على الرغم من تقديمهما في قالب "الأنيميشن"، وهي صناعة حديثة تمكنت من أن تضع لها موطئ قدم في أوساط صغار السن على وجه الخصوص، إلا أن دميتي "غراندايزر" و"هايدي" اليابانيتين، واللتين عرضتهما مجموعة "ساكورا المملكة" المشاركة في "حكايا مسك" وتهتم بنشر ثقافتي الرياض وطوكيو في كلا المجتمعين، استهوت جيل الثمانينيات بشكل لافت. وتقول شذى الدوس ممثلة المجموعة بأن أكثر من توقف لدى الدميتين وأقبل على شرائهما تقع أعمارهم في العقد الثالث، ممن عايشوا العرض الأول لهذين العملين أيام الصغر. غير أن ذلك، لا يلغي حقيقة وقوف العشرات من صغار السن عند دميتي غراندايزر وهايدي واللتين شكلتا في وقت من الأوقات مصدر إلهام لجيل الثمانينيات، طبقاً للدوس، مستفيدين من اصطحاب آبائهم وأمهاتهم لهم بتوجيه الأسئلة تلو الأخرى عن تلك الحقبة، والأجواء المرافقة لأحداث العملين. ولم يقتصر ما عرضته مجموعة ساكورا المملكة، على الشخصيتين الأكثر شهرة "غراندايزر" و"هايدي"؛ حيث عرضت المجموعة شخصيات كرتونية أخرى أنتجت حديثاً، مستهدفة الجيل الحالي. وعن أسباب حرصهم على تقديم الأنيميشن الياباني، عزت الدوس ذلك إلى كون صناعة الأنيميشن اليابانية لا تضاهيها أي نظيرة لها، بدليل الإقبال الكبير الذي شهدته المجموعة خلال الأيام الماضية من عمر فعاليات "حكايا مسك". وبحسب الدوس، فإن مشاركتهم في فعاليات حكايا مسك وتحديداً في "سوق حكايا"، أضافت لهم الكثير، من حيث إشهار المجموعة، وتعريف الرأي العام بها، وتسليط الضوء على التقارب الهام بين الثقافتين السعودية واليابانية، الأمر الذي كسر حاجز التواصل المعرفي، وسهل من مهمتهم. وتستفيد الكثير من شركات الإنتاج التلفزيوني العاملة في صناعة "الأنميشن" على الشخصيات الأكثر تأثيراً في أوساط المشاهدين، لتشكل عنصر جذب لهم؛ حيث لوحظ استفادة إحدى تلك الشركات من شخصية "هزار" التي قدمها الممثل فهد الحيان، وقدمتها في أحد نشراتها التعريفية بطريقة كرتونية بتقنية الأنيميشن. وفي الطرف الآخر من سوق "حكايا مسك"، كان عبدالرحمن القاضي يقف إلى جانب مكتبته المهتمة بإنتاج القصص الخاصة بالأطفال والتي تحمل الشعار القديم قصصياً "كان يا ما كان"؛ حيث أوضح وجود تباين في اهتمامات العائلة السعودية تجاه قصة الطفل، ففي الوقت الذي يركز فيه الآباء والأمهات على محتوى القصة، ينجذب أطفالهم بشكل أكبر إلى ما تحتويه من رسومات. هذا وارتفع عدد زيارات فعاليات "حكايا مسك" التي تنظمها مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "مسك الخيرية" إلى 24537 زيارة في اليوم الثالث من الفعاليات، ليصل العدد الإجمالي للزيارات خلال الثلاثة أيام الأولى 43755 زائرا وزائرة شباباً وأطفالاً، توزعوا خلال انعقاد الفعاليات بين العديد من الأنشطة، التي سجلت كذلك ارتفاعاً في عدد الزيارات. وشهدت الأقسام الإبداعية وهي أقسام الكتابة والرسم ومعمل الأنميشن واستوديو الإنتاج، تفاعلاً من قبل الحضور تجاه ما قام به شباب سعوديون في هذه الأقسام عملوا على إنشاء مشروعات خاصة لهم بفضل إبداعهم وشغفهم في هذه المجالات، وهو ما أهلهم لأن يكونوا على منصات هذه الأقسام ليقدموا