طالب أستاذ التاريخ عميد كلية العلوم الإستراتيجية في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية د. عزالدين موسى بضرورة إعادة قراءة التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية على وجه التحديد لفهمهما فهماً أكثر شمولية وعمقا من مختلف الجوانب؛ حيث أبرز المؤرخون الغزوات منذ بعثته مع أن الهجرة إلى الحبشة تؤكد على أن نهج السلم هو الطريق الأفضل للدعوة، وأن القتال شيء استثنائي. جاء ذلك في محاضرة ألقاها في مجلس حمد الجاسر صباح أمس وأدارها د. عبدالعزيز الهلابي بعنوان: «قضايا إستراتيجية في الهجرة إلى الحبشة» تحدث فيها عن المغزى الحقيقي والدوافع للهجرة وكيفيتها، والمكان الأرجح للحبشة مستعرضاً ما تناوله الدارسون والمؤرخون، وعودة المهاجرين مبيناً أن تاريخنا الإسلامي استند على روايات متعددة يساعد على تفكيك الروايات وإعادة تكريبها وقد تنتج دراسة مغايرة عن دراسة آخرين من مختلف الجوانب. وأشار المحاضر إلى أنه استخدم الأسلوب الإحصائي البياني في دراسته، وأن هناك دراسات وعلوما جديدة ظهرت في السيرة مثل شمائل النبي ودلائل السيرة، وقال إن كثيرا من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم المغْفلة في المغازي نجدها في القرآن والحديث، فإعادة قراءة جزئيات سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ضرورية. وأضاف: ما من كاتب في السيرة النبوية إلا وأشار للهجرة إلا أن كل هذه المرويات لا تعين الإنسان على معرفة تفاصيل جوهر الهجرة؛ حيث تشير شتى الروايات أن الهجرة كانت لدرء البلاء والعذاب الذي تلقاه أصحاب الرسول في مكة؛ وقال عن الهجرة الثانية أنها أعظم مشقة حيث يجتمع في الهجرتين دافع الاضطهاد وقال إن الهجرة رسالة إلى تجنب المقاومة الفردية للدعوة. ثم وقف عدة وقفات مع الهجرة ودراسات المؤرخين ووقوفه على قوائم المؤرخين على عدد الذين هاجروا؛ حيث بدا أن 76% من المهاجرين كانوا من العرب الأقحاح و24% من المتخالفين معهم. وقال: لو كان الاضطهاد سبباً للهجرة لاختلفت النسب؛ حيث كان التعصب لا يزال موجودًا، متسائلاً كيف يهاجر جعفر بن أبي طالب في ظل ذلك الوضع وغيره، وقال إن 82% عند العودة دخلوا بالجوار. وأوضح أن المهاجرين كانوا يتسللون خفية وقريش تتبعهم وتتعقبهم مما يدل على أن الهجرة لم تكن جماعية، وتشير الروايات إلى أن رحلتهم كانت متتابعة. وقال بأن الهجرة كانت بأمر رباني، وأن الغموض في ميناء الوصول واختلاف الروايات جعل الدارسين يجتهدون في إسقاط الحاضر على الماضي، وهناك دراسات مختلفة في تحديد المكان مؤكدًا أن المنطقة عاشت تغيرات سياسية كثيرة.