هناك عدد من الأمراض المناعية التي يصيب مختلف أعضاء الجسم. ومن هذه الأمراض مرض الساركويد. وكان الأطباء إلى فترة ليست بالبعيدة يعتقدون أن هذا المرض لا يصيب العرب. ولكن اتضح لنا في السنوات المتأخرة أن مرض الساركويد يصيب العرب ولدينا الكثير من المرضى السعوديين الذين يعانون من المرض. ومرض الساركويد أو ما يعرف كذلك باسم "الغرن الليمفاوي" هو مرض التهابي يصيب أجهزة متعددة في الجسم، ولكن في الغالب الرئتين والغدد الليمفاوية. وينتج التهاب الساركويد عن تجمع خلايا مناعية، تؤدي بدورها إلى تراكم حُبيبي في أعضاء الجسم المختلفة، وتسمى هذه التراكمات جرانيلوما (Granuloma) (أو ورم حُبيبي)، يمكن لهذه الحبيبات أن تتراكم بشكل أكبر مكونة أورامًا أكثر حجمًا وعندئذ يمكنها التأثير في عمل العضو المصاب مما يؤدي إلى قصور في عمل هذا العضو وظهور أعراض الساركويد. وبالرغم من تكون أوراما بسبب التجمع الحبيبي‘ إلا أن مرض الساركويد لا يعتبر من الأورام، ولكنه يدخل ضمن الأمراض المناعية. وقد يصيب الساركويد أي عضو من أعضاء الجسم، ولكنه أكثر ما يصيب الرئتين، الغدد الليمفاوية، والغدد اللعابية، وبعد ذلك الكبد. ما مسببات الساركويد؟ لا يعرف سبب الساركويد، لكن العلماء يرجحون أنه ينتج عن تهيج في الجهاز المناعي لأحد الأسباب، إما خارجية من الجو المحيط أو من داخل الجسم، وهذا يؤدي إلى تجمع الخلايا في أنحاء الجسم المختلفة كردة فعل ومحاولة للجهاز المناعي القضاء على هذا السبب. ويتساءل المرضى، هل مرض الساركويد معد؟ والجواب أن الساركويد غير معدٍ ولهذا فهو لا ينتقل في من شخص إلى آخر. من أكثر الأشخاص عرضة بالمرض؟ يصاب عادة الأشخاص في سن 20 إلى40 سنة وهو أكثر ما يصيب النساء. كما أنه وجد أن الأشخاص ذوي البشرة السمراء أكثر عرضة بالإصابة بالساركويد من غيرهم. ما أعراض الساركويد؟ ربما لا يكون للمرض أي أعراض ظاهرة وقد يتم اكتشافه مصادفة، وقد يظهر بأعراض شديدة ومختلفة، ويعتمد ظهور الأعراض على العضو المصاب بالمرض: الرئة: وهي أكثر الأعضاء تؤثرا، وتظهر الأعراض بصورة صعوبة في التنفس، سعال وأحيانًا أزيز. الغدد الليمفاوية: ربما يظهر تورم بالغدد الليمفاوية في الرقبة أو تحت الإبط، ولكن أغلب ما يصيب المرض الغدد الليمفاوية الصدرية التي عادة لا تؤدي إلى أي أعراض، وعادة ما تكتشف عن طريق الأشعة. الجلد:تورمات في الجلد قد تكون مؤلمة أحيانًا، وقد تصيب الوجه وتؤدي إلى تشوه جلدي. العين:آلام، تقرحات، حكة، احمرار في العين، وقد تؤدي أحيانًا إلى التأثير في النظر. المفاصل:آلام وتورم في المفاصل والعضلات. الكلى: حصوات الكلى الكبد: تضخم الكبد الجهاز العصبي: يشمل فقدان السمع والتهاب السحايا، والتشنجات، أو الاضطرابات النفسية (مثل، والخرف والاكتئاب والذهان). القلب: قد بؤثر على كهرباء القلب (عدم انتظام ضربات القلب)، التهاب غشاء القلب الخارجي (التامور)، أو فشل القلب. كما قد يؤدي الساركويد إلى أعراض عامة كالإرهاق، والحرارة والضعف، قلة الشهية ونقص في الوزن. طرق التشخيص: عادة ما يتم تشخيص المرض من التاريخ المرضي والفحص السريري وأشعة الصدر التي قد تحدد نوعية المرض وشدته. ويعتبر فحص الأشعة المقطعية للرئة هو من الفحوص المهمة للمساعدة في تشخيص الحالة ومقدار تأثر الرئة والغدد الليمفاوية. وينقسم الساركويد إلى أربع مراحل تبعًا لمقدار تأثر الرئتين والغدد الليمفاوية: المرحلة الأولى:تورم في الغدد الليمفاوية الرئوية. المرحلة الثانية:تورم في الغدد الليمفاوية الرئوية والتهاب في الرئتين. المرحلة الثالثة:التهاب في الرئتين. المرحاة الرابعة:تليف في الرئتين. وغالبًا ما يلزم التحقق من التشخيص عن طريق أخذ عينة من العضو المصاب إما عن طريق الإبرة (الخزعة) أو جراحيًا. الفحوص الأخرى كالدم والبلغم قد تساعد الطبيب في استبعاد بعض الأمراض الأخرى التي قد تشابه الساركويد في التاريخ المرضي والفحص السريري كمرض الدرن وأورام الغدد اليمفاوية. طرق العلاج: يعتمد علاج الساركويد وكثافة العلاج على العضو المصاب. وفي كثير من الحالات يكتفي الطبيب بالمراقبة فقط. وهذا مثل حالات تضخم الغدد الليمفاوية في الصدر والتي لا تؤثر على الرئتين. ويكون العلاج مكثفا إذا أصيب القلب أو الجهاز العصبي أو العينين أو تأثرت وظائف الرئتين أو الأعضاء الأخرى. ويشمل العلاج: تقليل أعراض المرض. تقليل حجم الجرانيلوما (الورم الحبيبي). وقد تستخدم علاجات متعددة بحسب تطور الحالة والأعراض الجانبية، ولكن تختصر أهدافها في النقطتين السابقتين. ومن أهم هذه العلاجات: 1. الكورتيزون:وهو دواء مخفّض للالتهاب لكنه فعال في تقليل حجم تجمع الخلايا، ويعتبر العلاج الأساسي في حالات الساركويد. 2. الأدوية المهبطة للمناعة: وتوجد عدة أنواع من الأدوية التي تؤدي إلى تقليل حجم الجرانيلوم. (الورم الحبيبي).، وعادة ما تكون بديلا عن الكورتيزون. يتدرج مرض الساركويد ما بين البسيط والمتقدم، وعادة في الحالات البسيطة نسبة الشفاء من أعراضه تكون أكثر من 80 في المئة. وفي الحالات المتقدمة من إصابة الرئة تقل هذه النسبة بتطور الحالة والتي قد تؤدي أحيانًا إلى قصور شديد في وظائف الرئة. حالة متقدمة من إصابة الرئة بالساركويد