أعرب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن شكره وتقديره لجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله» في سبيل استعادة الشرعية في اليمن. وثمن هادي في كلمة بلاده التي ألقاها أمس في أعمال الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويوركالأمريكية، الجهود الكبيرة التي يبذلها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومؤسسات الإغاثة في دول مجلس التعاون الخليجي، لدعم الاحتياجات الإنسانية وأنشطة الإغاثة في اليمن. ودعا الرئيس اليمني جميع الدول المانحة للإيفاء بتعهداتها السابقة وبذل المزيد من الدعم للتخفيف من معاناة اليمنيين في الداخل، مشيراً إلى أن ما يتم تقديمه لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لا يغطي إلا الجزء اليسير من الاحتياج الفعلي المتزايد بسبب الأوضاع المأساوية الصعبة في البلاد. من ناحية أخرى، تعهد الرئيس هادي أمس بانتزاع اليمن من «مخالب إيران» واتهم طهران بعرقلة السلام بتدخلها في شؤون بلاده. وقال الرئيس اليمني في كلمته «سننتزع اليمن من مخالب إيران وسنرفع العلم اليمني على كل شبر من تراب وطننا الغالي وسنؤسس للدولة الاتحادية العادلة». ورعت الأممالمتحدة في الشهر الماضي محادثات لإنهاء الحرب التي أودت بحياة أكثر من عشرة آلاف قتيل واستأنف الحوثيون والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح قصف مناطق في السعودية عبر الحدود. وأضاف هادي قائلا «سنقول للعالم وبكل وضوح إن التطرف والإرهاب الطائفي الذي ترعاه إيران في المنطقة صنع وسيصنع تطرفا مقابلا له». ودافع هادي عن قرار تعيين محافظ جديد للبنك المركزي ونقل مقر البنك من صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون إلى مدينة عدن في الجنوب المعقل الرئيسي للقوات الموالية لهادي، وقال «قررنا نقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وحتى لا يصل البنك إلى نقطة الصفر». والبنك المركزي آخر حصون النظام المالي في البلد الفقير ويدير الاقتصاد بشكل فعلي وفقا لتصريحات مسؤولين بالبنك ودبلوماسيين. واتهمت الحكومة الحوثيين بتبديد نحو أربعة مليارات دولار من احتياطات البنك على جهود الحرب، وقال الحوثيون إن الأموال استخدمت لتمويل واردات أغذية وأدوية. كما جدد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، التأكيد على حرصه الدائم والصريح على السلام الذي يمكن له الاستمرار ويفي بمتطلبات حقن دماء الشعب اليمني. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس هادي أمس الأول في مقر إقامته بمدينة نيويورك مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن الرئيس هادي قوله خلال هذا اللقاء: "ذهبنا إلى مشاورات السلام المختلفة ومن أجل ذلك قدمنا الكثير من التنازلات رغم أن أغلب القرارات الدولية صدرت تحت الفصل السابع ويفرض أن تطبق حرفياً تجاه الانقلابيين وجرائمهم نحو الشعب اليمني التي استباحت المدن وقتلت الأطفال والنساء والعزل وشردت وهجرت وحاصرت الأبرياء". من جانبه أكد المبعوث الأممي إلى اليمن مواصلة الجهود الحثيثة لبحث إمكانات وفرص السلام الحقيقية التي تكفل استقرار البلد ومعيشة أبنائه. وكان الرئيس اليمني قد التقى أمس على هامش الدورة ال71 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان. وجرى خلال اللقاء بحث مستجدات الوضع اليمني بما فيه الوضع الإنساني والاقتصادي والتحديات التي ماتزال تواجه العملية السياسية وسبل الدفع بها للإمام والتأكيد على المواقف المشتركة للبلدين وعلى مواصلة تنسيق المواقف الكفيلة بدعم العملية السياسية. إلى ذلك رحبت الحكومة اليمنية بالبيان الصادر عن الرباعية الدولية حول اليمن، مبينة أنه استند بصورة واضحة لمرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصِّلة وخاصة القرار الدولي 2216. وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان لها بهذا الشأن نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية: "في الوقت الذي كانت فيه الحكومة تتعامل دائمًا وأبدًا بمرونة ومسؤولية مع كافة الجهود الدولية الرامية لإنهاء الحرب التي فرضتها مليشيات الحوثي و صالح، كانت هذه المليشيات تضرب عرض الحائط بكل مساعي السلام التي يقودها مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن". وأضاف البيان: "ومن ضمن ذلك نقضهم للخطوات التي أعلنوا التزامهم بها في الكويت وتضمنت مشاركة ممثلين عنهم في لجنة التهدئة وتنسيق وقف إطلاق النار وسعيهم إلى استمرار الحرب والاقتتال في الجمهورية اليمنية". وأكد البيان على أن التسلسل الذي يلبي التزامات السلام ينطلق من إتمام الانسحاب وتسليم الأسلحة والخروج من كافة مؤسسات الدولة قبل الحديث عن أية ترتيبات سياسية بغية الوصول إلى سلام دائم في اليمن. وأهابت الحكومة بالمجتمع الدولي تحمل مسؤولياته إزاء رفض الطرف الانقلابي الالتزام بمرجعيات السلام، مشددة على أن يقوم المجتمع الدولي بالعمل على إلزام الانقلابيين بإنهاء الحصار عن مدينة تعز التي تخضع لحصار هائل ودمار منذ ما يقارب العام والنصف وتخفيف معاناة أهلها من خلال إدخال الأدوية والمواد الطبية والإغاثة والمساعدات الإنسانية. وتعهدت الحكومة اليمنية وفقًا للبيان بتحمل مسؤولياتها خلال البنك المركزي بتقديم كافة الالتزامات المالية تجاه المؤسسات المالية وتجاه كل اليمنيين وفي كافة المحافظات دون تمييز وإنقاذ الوضع الاقتصادي الذي دمره الانقلابيون.