اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس ان روسياوالولاياتالمتحدة يمكن ان تتوصلا "قريبا" الى اتفاق تعاون حول سورية. وقال بوتين في مقابلة مع وكالة "بلومبرغ" وبحسب تصريحات نشرها الكرملين على هامش منتدى الشرق الاقتصادي في فلاديفوستوك (اقصى شرق روسيا)، "نتقدم شيئا فشيئا في الاتجاه الصحيح ولا استبعد ان نتفق قريبا على امر ما ونعلنه للمجموعة الدولية". مئات المدنيين السوريين يغادرون إحدى ضواحي دمشق بموجب اتفاق ويجري مسؤولون اميركيون وروس مفاوضات في جنيف تهدف الى اعلان وقف اطلاق نار جديد في سورية والتعاون عسكريا ضد تنظيم داعش ومجموعات اخرى في البلاد. واضاف بوتين "لا يزال من المبكر الحديث عن ذلك لكنني اعتقد اننا نتحرك ونمضي في الاتجاه المرغوب به" مشيدا "بصبر" و"مثابرة" وزير الخارجية الاميركي جون كيري. من جهة ثانية، بدأ مئات المدنيين بضاحية المعضمية في دمشق أمس مغادرة المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة فيما وصفته الحكومة بأنه عفو ضمن جهودها لإجبار جيوب المعارضة حول المدن الكبيرة على الاستسلام. وتمت هذه الخطوة بعد أسبوع من استسلام داريا المجاورة وهي واحدة من معاقل الانتفاضة على حكم بشار الأسد التي صمدت لفترة طويلة وتقع على مسافة بضعة كيلومترات جنوب غربي العاصمة السورية. وانتقدت الأممالمتحدة ومنظمات إغاثة إخلاء داريا ومناطق أخرى محاصرة تم الاتفاق بشأنها دون إشراف المنظمة الدولية على اعتبار أنه يمثل سابقة مثيرة للقلق لإعادة توطين المدنيين قسرا بعد حصار للجيش، وعرض التلفزيون السوري لقطات لأسر تحمل أمتعتها في الشوارع ووصول حافلات لاصطحابهم من المنطقة وقال إنهم سيتم نقلهم إلى منطقة سكنية مؤقتة في الحرجلة قرب دمشق. وقال محمد نعيم رجب وهو مسؤول محلي في المعضمية إن 303 أشخاص غادروا وكلهم من المدنيين الذين نزحوا من داريا، وأضاف أن من تبقوا من النازحين من داريا سيرحلون خلال ما بين أسبوع وعشرة أيام. وقال رجب إن اتفاقا بين الحكومة ومقاتلي المعارضة في المعضمية سيطبق عقب ذلك. والأوضاع في المعضمية أفضل من داريا منذ تم الاتفاق مع الحكومة على هدنة محلية محدودة في أواخر 2013 سمحت بدخول المساعدات إلى الضاحية مقابل وقف القتال. وما زال مقاتلو المعارضة يسيطرون على جزء كبير من الغوطة الشرقية وهي منطقة من المزارع والبلدات شمال شرقي العاصمة وهي معقل للمعارضة منذ بدء الانتفاضة السورية عام 2011. على صعيد آخر، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن تركيا طهرت منطقة في شمال سورية من تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردية لكن القوات الكردية السورية لم تنفذ بعد طلبا من أنقرة بالانسحاب إلى شرق نهر الفرات. وبدأت تركيا حملة عبر الحدود في سورية الأسبوع الماضي قائلة إن لها هدفا مزدوجا هو إجبار مقاتلي داعش على الانسحاب والتأكد من ألا تملأ القوات الكردية الفراغ الذي سينتج عن ذلك من خلال توسيع سيطرتها على أراض على حدود تركيا. وتشعر تركيا بالقلق من أن يشجع المقاتلون الأكراد السوريون المسلحين الأكراد الذين يقودون حركة انفصالية مسلحة على أراضيها. وأقلقت حملة تركيا على القوات الكردية الولاياتالمتحدة التي تدعمها، ودعا المسؤولون الأمريكيون أنقرة إلى تركيز هجماتهم على تنظيم داعش. وذكرت شبكة (سي.إن.إن ترك) أن الطائرات الحربية التركية استأنفت ضرباتها الجوية على مواقع للتنظيم في شمال سورية في أحدث هجمات منذ بدأت قوات مدعومة من تركيا التوغل يوم 24 أغسطس، وقال مسؤولون إن القوات المدعومة من تركيا تقدمت غربا في مناطق للإرهابيين في الأيام القليلة الماضية. وقال إردوغان في مؤتمر صحفي في وقت مبكر أمس إن العملية التي تحمل اسم "درع الفرات" نجحت في تطهير منطقة مساحتها 400 كيلومتر مربع من داعش ووحدات حماية الشعب الكردية. مقاتلان من المقاومة يتناولان طعامهما قرب حلب «رويترز»