اعتبر عدد من عضوات مجلس الشورى، "أن للمرأة السعودية دورا حيوياً في ترسيخ ثقافة السلامة المرورية دون قيادتها المباشرة للمركبة"، مشيرات الى أن ذلك "يتحقق عبر تنفيذ برامج تدريبية للقطاع النسائي حول المسؤولية الفردية والجماعية تجاه المحافظة على سلامة مستخدمى المركبات، والسلوك الواجب اتباعه سواء من السائق أو أفراد الاسرة داخل السيارة". وأشادت العضوات بالمبادرة الوطنية للسياقة الامنة "الله يعطيك خيرها"، التي أطلقتها جمعية الأطفال المعوقين، بالتعاون مع وزارة الداخلية متمثلة بالإدارة العامة للمرور، وحظيت بمباركة كريمة من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، والتي تهدف للتوعية بأنظمة السلامة المرورية وتعريز الوعي المجتمعي بخطورة الحوادث المرورية كقضية إنسانية اقتصادية. وارتأت عضوة مجلس الشورى د. نهاد الجشي، "أن طبيعة ظروف المرأة في مجتمعنا واعتمادها في تنقلاتها اعتمادا كليّا على السائق، سواء كان سائقا منزليا أو سائقا لسيارات الأجرة؛ يجعلها شريكا فعليا في المحافظة على سلامة تنقلاتها وأسرتها، لافتة إلى ضرورة توعية القطاع النسائي بمعايير وشروط السياقة الامنة والسلامة المرورية، وعدم التدخل في قرارات سائق المركبة مما قد يسبب ارباكاً له ومن ثم وقوع الحوادث". وأوضحت "أنه من الأهمية بمكان توعية النساء بقواعد السلامة المرورية، انطلاقا من المسؤولية تجاه أنفسهن وأطفالهن، كأهمية استخدام وسائل السلامة من استخدام الأحزمة، وكراسي الأطفال، والتأكد من انضباط سلوك الأطفال كالبروز بأجسادهم أو بعضها من النوافذ والسقوف، وعدم السماح للأطفال بتوجيه السائق ونحوه، إضافة للتأكد من توّفر الحقيبة الإسعافية وطفاية الحريق، والتحقق من سلامة المركبة وعجلاتها من قِبل السائق". وووصفت عضوة مجلس الشورى د. دلال الحربي، الوضع الحالي للحوادث المرورية من قِبل السائقين ب "الكارثي"، الأمر الذي يستدعي وقفة جادة للتوعية والتوجيه والإلمام الكلي بقواعد المرور، لافتة إلى أن توعية المرأة وإلمامها بمتطلبات القيادة الآمنة، سيسهم بدور كبير في توجيهه السائقين لاسيما الذين لا يتقن القيادة بصورة آمنة، والذين تعتمد المرأة عليهم كُليّا خلال تنقلاتها اليومية. وعدّت خضوع المرأة لدورات تدريبية للإلمام بمتطلبات السلامة المرورية، يُشكل خطوة إيجابية لترسيخ مفهوم المسؤولية الفردية والجماعية تجاه المحافظة على سلامة الإنسان، وتوعية أبنائها، الأمر الذي يسهم بإنشاء جيل واع مدرك لأهمية القيادة الآمنة وتحفيزهم للالتزام بها. إلى ذلك، أوضح المدير التنفيذي لمبادرة "الله يعطيك خيرها" سليمان المنصور، بأن معاناة المجتمع من الحوادث المرورية بات يمثل ظاهرة كارثية تستنزف الأرواح والأموال، وتسبب الالاف من حالات الإعاقة، مفسراً ذلك بالفوضى المرورية وعدم الاكتراث من قِبل المواطنين والمقيمين رجالا ونساء، لافتا في هذا الصدد إلى طرق جميع الأبواب لإيصال رسالة المبادرة، التي بدورها أنتجت حِراكا مجتمعيا بدأ بالظهور منذ بداية عملنا قبل الثلاثة أعوام. ووفقاً للمنصور، "سيكون للمرأة رسائل توعية تخصها في المرحلة القادمة، لدورها المهم جدا في السلامة داخل السيارة لها ولأبنائها على حدٍ سواء، لاسيما فيما يتعلق بربط حزام الأمان وكراسي الأطفال، مشيرا إلى الثقة من قدرة المرأة على استيعاب الرسالة التوعوية وإيصالها للأبناء، كونها المربية والقدوة وتدرك أهمية اشرافها على ابنها المراهق حين يتمكن من قيادة السيارة وستقدم بدورها النصح المؤثر، الذي يمنعه من التهور وحماية نفسه والآخرين".