوات الماضية تستأجر الطائرات لأن هناك احتياج ولابد ان تسده، فحينما لا يوجد طائرات كافية تقوم شركات الطيران باستئجار الطائرات، والآن نسبة استئجار الطائرات قلصتها المؤسسة بشكل كبير، فالعام الماضي انقصنا عدد الطائرات المستأجرة بنسبة 33% ، والعام المقبل سيتم تقليلها بنسبة مماثلة أخرى، وفي المستقبل سيقتصر استئجار الطائرات على موسم الحج فقط". وبين الجاسر أن خدمة "البيرق" التي دشنتها الخطوط لتقديم خدمة جديدة لكبار الشخصيات ورجال الأعمال من خلال تشغيل رحلات مجدولة ومنتظمة في مواعيد محددة بين مدينتي (الرياض ، جدة) شهدت خلال الشهر الماضي اقبالاً كبيراً، كما ان الخدمة تحظى بمتابعة وتقييم مستمر وذلك لخدمة شريحة مهمة، مرحباً بأي ملاحظات بهدف التطوير والتحسين لهذه الخدمة لتحقيق افضل النتائج مستقبلاً. وفي إجابة عن مراحل التخصيص، بين أن إدارة المؤسسة تعمل على استكمال خطوات التخصيص وفق برنامج تنفذي معتمد على ضوء المحاور الرئيسية التالية تحويل قطاعات المؤسسة غير الأساسية إلى وحدات تجارية استراتيجية "مراكز ربحية" ومن ثم إلى شركات تمتلكها المؤسسة (الشركة القابضة) والانتهاء من إجراءات تخصيصها بمشاركة مستثمرين، إعادة الهيكلة الشاملة للمؤسسة والتي تشمل الهيكلة المالية والتنظيمية والتشغيلية والقانونية وشؤون الموارد البشرية، إعادة هيكلة قطاع الطيران الأساسي وتحويله إلى شركة تعمل على أسس تجارية تتناسب وواقع صناعة النقل الجوي. واستطرد بقوله :"الخطوط السعودية خطت خطوات ملموسة في هذا الجانب وتم تقسم المؤسسة الى 10 ووحدات استراتيجية وأضيف لها وحدة جديدة هي طيران اديل وكل وحدة من هذه الوحدات تمضي بخطوات حثيثة في مجال الخصخصة منها شركتين تم ادراجهما في سوق المال السعودي وهما التموين والخدمات الأرضية، وهناك 3 شركات لهما شركاء استراتيجيين وتجري خطوات تطويرية بالتعاون مع هؤلاء الشركاء تمهيداً لطرحها في سوق المال قريباً".