تعتبر آلام مقدمة القدم من الأعراض الشائعة لدى كثير من الناس الذين يأتون لمراجعة الطبيب بسبب هذه الآلام التي قد تكون مبرحة وشديدة وتؤدي إلى صعوبة في ممارسة الأنشطة اليومية، وفي مايلي سوف نستعرض أهم أسباب آلام منطقة القدم الأمامية وكيف يمكن تلافيها وكيف يمكن تشخيصها وعلاجها. التهاب الأوتار وهذه الإلتهابات اللغير جرثومية في الأوتار السفلية أو العلوية في منطقة مقدمة القدم شائعة وتؤدي إلى ظهور الآلام. والأوتار هي عبارة عن أنسجة ليفية تشبه الحبال تأتي من أعلى القدم إلى المقدمة لترتبط بعظام أصابع القدم وتساعد على تحريكها. وفي بعض الناس تلتهب هذه الأوتار نتيجة المجهود الزائد أو المشي على أرض قاسية أو الجلوس بطريقة خاطئة من مايؤدي إلى ظهور الآلام. وعادةً مايتم التشخيص بعد الفحص السريري الذي يبين وجود آلام عند تحريك الأصابع وعند الضغط على منطقة الأوتار. أما الأشعة السينية والتحاليل المخبرية فهي عديمة الفائدة في تشخيص هذه الحالات. وبالنسبة للعلاج فإنه يتم بتجنب الوضعيات التي تؤدي إلى ظهور هذه الآلام، أيضاً يتم إعطاء المريض الأدوية المحتوية على مضادات إلتهابات العضلات والمفاصل. كما يمكن استخدام المراهم الموضعية. وفي معظم الحالات تستجيب الآلام لهذه الأدوية وتختفي. وتبقى حالات قليلة لاتستجيب للأدوية وفي هذه الحالة يتم إعطاء حقنة موضعية تحتوي على مادة الديبومدرول ذات الخصائص المضادة للإلتهابات. أورام الأعصاب الحميدة وهذه الأورام معروفه وتظهر في الأعصاب الصغيرة الموجودة بين أصابع القدم وتكون عميقة داخل الأنسجة وتؤدي إلى ظهور الآلام وخصوصاً عند الوقوف وعند المشي. وهذه الأورام هي حميدة في نوعها وغير مخيفة ولكن نظراً لنشوئها قرب الأعصاب الطرفيه الصغيرة فإنها تؤدي إلى ضغط على هذه الأعصاب وبالتالي إلى ظهور آلام مبرحة في باطن القدم عند مقدمة القدم خصوصاً عند المشي. ويتم التشخيص بالفحص السريري للقدم الذي يبين وجود آلام عند الضغط على منطقة الورم والعصب المحيط به. بعد ذلك يمكن اللجوء إلى أشعة الرنين المغناطيسي التي تبين هذا الورم في معظم الحالات. وبالنسبة للعلاج فإنه يتم بأخذ الأدوية المضادة للإلتهابات العظام والمفاصل لفترة أسبوع أو أسبوعين وكذلك ننصح المريض بعدم المشي حافياً وبإستخدام الأحذية ذات البطانة اللينة وتجنب الوضعيات التي تؤدي إلى ظهور الألم. ويمكن أيضاً إعطاء الإبرة التي تحتوي على مادة الديبومدرول ذات الخاصية المضادة للإلتهابات حول منطقة الورم والعصب الملتهب. وفي بعض الحالات النادرة التي يستمر المريض بالشعور فيها بالألم برغم الإجراءات السابقة فإنه يمكن اللجوء إلى التدخل الجراحي لإزالة هذا الورم الحميد عن طريق عملية جراحية بسيطة. مشاكل الأظافر وهذه إحدى الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الآلام في مقدمة القدم وفي منطقة الأصابع حيث أنه في بعض الناس تنموالأظافر بطريقة خاطئة تحت الأغشية واللحم الجانبي للأصبع ممايؤدي إلى غرس أطراف هذه الأصابع في اللحم وبالتالي إلى ظهور آلام في زاوية الإصبع وقد تتطور الحالة لتصبح إلتهابات جرثومية متكررة عند طرف الإصبع تؤدي إلى إنتفاخ وإحمرار وفي بعض الأحيان إلى ظهور صديد في هذه المنطقة. وعادةً مايأتي المريض عند حدوث الإلتهابات الجرثومية ليشكو من آلام شديدة في الإصبع مع تورم وتغير في اللون وقد يكون هناك إفرزات صفراء في المنطقة الملتهبة. ويتم التشخيص بعد الفحص السريري أما بالنسبة للعلاج فإنه يكون عن طريق تناول المضادات الحيوية عن طريق الفم في البداية والمضادات الحيوية الموضعية وبعد أن يزول الإلتهاب يتم حل المشكلة نهائياً عن طريق التدخل الجراحي لإزالة الجزء الجانبي من الظفروالذي ينغرس تحت اللحم عندما ينمو. داء النقرس مرض النقرس معروف هوناتج عن ترسب حامض اليوريك في المفاصل ممايؤدي إلى إلتهاب هذه المفاصل. والمفصل المفضل لترسب حمض اليوريك ولظهور إلتهاب