أودى الإعصار "ماثيو" بحياة ما يقرب من 900 شخص في هايتي، وتسبب في تشريد عشرات الآلاف قبل أن يتجه شمالا أمس السبت ويجتاح الساحل قبالة جنوب شرق الولاياتالمتحدة مباشرة حيث سبب فيضانا وانقطاعا واسعا للكهرباء. وبحسب إحصاء رويترز لعدد الضحايا بناء على تصريحات المسؤولين فإن عدد القتلى في هايتي -وهي أفقر بلدان الأمريكيتين- ارتفع إلى 877 شخصا على الأقل أمس الأول الجمعة مع ورود معلومات من مناطق نائية تعذر الوصول إليها في وقت سابق بسبب العاصفة. وتسبب ماثيو في عمليات إجلاء واسعة على طول الساحل من فلوريدا حتى جورجيا وساوث كارولاينا ونورث كارولاينا، وهذا وهو أول إعصار كبير يهدد الولاياتالمتحدة بشكل مباشر منذ أكثر من عشرة أعوام. وحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الشعب على توخي الحذر والالتزام بتعليمات السلامة. وقال للصحفيين بعد اجتماعه مع مسؤولي إدارة الطوارئ "أود أن أؤكد للجميع أن الإعصار لا يزال خطيرا حقا وأن المخاطر قائمة من ارتفاع الموج بسبب العاصفة وخسارة أرواح وحدوث أضرار جسيمة في الممتلكات". وضرب الإعصار غرب هايتي يوم الثلاثاء برياح سرعتها 233 كيلومترا في الساعة وأمطار غزيرة، وقال مسؤولون إن نحو 61500 شخص يقيمون في مراكز إيواء. واجتاح الإعصار فلوريدا يوم الجمعة برياح وصلت سرعتها إلى 195 كيلومترا في الساعة، وقال المركز الوطني الأمريكي للأعاصير إن شدة ماثيو تراجعت ليصبح عاصفة من الفئة الثانية على مقياس سافير-سمبسون لشدة الأعاصير المكون من خمس درجات، وتراجعت سرعة الرياح إلى 110 أميال في الساعة. ولقي أربعة على الأقل مصرعهم في فلوريدا في حوادث مرتبطة بالعاصفة لكن لم ترد على الفور أنباء عن حدوث أضرار كبيرة في المدن والبلدات التي اجتاحتها وأطاحت بأشجارها وتسببت في انقطاع الكهرباء عن أكثر من مليون شخص. وذكر مسؤولون في فلوريدا أن شخصين لقيا حتفهما بعد سقوط أشجار عليهما بينما توفي زوجان مسنان نتيجة استنشاق أول أكسيد الكربون المنبعث من مولد أثناء الاحتماء من العاصفة داخل مرأب للسيارات. واتسع التحذير من الإعصار يوم السبت ليشمل مناطق على ساحل المحيط الأطلسي من شمال شرق فلوريدا مرورا بجورجيا وساوث كارولاينا وحتى شمال كارولاينا. وحذرت الهيئة الوطنية للأرصاد من السيول مع توقع تراكم 40 سنتيمترا من مياه الأمتار في أجزاء من المنطقة مع اشتداد العاصفة وتزايد المد.