يجتمع اليوم الاربعاء وزراء خارجية مجلس التعاون مع نظيريْهم الاميركي والبريطاني إضافة لمبعوث الاممالمتحدة لليمن في جدة. الخارجية السعودية ذكرت ان الاجتماع يأتي امتدادا لاجتماع لندن العام الماضي، الا انها حصرت اجتماع اليوم في القضية اليمنية، وهذا جيد من حيث الموضوع والمشاركين، وتبقى النتائج هي المحك الحقيقي على نجاح الاجتماع، اللقاءات السياسية بين الدول التي لها علاقة مباشرة في موضوع اليمن تعد امرا مطلوبا ومهما، وضرورة ان ابتعدت اطراف الصراع عن الحسم السياسي مثل ما هو حاصل الان في القضية اليمنية. المهم في هذا الاجتماع هما الطرفان الخليجي والاميركي، ليس لانهما الاقوى تأثيرا، بل لوجود بعض اللغط بينهما في التعاطي مع الملف اليمني، فواشنطن على رغم تأييدها لعاصفة الحزم وإعلانها الدعم والمشاركة في عملياتها، الا انها لم تكن صاحبة توجه واحد أو واضح في هذه القضية، ولعل قضية البنك المركزي في صنعاء تعطي مؤشرا واضحا على ازدواجية التعاطي الاميركي مع الازمة حيث طالبت واشنطن بضرورة ان تكون التحويلات المالية الخارجية عن طريق البنك في صنعاء الذي يسيطر عليه الانقلابيون، فإن لم يكن هذا دعما للانقلاب فماذا يمكن ان نسميه؟ فليكن دعماً ألا يتطلب ذلك الموقف اعلانا اكثر وضوحا والابتعاد عن المناطق الضبابية في هذه القضية المصيرية، فدول الخليج مستنزفة في هذه الازمة ماليا وبشريا، ولكنها مازالت محتفظة برصيد سياسي وعسكري كبيرين، يجعلانها سيدة الموقف في هذه المرحلة والمراحل القادمة ان أصر الانقلابيون على موقفهم، ولكن كيف يفهم شركاؤها في هذا الاجتماع هذه القوة والاصرار على استخدامهما الى النهاية؟ الخليج دم ابنائه سال في اليمن وهذا شيء يجب ان يكون حاضرا امام اطراف الاجتماع، فلم يكن وجود الخليج في اليمن وجود وسيط او طرف محايد يجتمع لديه الخصوم، بل كان وجوده طرفا اساسيا في الصراع فطائراته مازالت تحلق في سماء اليمن ورجاله على الأرض، ليس كطرف اجنبي بل كطرف اصيل يشارك شقيقه اليمني الاصيل، لضرب اذناب طهران، وحرق مشروع الولي الفقيه في اليمن العزيز، وهنا يتضح السطر الاول في اجتماع اليوم، فالدبلوماسية الخليجية عليها عرض ما تملك من وثائق وادلة تثبت بها ان طهران هي من يقف وراء هذه الازمة، وتخليص اليمن من هذا الشر هو مهمة دول الخليج، فأي ابتعاد عن هذه النقطة سوف يفضي الى مناشدة اطراف الصراع للعودة الى طاولة المفاوضات، التي سوف تزيد من عمر الأزمة وتحول مسؤولية الصراع عن طهران الى اطراف أخرى، مثلما حصل في مفاوضات الكويت، الشعب اليمني ومعه اشقاؤه في الخليج ينتظرون نتائج هذا الاجتماع بحذر، فالحل السياسي احترقت اوراقه في الكويت ولا توجد له نسخة ثانية، فأي نتيجة تطالب بضرورة العودة للمفاوضات سوف تعد تزويرا لأوراق محروقة، او ان بعض الاطراف جاء مشاركا نيابة عن ملالي طهران.