المفاصل عند مرضى النقرس هو مفصل إصبع القدم الكبير. هذا الإلتهاب يؤدي إلى ظهور آلام في مقدمة القدم خصوصاً عند إبهام القدم مع التورم وإحمرار في الجلد وصعوبة في حركة المفصل. وبالنسبة للتشخيص فإنه يتم عاده عن طريق الأشعة السينية وأيضاً عن طريق تحليل الدم لمعرفة مستوى حمض اليوريك. أما العلاج فإنه يكون عن طريق تناول الأدوية المضادة لإلتهابات المفاصل وأيضاً الأدوية التي تساعد على تخفيض نسبة حمض اليوريك في الدم. كذلك يجب الإمتناع عن تناول اللحوم الحمراء. الكسور الإجهادية في عظام القدم وهذه الكسور الإجهادية تحدث عند الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بعنف أو لفترات طويلة وأيضاً لدى الطلبة المستجدين في الكليات العسكرية. وهي تسمى بالكسور الإجهادية لأنها تحصل بعد بذل مجهود جديد ممايؤدي إلى حدوث شعربسيط في عظام مقدمة القدم يؤدي إلى الشعور بلآلام الشديدة عند المشي أو عند الوقوف. وقد لاتظهر هذه الكسور في الأشعات العادية نظراً لأنها بسيطة جداً جداً ولكن يتم التشخيص في البداية عن طريق الفحص السريري الذي يبين وجود آلام عند الضغط على المنطقة المريضة. وبعد ذلك يتم اللجوء إلى الأشعة السينية التي قد تبين وجود شعر بسيط في العظم. وفي الحالات التي لا يظهر فيها الكسر في الأشعة السينية فإنه يتم عمل أشعة رنين مغناطيسي للقدم المؤلمة. وأشعة الرنين تكون دقيقة جداً وتبين الكسر الإجهادي بوضوح. وبالنسبة للخطة العلاجية فإنها تتكون من أخذ قسط من الراحة وتجنب الركض وتجنب المشي واستخدام جبيرة طبية لفترة بسيطة وبعد ذلك استخدام أحذية ذات أرضية لينة وكذلك تناول المسكنات والمقويات مثل الكالسيوم وفيتامين د . وقد تستغرق هذه الكسور بضعة أسابيع أو بضعة شهور للإلتئام تماماً ولكن في الغالبية العظمى لاتستدعي التدخل الجراحي. القدم السكرية وهذه أحد أهم أسباب ظهور الآلام في مقدمة القدمين وهي عبارة عن إعتلال في الأعصاب الطرفية نتيجة نقص التروية الدموية لهذه الأعصاب بسبب تأثر الأوعية الدموية نتيجة مرض السكري. وهذا الأعتلال في الأعصاب الطرفية يؤدي إلى خلل في عملها ويؤدي إلى ظهور آلام خفيفة أو شديدة في القدمين يصاحبها خدور أو تنمل أو شعور بحرقة في هذه المناطق. ويتم التشخيص بالفحص السريري وأيضاً عن طريق طلب تخطيط للأعصاب الطرفية في القدمين وهذا التخطيط يبين وجود إعتلال وخلل في وظيفة الأعصاب نتيجة مرض السكري. أما بالنسبة للعلاج فإنه يكون عن طريق ضبط مستوى السكري في الدم وأيضاً تناول الأدوية المسكنة وتناول جرعات كافية من فيتامين ب المركب الذي يساعد على تقوية الأعصاب الطرفية. كما أن بعض العقارات المسكنة للآلام والمتخصصة في آلام الأعصاب الطرفية تساعد كثيراً في التحكم بالأعراض. المسمار اللحمي والمسمار اللحمي هو عبارة عن حالة مرضية تنتج نتيجة تيبس وتكلس في الجلد الموجود في باطن القدم في المنطقة الأمامية من القدم. هذا الجلد المتيبس والقاسي قد يحدث نتيجة المشي حافياً أو المشي على أرض صلبة أو المشي على أحذية غير مناسبة لفترات طويلة مما يؤدي إلى حدوث مثل هذه البروزات الجلدية القاسية والتي بدورها تؤدي ظهور الآلام عند الوقوف أو عند المشي. وعادةً مايتم علاج هذا الحالات عن طريق استشاري الأمراض الجلدية الذي قد يصف بعض المراهم الموضعية لتلين هذا الجلد القاسي وتخفيف الآلام وأيضاً قد يلجأ إلى إزالة هذا الجلد القاسي لكي يرتاح المريض من هذه الآلام. النصائح والتوصيات لقد ذكرنا فيما سبق أهم أسباب ظهورألآلام مقدمة القدم وطرق علاجها ولكن تبقى الوقاية خير من العلاج وذلك عن طريق الحرص على المشي على الأحذية الذات البطانة اللينة والأحذية الصحية وتجنب وضع القدم في الوضعيات المؤلمة والخاطئة والحرص على نظافة القدم ومراجعة الطبيب عند ظهور الأعراض. آلام القدم شائعة لدى العديد من الناس الأشعة السينية والتحاليل المخبرية فهي عديمة الفائدة في تشخيص هذه الحالات