في الوقت الذي تواجه المملكة حملة إعلامية مغرضة من وسائل إعلام مشبوهة، يحمل المخرجون السعوديون الشباب أفلامهم إلى عواصم العالم ليقدموا قصصاً محلية صادقة عن واقع المجتمع السعودي تدحض كل صور التشويه التي يكرسها الإعلام الغربي. ففي هذه الأيام تعرض خمسة أفلام سعودية قصيرة في مهرجان نواكشوط الدولي للفيلم القصير، هي فيلم "الآخر" للمخرج توفيق الزايدي، فيلم "مخيال" للمخرج محمد سلمان، فيلم "كمان" للمخرج عبدالعزيز الشلاحي، فيلم "بسطة" للمخرجة هند الفهاد، والفيلم الوثائقي "المتاهة" للمخرج فيصل العتيبي. كما احتفلت السينما السعودية قبل أيام بتحقيقها أربع جوائز مهمة من مهرجان السينما الخليجية الذي أقيم في أبوظبي. وإلى جانب ذلك يستعد المخرجون السعوديون للمشاركة في تظاهرة "أيام الفيلم السعودي" التي ستنعقد في مدينة لوس آنجلس الأميركية يومي 3 و4 نوفمبر المقبل، لينقلوا للجمهور الأميركي تجاربهم السينمائية الطموحة التي تحكي قصصاً من عمق المجتمع السعودي تختلف كل الاختلاف عن الصورة المشوهة التي تروجها الشبكات التلفزيونية المتطرفة في أميركا. كما أنهى المخرج محمود صباغ جولة ناجحة في عواصم العالم بفيلمه المرشح للأوسكار "بركة يقابل بركة" كان آخرها في مهرجان لندن السينمائي ومهرجان تورنتو بكندا. حضور سينمائي مشرق ينفذه شباب سعودي موهوب باجتهادات فردية وبلا أي دعم من أي جهة رسمية أو خاصة معنية بالثقافة، وأصبح هؤلاء المخرجون بأفلامهم الإنسانية سفراء للوطن ينقلون الواقع الاجتماعي على حقيقته ويؤكدون للعالم أن المملكة ليست كما يصورها الإعلام الحاقد بلداً للتشدد والإرهاب بل هي بلد خير ورخاء يعيش إنسانها حياة طبيعية مثل بقية البشر، له أحلامه وأشواقه وأفكاره التي تصورها تلك الأفلام. لقد أثبت هؤلاء الشباب أن السينما والفنون بشكل عام خير سلاح لمواجهة الحملات الإعلامية المغرضة، وهي السبيل الوحيد لكسب تعاطف الجمهور الغربي مع المملكة، ورغم حجم الإنجازات الكبيرة التي حققوها على مدى 15 سنة منذ انطلاق الموجة السينمائية السعودية عام 2002، إلا أنهم حتى الآن لم يجدوا الإنصاف الذي يستحقونه ولم تتوفر الجهة التي تدعمهم وتساعدهم وتوجههم لصناعة المزيد من الأفلام التي تخدم صورة المملكة في الخارج.