ورش عمل وحلقات نقاش، إضافة إلى استعراض كيفية نجاحهم في مشروعاتهم التي أنتجت أعمالاً أدبية وفنية، وعروضاً مرئية بشكل احترافي يضاهي أحدث ما وصلت إليه الدول المتقدمة في هذه المجالات. فعاليات "حكايا مسك" وفرت لليوم الثالث رحلة متنوعة للزوار؛ حيث استطاعوا حضور ورش عمل تدريبية على الكتابة والرسم والإنتاج وتحريك الرسوم الكرتونية، ومن ثم مشاهدة عروض مسرحية كوميدية أبطالها سعوديون، بينما فضل البعض حضور "حكايا شباب"؛ حيث قدم الراوي الشاب سلطان الموسى قصصاً متنوعة في مجال التاريخ، مستخرجاً منها حكماً وعبراً لإلهام الشباب، أما البعض فقد خصص وقتاً للتبضع في سوق "حكايا مسك" ومشاهدة الأعمال الإبداعية مباشرة التي يقوم عليها مبدعون سواء في مجال الرسم أو النحت والنقش. وشهدت الأقسام الإبداعية الرئيسية في "حكايا مسك" وهي قسم الكتابة والرسم والأنيميشن "الرسوم المتحركة"، والإنتاج المرئي، إقبالاً كثيفاً؛ حيث سجلت ورش العمل المقامة خلال اليوم الثالث فقط تدريب 3936 شابا وشابة، والذين حضروا وتفاعلوا مع مقدمي ورش العمل من مدربين محترفين في هذه الأقسام، ليصل مجموع ما تم تدريبه خلال الثلاث أيام الأولى 11135 شابا وشابة. وتنوعت مواضيع ورش العمل في هذه الأقسام بين قواعد وأشكال الحوار الروائي، وكتابة النص الهزلي، وكيفية بناء العلامة التجارية للأشخاص على الشبكات الاجتماعية، ورسم الشخصيات، واستخدام أدوات الرسم الشخصيات، ورسم السكتشات وتوزيع العناصر بالصفحة، وتقنيات الرسم الإلكتروني، وتحويل السيناريو إلى قصة مصورة، وتقمص شخصية كرتونية، وتوظيف الأصوات في الرسوم المتحركة، إدارة الانتاج وتصوير حياة الناس بالهاتف والكاميرا الاحترافية. كما شهد قسم المؤلف الصغير حضوراً مميزاً خلال اليوم الثالث؛ حيث بلغ عددهم 1949 طفلا، ليصل إجمالي عدد الأطفال الزائرين خلال الثلاثة أيام الأولى من المهرجان 8147 طفلا، مروا جميعهم بأساليب تعليمية ملهمة في صناعة الحكايا، من التفكير بها حتى إعداده بكتابة الجمل وتوظيف الرسوم حتى صناعة قصة مصورة متكاملة، إضافة إلى حصص تعليمية يتعلم فيها الأطفال عبر أساليب حديثة كيفية التعبير عما بداخلهم. وسجل عدد حضور "حكايا شباب" في اليوم الثالث زيارة 1360 شابا وشابة، ليصل عدد الزوار خلال الثلاثة أيام الأولى 3160 شابا وشابة، في حين كان الضيف في اليوم الثالث الشاب سلطان الموسى الذي قام بسرد قصص تاريخية ملهمة. فيما بلغ عدد زوار "مسرح حكايا" في اليوم الثالث 1606 شباب وفتيات، في حين وصل العدد الإجمالي مع اليوم الثالث على التوالي 4782 شخصا، وشاهد الحضور مسرحيات كوميدية قدمتها فرق سعودية شابة، مثل مسرحية سكلولو، وفيلم "شكوى" وفيلم "ماطور"، إضافة إلى "حكايا مرابطين" التي تستضيف كل يوم إعلاميين كان لهم تجارب ومواقف في تغطياتهم الإعلامية على الحد الجنوبي للمملكة. فتاة تتدرب على الرسم منصة نقاش في قسم الكتابة شاب في لحظة تأمل لأحد المجسمات طفلتان في قسم الرسم «حكايا مسك».. متنفس المواهب السعودية الشابة المهرجان اعتنى بمختلف المراحل العمرية استراحة بعد جولة طويلة في أروقة «حكايا مسك» (عدسة/ عليان العليان)