ربطت دراسة حديثة بين ثمانية أنواع من السرطان وزيادة الوزن أو السمنة. فقد أشارت الدراسة التي قام بها علماء من منظمة الصحة العالمية، إلى أن عدد الأشخاص الذين يصابون بالمرض بسبب نمط الحياة غير الصحي في ارتفاع وزيادة أكبر مما كان يعتقد سابقا. وحتى الآن، كان الأطباء يعتقدون أن خمسة أنواع من السرطان فقط مرتبطة بالوزن الزائد وهي سرطان الثدي والرحم والأمعاء والكلي والمريء. لكن مراجعة الأدلة وتحليلها من قبل وكالة منظمة الصحة العالمية الدولية لبحوث السرطان، أضافت ثمانية أنواع أخرى إلى القائمة من بينها سرطان المبيض والمعدة والكبد والبنكرياس والمرارة والغدة الدرقية وورم نخاع العظام (المايلوما) والورم السحائي (المننجيوما). وحذر الخبراء من أن أزمة البدانة في العالم تعني زيادة معدلات الإصابة بالسرطان بمعدل أعلى مما كان مقدرا. وحثوا حكومات العالم أن تنظر للمشكلة بشكل أكثر جدية. وتم توجيه الاتهامات لهذه الحكومات بالرضوخ لضغوط شركات صناعة الوجبات السريعة بعد أن ألغت خططاً لحظر الإعلانات التلفزيونية للأغذية غير الصحية والتخلص من شخصيات الرسوم المتحركة على أغلفة المواد الغذائية الخاصة بالأطفال. وبدأ العلماء قبل عشرين عاما يدركون أن الوجبات الغذائية السيئة وأنماط الحياة المستقرة قد تكون مرتبطة ببعض أنواع السرطان. ووجد العلماء أن وجود المزيد من الدهون في الجسم يغير توازن الهرمونات مثل هرمونات الاستروجين والتستوستيرون والأنسولين - التي يمكن أن تكون محركا لنمو الأورام. وفي عام 2002 أعدت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان قائمة بخمسة أنواع من السرطانات تحدث على الأرجح إذا كان الشخص يعاني من زيادة الوزن. وقامت نفس المجموعة من الباحثين يقودها باحثون من كلية الطب بجامعة واشنطون في سانت لويس بإصدار قائمة طويلة مكونة من 13 نوعاً من أنواع السرطان. في الماضي، أكد الأطباء أن الإصابة بالسرطان ترتبط بعوامل وراثية لكنهم في السنوات الأخيرة أكدوا أن المخاطر يمكن أن تنخفض باتباع نمط حياة صحية. وقدروا أن ما يقرب من 40 في المئة من حالات السرطان قد يمكن تجنبها مقارنة من 85 إلى 90 في المئة من حالات الإصابة بأمراض القلب. وعلى ضوء النتائج، حسب العلماء أن السمنة- وجود مؤشر كتلة الجسم أكثر من 30 – تزيد مخاطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 50 في المئة. أما بالنسبة لسرطان الأمعاء، يرتفع الخطر إلى 30 في المئة، وسرطان المبيض بنسبة 10 في المئة. وبالنسبة للبدناء فإنهم 80 في المئة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد من اصحاب الأوزان الصحية ونحو 400 في المئة أكثر عرضة للإصابة بسرطان المريء إذا كان مؤشر كتلة الجسم 40 أو أعلى. ووجد الباحثون أنه في معظم أشكال السرطان يرتفع الخطر كلما كان الشخص أثقل وزناً مما يثبت وجود صلة مباشرة بين زيادة الوزن والسرطان.